هذه المنطقة البعيدة عن الطفيلة اكثر من ٢٥ كيلومترا، سكانها اهل الجبال والكهوف
وقلما استوطن البدو فيها، الا مساكن المكرمة الملكية، التي ياوي لها البعض عند ظروف الشتاء القاهرة
وحين كنت صحفيا في الطفيلة، كتبت عنها اكثر من غشر مرات، فتسابق اهل الخير لاعانة سكانها، الذين يتحدرون لاخذ المعونات من كل حدب وصوب، في تلك البيئة الجبلية القاسية
وقد كتب الله لمدرستها المختلطة اجود المعلمين والمدراء، فكان مديرها ذات عام سليمان سمور العمايرة، يحضر الصابون ومواد الاستحمام، ليغتسل الطلبة، ويعمل على حلاقتهم، في ابهى صور الممارسات التربوية الفعلية
وفي زمن الوباء، بادر معلم المدرسة، عمر البدور، بخلع اجازته، والابتعاد عن الاسرة والرفاق، مستخدما سيارته، وباحثا عن الطلبة، في تلك البقاع الوعرة، ليودعهم بعض ما يجول في النفس من حب وعطف وانسانية، قلما تتكرر في الناس
ولعل المشاهد التي وثقها. تدلل على همة عالية، واصرار على تجاوز الصعاب، وصولا الى فلذات الاكباد، التي تمشي على الارض
وحين تتزاوج البيئة التعليمية، مع الادارة التربوية، مع فضائل النفوس، تنتج انجازا شامخا، عز نظيره في البلاد
تحية للمعلم، اذ نهض وفيا، يلاحق الطلبة بين شعاب البربيطة، وتحية لمديرة التربية، د. لبنى الحجاج، التي زرعت تلك الابعاد المشرقة، في المعلمين والاداريين، لبعث روح المبادرة، واطلاق انفاس الابداع
وتحية عشق لهذه الارض التائية، التي استنبتت الفضائل، وتشربت مكارم الاخلاق، دونما التفات للثمن والكلفات
وتحية لوزير التربية الذي حفز الموقف، وارسل كلمات عانقت الوفاء، وثمنت الابداع