جاءت تمشي على استحياء، مسافة تزيد على ثلاثة كيلومترات، لمنزلي في زوبر، بارتفاع ١٤٣٢ مترا
اتصلت اولا، لكنها جاءت على الاقدام، تلك المسافة، تاركة خلفها زغب الحواصل، لا ماء ولا ثمر
لمنزلي ساحة كبيرة، رايتها قادمة، فهالني منظرها، تمشي وتطرق لحظات، فدنوت لتحيتها، لكنها انتبذت مني مكانا قصيا !!!!!
وسمعت بكاءها، واطرقت لزفرات موجوعة، كاني بها تبث من هذه القمة شكاوى الى الله، ان "ضيع الله من ضيعها"
وطفقت استذكر ايام الناس حلوها ومرها، محاولا لفت انتباهها، فرايت معها محرمة ورقية ابتلت، ومعي قلب في آخر ايامه، يوشك ان ينهار
عدت لغرفة في المنزل، اشكو بثي وحزني الى الله. وسألته الانعام على المكلومين والمحرومين بعطايا من عنده، مع انني ادرك ان ثمن الصبر على الظلم. والمعاناة، هو الجنة !!!!
قلت في نفسي، كيف تعيش ربة هذا البيت، مع اسرتها، بلا معيل، بعيدا عن اسباب الحياة، وقد اتعبها الزمن، وجاعت دون ان تاكل بثدييها
توقعت بعد ان تسلمت طردا غذائيا من الهيئة الخيرية الاردنية، انها ستنتظر سيارة، لكنها قفلت راحعة، جاعلة الطرد على راسها، وبعد ان اختفت تبعتها، لتوافق بعناد على ايصالها للمنزل،
قالت ان الطرد يكفي اسرتها لاقل من شهر، لتعيش بعده كفافا، وبعدا عن الناس، واعتصاما بحبل الله، لتعود ثانية للبكاء، بعد ان سالتها عن زوجها، وعن عدد الاطفال
اعتقد اننا ظلمنا انفسنا، وابتعدنا عن الديان، الذي تولانا بالداء والفقر، وبحياة، لا اقل من "كيفما تكونوا، يولى عليكم"
فصبر جميل والله المستعان