ثقافة العيب… بين التمسّك بالعادات والحاجة للتغيير
راصد الإخباري -
إعداد: سلسبيل مهيرات
تُعدّ "ثقافة العيب” واحدة من أكثر الظواهر الاجتماعية حضورًا في مجتمعاتنا العربية، وهي ثقافة تُؤثّر على طريقة تفكير الأفراد وعلى القرارات التي يتخذونها في حياتهم اليومية. غالبًا ما تتغلّب كلمة "عيب” على المنطق، وتتحول إلى حاجز يمنع الكثير من الشباب من التعبير عن أنفسهم أو اختيار مسارات جديدة في الدراسة والعمل والحياة.
تظهر ثقافة العيب في مواقف متعددة، مثل اختيار التخصص الجامعي، أو نوع الوظيفة، أو طريقة اللبس والتصرف، وحتى في النقاشات العائلية. كثير من الشباب يواجهون ضغوطًا لأنهم يخافون من "كلام الناس”، أكثر مما يخافون من ضياع الفرص.
في السنوات الأخيرة، أصبحت هذه الثقافة موضع نقاش واسع، خصوصًا بعد زيادة الوعي بين الجيل الجديد، الذي بدأ يطرح أسئلة تتعلق بالحقوق الفردية، والاختيارات الشخصية، وأهمية الحرية في تحديد المستقبل.
بعض المواقف اليومية توضح هذا التأثير؛ فمثلًا قد يُعتبر عمل بعض المهن "عيبًا” رغم أنها مهن محترمة وتحتاج إلى مهارة. كما أنّ الفتيات غالبًا ما يُواجهن أحكامًا جاهزة فقط لأنهن اخترن مسارًا غير معتاد، سواء في الدراسة أو في طريقة حياتهن.
تقول إحدى الطالبات: "أحيانًا أشعر أنّ كلمة عيب تُستخدم لإسكاتي أكثر من كونها نصيحة حقيقية.”
بينما يرى أحد الشباب أنّ: "الخوف من العيب خلّى كثير منّا يتراجع عن أحلامه، لأن المجتمع بيشوف الصورة قبل ما يشوف الإنسان.”
ثقافة العيب ليست مجرد كلمة، بل هي طريقة تفكير تنتقل من جيل إلى جيل. ورغم أنّ جزءًا منها مرتبط بالاحترام والأخلاق، إلّا أنّ جزءًا كبيرًا تحوّل إلى قيود. ومع تغيّر العصر، أصبح من الضروري إعادة النظر في هذه الثقافة، بحيث نحافظ على احترام العادات دون أن نخسر الفرص أو نمنع الإبداع.
إنّ التخلص من الجانب السلبي لثقافة العيب يحتاج إلى وعي، وحوار داخل البيت والمجتمع، وتشجيع الشباب على اتخاذ قراراتهم بثقة. فالعيب الحقيقي ليس في اختيار الإنسان لطريق مختلف، بل في الوقوف بوجه التغيير دون سبب منطقي







