العودة إلى التربية الدينية… ضرورة لإعادة بناء الوعي الأخلاقي في المجتمع

{title}
راصد الإخباري -



العودة إلى التربية الدينية… ضرورة لإعادة بناء الوعي الأخلاقي في المجتمع

شهدت المناهج الدراسية خلال السنوات الماضية تخفيفًا ملحوظًا في محتوى التربية الدينية، الأمر الذي انعكس مباشرة على مستوى المعرفة الدينية لدى الأجيال الجديدة. فقد بات من الواضح أن شريحة واسعة من الشباب تفتقر إلى الحدّ الأدنى من المعلومات حول الأنبياء، وأحداث السيرة النبوية، وقصص القرآن الكريم وما تحمله من دروس وقيم تُنير طريق الإنسان وتحصّنه أخلاقيًا.

إن التربية الدينية لم تكن يومًا مجرد حصة مدرسية أو مقرّر ثانوي، بل هي منظومة متكاملة تقوم بتشكيل الوعي الأخلاقي، وغرس القيم، وتعزيز مخافة الله في النفوس. وهذا ما يجعلها خط الدفاع الأول عن استقرار المجتمع وأمنه، إذ إن الجيل الذي يتربّى على الأخلاق والالتزام والانتماء لقيم السماء، يكون أقل عرضة للانحراف وأكثر قدرة على التمييز بين ما ينفع وما يضر.

ولعل ما نشهده اليوم في عدد من المجتمعات العربية الإسلامية من مظاهر ضعف الوعي الديني، وتراجع المعرفة بأبسط الأسس والقيم، يؤكد الحاجة الملحّة لإعادة النظر في المناهج وبناء رؤية تعليمية تعيد الاعتبار للتربية الدينية، لا بوصفها تلقينًا أو حشوًا، بل باعتبارها تربية سلوكية وأخلاقية ترسم للطلاب طريق الخير وتحصّنهم من التيارات الفكرية والسلوكية المنحرفة.

إن العودة إلى تعليم ديني متوازن وقائم على الفهم والوعي—لا على الحفظ—سيُسهم في ردع كثير من مظاهر الانفلات، وسيعيد للشباب قدرتهم على إدراك قدسية الأخلاق وأثرها في بناء الفرد والمجتمع. فالمجتمع الذي يُهمل الجانب الديني، يُهمل بذلك أهم مرتكزات أمنه واستقراره.

وفي ظل التغييرات المتسارعة التي يشهدها العالم، يصبح من الضروري تعزيز المعرفة الدينية الصحيحة، وتمكين الأجيال من فهم دينهم وقيمهم، كي يبقى المجتمع قويًا ومتماسكًا، محصّنًا أمام التحديات، وقادرًا على الحفاظ على هويته.