الشيخة ريا قاسم ابو تايه

{title}
راصد الإخباري -


## حابس المجالي ... و ريااا ابو تايه ## 

من جبالٍ تعانق السّماء، ومن وهادٍ تفوح بالنفل والخزامى والشيح .. 
ومن عيون المها استقى الحياء فطرته، ومن وهج الصحراء استمدّ كبرياءه...
وُلدت الشيخة ((  رَيّا بنت قاسم أبو تايه )) 
أصلها شجرة تمتد جذورها في تربة العزّ،
وفرعها يظلّل وجه البادية هيبةً وحكمة.....

هي ابنة عم الزعيم عودة أبو تايه،
وزوجة الشيخ زعل بن عبيد بني عطية،
وأمّ الفارس والشيخ كريم بن زعل بني عطية، 
وكلّ من عرفها قال:؛؛؛؛ هذي رَيّا... لا تُشاور، بل تُستشار...

ما كانت مجرّد شيخة في بيت الشيوخ،
بل كانت رايةً تُستظل بها العشيرة، وصوتًا يُسمع حين تسكت السيوف... 
كانت رَيّا في قومها، كما كانت الجازية بني هلال في قومها،
تُدير شؤون المواقف بالعقل الرزين، وتُشعل جذوة النخوة في القلوب إن خبا فيها الحيل... 

وذات مساءٍ يابسٍ كالغيظ، وصلها الخبر المُرّ ..
أن بندر بنت فارس المجالية،
الحُرّة التي ما وطأت رأسها ريح الذلّ،
قد أُسرت في سجن معان، وهي مثقلة الوَحم،
تترقّب ساعة الولادة، ولا حولها إلا الجدران والعسس.

فقامت رَيّا ... 
قامت كما تقوم العزيمة في ساعة الشدّة،
وشدّت شالها كأنها تستعدّ لمعركةٍ من نوعٍ آخر،
وقالت لابنها الشيخ والفارس كريم بن زعل بني عطية 

 يما... الحُرّة ما تُترك وحيدة.
وبنات المجالية ما يُنسين في محبسٍ تُكفّر فيه النخوة.
خذ حريمك وخيّاتك، وادفع لعسكر الخسيس جمال السفّاح ما طلب من الذهب ،،،،
وخليهم يدخلن السجن مع النسوان،
لاجل تقوم بندر بينهم لما يجيها الطلق،
ما يصير تِولد الحرّة وحدها بين جدرانٍ بلا وجيهٍ ولا عضيد .. 

كانت كلماتها أوامر من ذهب، تُنَفَّذ لا تُجادل،
فأطاعها ابنها كما يطيع السيفُ يدَ الفارس،
ودخلت نساءُ بني عطية السجن بعزّهن،
يحملن الطيب والنخوة، لا سلاسل ولا خوف.

وتمّت مشيئة الله، فولدت بندر المجالية ولدًا كُتِب له أن يكون عَلَمًا من أعلام الوطن،
إنه حابس، المشير الذي سيُخلّد اسمه في ميادين العزّ.

وحين بلغ الخبر الشيخة رَيّا، جلست مهيبةً،
والعيون عليها كأنها منارةُ شورٍ لا تنطفئ،
وقالت لابنها ..

((  اااه يا أخو بخيتة، وش جابت بندر ...
قال: يماااا جابت ولد .. 
فقالت، وعينها تلمع كالشمس إذا بزغت على القِمم ... 
 (( بلعون اسمه حابس )) هي من أطلقت اسم حابس 

فما إن نطقت به، حتى صار الاسم قَدَرًا، حابس 
وتنازل ابو معارك ارفيفان المجالية عن اختياره اسم جميل لابنه، إذ لا يُغيَّر قولُ من خُتم كلامها بالعزّ.... 

من رحم السجن ودموع الصبر،
ومن حكمة شيخةٍ تعرف معنى العرض والواجب،
وُلد بطلٌ سيسطر اسمه في صفحات التاريخ.

تلك هي الشيخة رَيّا بنت قاسم أبو تايه،
التي جعلت من رأيها مجدًا، ومن فعلها منارًا،
وقصتها ليست حكاية نساءٍ فحسب،
بل وثيقة عزٍّ تُروى للأجيال،
تُعلّمهم أن النخوة لا تُورّث بالمال، بل تُورّث بالدم والموقف...
  
رحم الله الشيخة ريا أبو تايه ورحم الله الشيخ كريم بني عطية 
                        وادخلهم فسيح جناته  

                  حارس الكلمة وكاتب السنديانات  
                              قدر المجالي 

رَيّا بنت قاسم يا هلا بالفعايل
بنت الزعيم اللي المراجل سجاياه

شيخة علومٍ ما تهاب الفَصايل
ولا تمشي إلا على دربٍ رضاه

من نسل عوده والمراجل حمايل
مجدٍ تهزّ الأرض لو قال أنا إياه

 يوم ان بنـدر بالسجن وسط الحمايل
والهم ما يرحم، وليلٍ غشـاها

 قالت ولد زعل خذ خيّاتك سلايل
وادفع لهم لو كل غالي عطاها

 لا تِتركون الحرّه تقاسي الفَصايل
ولا تِولد إلا والنساوي وراها

بندر بنت فارس حرّهٍ بالخصايل
ما هي من اللي يخضعون لعداها

 قامت ولدت ولدٍ على الطيب شايل
فارسٍٍ على خده سيوفٍ تراها

سألت رَيّا وش جابت الحرة النبايل 
قال: يا يمّه ولد قالت اسمه حَبَـاها 

 حابس ولد بندر، كريم السلايل
يرقى على العليا وفعله سماها

 سَمّته رَيّا، والسمِي له دلايل
كل العرب بالطيب تعرف خُطاها

 يا بنت شيخٍ ما تعرف الميلايل
فيك الحميّه والفخر من عباها

يا رَيّا على فعلك تُرفع سرايـل
يا طيّبةٍ ما تنثني عن سِجاها

 تبقين رمزٍ للشيخات شوايل
وسنين تمضي والمواقف تِراها ...
 قدر المجالي