الحاج محمد سليم النيف... هيبة الجيل القديم ومثال الرجل الأصيل

{title}
راصد الإخباري -



 الحاج محمد سليم النيف... هيبة الجيل القديم ومثال الرجل الأصيل

بقلم: حابس خلف عويصي الزبن

في زمنٍ طغت فيه المظاهر على الجوهر، وأصبح المدح سلعةً تُشترى وتُباع على منصات التواصل الاجتماعي، يبقى هناك رجال يفرضون احترامهم دون أن يسعوا إليه، رجال تُحدثك مواقفهم قبل كلماتهم، ومن هؤلاء الرجال الحاج الجليل محمد سليم النيف (أبو أحمد)، أطال الله في عمره ومتّعه بالصحة والعافية.

أكتب عن هذا الرجل احترامًا وتقديرًا، لا تربطني به مصلحة ولا منفعة، سوى رابطة الدم واسم القبيلة. لكن الحق يُقال، والمدح لمن يستحق واجب. فمن يعرف أبا أحمد يعرف أنه رجل وقور، مؤدب، له حضور وهيبة تُذكّرك برجال الجيل القديم الذين كانت لهم كلمة، ووقفة، ومروءة.

ما دعاني إلى الكتابة اليوم موقف تذكرته لهذا الرجل الكريم، وهو واحد من مواقفه الكثيرة المشرفة، حين تدخّل في قضية خطبة أحد الأشخاص لفتاة لا تمت له بصلة إلا باسم القبيلة، ووقف موقف الرجال، رافضًا إتمام الخطبة لعدم التكافؤ. كان موقفًا يعبّر عن غيرته وشهامته وحرصه على حفظ مكانة الناس وكرامتهم.

لقد رأيت هذا الرجل في أكثر من مناسبة عند أبناء عمومتنا الهقيش، يقف للترحيب بالضيوف، يحترم الصغير قبل الكبير، حتى يظنه من لا يعرفه صاحب المناسبة لما يبديه من حفاوة وتواضع وخلق رفيع.

ذكرتُه بلقب الحاج، وهو أسمى الألقاب، ولم أسمّه الشيخ رغم أنه يستحقها، لأن هذا اللقب أصبح اليوم يُطلق على كل من هبّ ودبّ. أمّا الحاج محمد سليم النيف فهو شيخ بالفعل، لا بالاسم، بما يحمله من وقار وهيبة وأخلاق رفيعة قلَّ أن نجد مثلها في هذا الزمان.

تحية تقدير واحترام لهذا الرجل الذي قلّ مثيله، ولمن هم على شاكلته من رجالٍ يرفعون الرأس ويمثلون القيم الأصيلة التي نعتز بها جميعًا.