صوت الملك

{title}
راصد الإخباري -


عوض عايد المزنه 
رئيس جمعية قرى حوض الديسه السياحيه

خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في الامم المتحدة لم يكن يوما مجرد كلمات عابرة بل كان دوما نداء يطرق ضمير العالم بقوة هائلة يصعب تجاهلها الملك يحمل على عاتقه هموم المنطقة ويضعها في قلب النقاش الدولي بجرأة وزخم استثنائي فتأثيره يتجاوز حدود السياسة ليصل الى عمق الوجدان الانساني

حين يتحدث الملك عن فلسطين فهو لا يقدم رواية بل يعلن الحقيقة التي يحاول البعض اسكاتها فيعيد المجتمع الدولي الى جذور القضية والى جوهر العدالة الغائبة فيشعر الحضور ان الصمت لم يعد خيارا وان السلام لا يمكن ان يقوم على التجاهل او التنازل عن الحقوق

وحين يطرح الاردن في خطابه كبلد يتحمل عبء اللاجئين وحارس القدس ورسالة الاعتدال وسط الفوضى فان العالم كله يدرك ان هذه ليست دولة تبحث عن دور بل هي دولة صنعت دورها بالتضحيات وتحملت ما عجزت عنه دول كبرى

خطاب الملك في الامم المتحدة يشكل لحظة فارقة في كل دورة لان فيه يلتقي صوت العقل وصوت العدالة وصوت الانسانية ويجعل المجتمع الدولي في مواجهة اسئلة لا مهرب منها اين يقف العالم من حق الشعوب في الحرية والكرامة كيف يتعامل مع اخطار التطرف والكراهية ما الذي يقدمه للبشرية امام ازمات المناخ والفقر والنزاعات

انه خطاب يزرع الاحترام ويؤسس للمصداقية ويضع الاردن في مقدمة المشهد الدولي كصوت لا ينكسر امام العواصف وكقائد يتحدث لا ليجامل بل ليحرك الارادة العالمية نحو الفعل

وختاما يبقى صوت الملك عبدالله الثاني في الامم المتحدة هو صوت الاردن كله صوت الشعب الذي حمل ارث الثورة العربية ورسالة الهاشميين صوت الوطن الذي لم يتنازل عن حق ولا عن مبدأ ولا عن قضية ختام الخطاب هو تجديد القسم ان يبقى الاردن حارسا للقدس سندا لفلسطين قلعة اعتدال وكرامة وعنوانا للثبات في وجه كل التحديات وليدرك العالم ان هذا البلد الصغير بحجمه الكبير برجاله ومواقفه سيظل الرقم الصعب في معادلة المنطقة وصوت الحق الذي لا ينطفئ