يوسف العيسوي: رجل الوطن الذي لا يتعب
يوسف العيسوي: رجل الوطن الذي لا يتعب
في زمن قل فيه الرجال، وفي مواقع المسؤولية التي تحتاج أكثر من مجرد اسم، يظل يوسف العيسوي عنوانًا للوفاء والإخلاص، رجل وقف بجانب شعبه وقربهم من دون تردد أو تعب.
من سيأتي بعدك يا يوسف؟ هذا السؤال يؤلم القلوب لأنك كنت دائمًا في الموعد، تحمل هموم الناس، تزور بيوتهم، تعزيهم في أحزانهم، وتفرح معهم في أفراحهم. في هذا العمر، وفي كل مشقة، لم تبخل بعطائك، ولم تغب يومًا عن الذين ينتظرونك، وكان حضورك لهم بمثابة الأمان والراحة.
أشهد أمام الله وأمام كل الأردنيين أن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين لم يخطئ في اختيارك، فقد كنت وستظل حالة فريدة من نوعها . أنت الرجل الذي جعل من منصبه رسالة حب وعطاء، ومن موقعه ملاذًا لكل محتاج.
لا ننسى تلك اللحظات التي رأينا فيها قلبك الكبير وهو يرافق الحزن والفرح، يرسم الأمل في عيون من يأسوا، ويبني جسور الثقة بين الحاكم والمحكوم. أنت الذي علمتنا أن القيادة ليست فقط سلطة بل مسؤولية إنسانية قبل كل شيء.
ومع يقيننا بأن الرحيل أمر محتوم، فإن الحيرة تزداد: من سيأتي بعدك ليحمل هذا العبء الكبير؟ من يستطيع أن يكون قريبًا من الناس مثلك؟ من يملك هذا القلب الكبير الذي لا يكلّ ولا يملّ؟
يوسف العسوي، أنت النبض الحقيقي للأردن، وعنوان العطاء الذي لا ينضب. شكراً لك على كل لحظة قضيتها في خدمة هذا الوطن وأبنائه، ونسأل الله أن يمتعك بالصحة والقوة لتستمر في هذه الرسالة النبيلة.







