بأمر من الباب العالي: الشيخ عوان الشخانبة يصادق على عقد بيع نقش ميشع للألمان عام 1869
راصد الإخباري -
بأمر من الباب العالي: الشيخ عوان الشخانبة يصادق على عقد بيع نقش ميشع للألمان عام 1869
راصد الإخباري – وثائق عثمانية نادرة تكشف عن تفاصيل مثيرة تتعلق ببيع "نقش ميشع" الشهير، الذي اكتُشف في بلدة ذيبان في البلقاء أواخر القرن التاسع عشر، وتحديدًا في عام 1869. وتُظهر هذه الوثائق أن الصفقة تمت بأمر من الباب العالي في إسطنبول، وبموجب مصادقة رسمية من الشيخ عوان الشخانبة، أحد وجهاء المنطقة البارزين آنذاك.
تبدأ القصة في عام 1868، حين عثر القس الألماني كلاين على حجر بازلتي يحمل نقوشًا أثرية، خلال زيارته لذيبان برفقة الشيخ فندي الفايز، ضيفًا على قبيلة بني حميدة. أبلغ كلاين القنصلية الألمانية في القدس، التي باشرت بدورها التواصل مع متحف برلين للحصول على الحجر.
لكن الصفقة لم تكن سهلة، إذ واجه الألمان مقاومة من بعض شيوخ القبائل المحليين، رغم إتمام عقد البيع مع عودة بن صعب الهواري، ومصادقة الشيخ عوان الشخانبة عليه. حيث طالبت بعض العشائر بمبالغ كبيرة مقابل السماح بمرور الحجر، ما أعاق عملية النقل، وأدى لاحقًا إلى تدمير الحجر الأصلي.
وبحسب الوثائق، فإن سابا قعوار، الذي مثّل المشترين، قام بشراء الحجر مقابل عشرة ليرات ذهبية فرنسية، بموجب عقد موثق بختم الشيخ الشخانبة وتواقيع أربعة شهود. ورغم ذلك، تصاعدت المعارضة القبلية، ما اضطره إلى طلب تدخل من قائمقام السلط وإرسال قوة لحماية نقل الحجر.
وقد تدخلت الدولة العثمانية رسميًا، حيث صدر أمر من الصدر الأعظم إلى متصرف القدس لتسهيل مهمة القنصلية الألمانية، في خطوة تؤكد الاهتمام الرسمي العثماني بهذا الحجر الذي يحتوي على كتابة مؤابية ذات أهمية تاريخية.
ورغم تحطيم الحجر لاحقًا، إلا أن نسخة من نقشه كانت قد نُسخت قبل ذلك، لتبقى محفوظة حتى اليوم في متحف اللوفر، موثقة واحدة من أقدم الشهادات التاريخية عن مملكة مؤاب وملكها "ميشع"، الذي عاصر مملكة إسرائيل في القرن التاسع قبل الميلاد.







