تعثر استثمار الأراضي الحرجية في مادبا رغم التوجيهات الرسمية
تعثر استثمار الأراضي الحرجية في مادبا رغم التوجيهات الرسمية
رغم التوجيهات الرسمية بتعزيز الاستثمار في قطاعي الزراعة والسياحة في محافظة مادبا، إلا أن الجهات الحكومية المعنية لم تتخذ بعد خطوات عملية لتنفيذ مشاريع تنموية تحقق الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة.
وتملك المحافظة مساحات واسعة من الأراضي الحرجية المملوكة لوزارة الزراعة، والتي يمكن استغلالها في مشاريع زراعية مستدامة تساهم في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة.
وتمتاز مادبا بأراضٍ حرجية شاسعة تصلح لزراعة الأشجار المنتجة للأخشاب، ما يدعم القطاع الصناعي ويقلل الحاجة إلى الاستيراد. كما تتوفر في المحافظة محطة لتكرير وتحلية المياه، يمكن اعتمادها كمصدر مستدام لري هذه الأشجار دون التأثير على المخزون المائي الرئيسي.
ورغم هذه المقومات، لم تُتخذ خطوات عملية من الوزارات المعنية، وعلى رأسها الزراعة والمياه، ما أثار تساؤلات حول أسباب التأخير، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى مشاريع تنموية تعزز التنمية المستدامة وتوفر فرص عمل.
وفي هذا السياق، قالت رئيسة قسم الحراج في مديرية زراعة مادبا، المهندسة رانيا النجادا، إن "قلة الأمطار وتغير المناخ ساهم في عدم زراعة الأشجار المنتجة للأخشاب حتى الآن".
وأضافت أن "آلاف الدونمات من الأراضي الحرجية غير صالحة للزراعة بسبب طبيعتها الوعرة وامتلائها بالصخور الكبيرة، ما يجعل عملية زراعتها صعبة ومكلفة".
وأشارت إلى أن "تكلفة سحب المياه من محطة تكرير مادبا عالية جدًا، وتحتاج إلى رصد مبالغ مالية كبيرة لإنجاز هذا المشروع الحيوي".
وأكد المهندس فؤاد سالم من القطاع الخاص أن هذا المشروع لا يخدم الزراعة فقط، بل يعزز السياحة البيئية من خلال تحسين المشهد الطبيعي وجذب السياح المهتمين بالتجارب البيئية. موضحا بأنه يفتح مجالات عمل في الزراعة، والصناعات الخشبية، والإرشاد السياحي، ما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي.
مواطنون وخبراء دعوا الحكومة إلى التحرك العاجل لتنفيذ المشروع وتخصيص ميزانية واضحة له ضمن الخطط التنموية، مشددين على ضرورة متابعة نواب المحافظة والجهات المعنية لهذا الملف.
وأكد عدد من المختصين أن "تنفيذ المشروع سيساهم في تحقيق فوائد اقتصادية وبيئية كبيرة، ويعزز من قدرة المحافظة على تحقيق تنمية مستدامة تعتمد على مواردها الطبيعية بشكل أكثر كفاءة".
وأشاروا إلى أن استثمار الأراضي الحرجية في مادبا يمثل فرصة استراتيجية لتعزيز التنمية، لكن تحويل هذه الرؤية إلى واقع يتطلب التزامًا رسميًا واضحًا، وتوفير التمويل والخطط التنفيذية.







