مفتاح القيامة.. تقليد مقدسي يُجسد وحدة المسلمين والمسيحيين في عيد الفصح
جدّدت العائلتان المقدسيتان المسلمتان، جودة ونسيبة، اليوم الجمعة، تقليدهما السنوي بتسليم مفتاح كنيسة القيامة إلى ممثلي الكنائس الثلاث: بطريركية الروم الأرثوذكس، وبطريركية الأرمن، وحراسة الأراضي المقدسة، وذلك وفقًا لنظام "الستاتيكو"، إيذانًا بفتح أبواب الكنيسة أمام المؤمنين والزوار احتفاءً بـعيد الفصح المجيد، في أحد أقدس أيام السنة.
ويجسّد هذا التقليد العريق، الممتد لأكثر من 850 عامًا، إرثًا فريدًا من التعايش والتسامح بين المسلمين والمسيحيين في القدس، ويكرّس قيم الثقة والاحترام المتبادل التي أرستها العهدة العمرية، مؤكدًا أن المدينة المقدسة تظل نموذجًا عالميًا في صون القيم الدينية والإنسانية، وحفظ الإرث الروحي المشترك بين أتباع الديانات.
وأكدت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، أن هذا المشهد السنوي يعكس الجوهر الحقيقي للقدس، مدينة التعدد والوحدة، التي صمدت رغم محاولات التفرقة والتشويه. وشددت اللجنة على أن الحفاظ على هذه الرموز التاريخية يُعد جزءًا من معركة الدفاع عن القدس ومقدساتها، في مواجهة سياسات التهويد والاستهداف الممنهج للنسيج الوطني والديني الفلسطيني.
وأشارت اللجنة إلى أن تسليم مفتاح القيامة يحمل دلالات وطنية عميقة، ويُعبر عن وحدة النسيج المقدسي، الإسلامي والمسيحي، باعتبارها السد المنيع في وجه مخططات الاحتلال الرامية إلى طمس الهوية التاريخية والدينية للمدينة المقدسة.