آخر الأخبار

إيران بين العقيدة والمصالح: هل تتخلى طهران عن أنصار الله لإرضاء واشنطن؟

إيران بين العقيدة والمصالح: هل تتخلى طهران عن أنصار الله لإرضاء واشنطن؟

سمير الشخانبه
راصد الإخباري :  



إيران بين العقيدة والمصالح: هل تتخلى طهران عن أنصار الله لإرضاء واشنطن؟

 راصد الاخباري- سمير الشخانبه -تثير التقارير المتداولة حول احتمال تخلي إيران عن جماعة "أنصار الله" في اليمن، في سياق مساعٍ لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة، تساؤلات جوهرية تتجاوز البعد السياسي لتصل إلى عمق البنية العقائدية التي طالما ادّعت طهران أنها تستند إليها في دعمها لحلفائها في المنطقة.

فالدعم الإيراني للمليشيات والحركات المسلحة كـ"أنصار الله" و"حزب الله" و"الحشد الشعبي"، لم يُقدَّم طوال العقود الماضية باعتباره مجرد تحالف سياسي، بل كان يُسوَّق دائمًا بوصفه التزامًا دينيًا وعقائديًا ينبع من "واجب نصرة المستضعفين"، كما ورد في أدبيات الثورة الإسلامية في إيران. وعليه، فإن أي خطوة نحو التخلي عن هذه الجماعات، وتحديدًا "أنصار الله"، تمثل تحولًا جذريًا في السياسة الإيرانية، بل وقد تُفهم على أنها تخلٍّ عن المبادئ التي تشكل جوهر الخطاب الإيراني تجاه شعوب المنطقة.

هذا التحول، إن وقع، سيكون له انعكاسات واسعة، ليس فقط على مستوى توازنات القوى الإقليمية، بل أيضًا على صورة إيران لدى القواعد الشعبية التي كانت ترى فيها حليفًا عقائديًا لا يتخلى عن شركائه تحت أي ظرف. أما في حال ظهر أن هذا "الدعم العقائدي" لم يكن إلا وسيلة لخدمة أجندات مرحلية، فإن المصداقية الإيرانية، دينيًا وأخلاقيًا، ستكون على المحك.

في ميزان السياسة، قد تبدو الخطوة مبررة في سياق البراغماتية والسعي إلى فك العزلة الدولية وتحقيق مصالح اقتصادية، لكن في ميزان العقيدة، فإن التراجع عن "الثوابت" يرقى إلى مستوى الانقلاب على المبادئ، ما قد يخلق شرخًا عميقًا داخل المعسكر الذي طالما اعتبر إيران مرجعيته الأولى.