آخر الأخبار

العقائد القتالية للدول

راصد الإخباري :  



بقلم /العميد الركن م ايمن هايل الروسان

  تستند إلدول في رسم سياساتها وصياغة استراتيجياتها على النظام العسكري و الذي يعد احد ركائزها الاساسيه الأمر الذي يدفعها إلى بذل الجهود وحشد الطاقات ليتمكن وصول هذا النظام إلى درجة عالية من الكفاءة والجاهزية وبما يعزز قدرتها على المناورة الاستراتيجية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وبما يضمن حشد عناصر قوتها الوطنية كافة لدعم قوتها العسكرية الفعلية والمحتملة ، وتوفير ما يلزم من عناصر الإسناد والإمداد.
  هنالك ضروره ملحه لوجود توئمه وتناغم فكري بين مهمه القوات المسلحه والعقيده القتاليه الشامله للدوله . بحيث تكون هذه العقيده ثابتة ومحددة التعاليم والقيم والمبادئ نابعة من دين الدوله وخبرات التاريخ العسكري والطبيعة الجيوبولتيكية للدوله اضافه لجانب التهديد المباشر وغير المباشر (العدو والعدو المحتمل ) للدولة . ومن هذاالمنطلق ياتي تبيان الفرق بين العقيدة العسكرية والعقيدة القتاليه  بشكل تفصيلي ويمكن بيان ذلك و كما يلي :
١.  العقيدة العسكرية: هي مجموعة التعاليم والقيم والمبادئ السامية التي يعتنقها الشعب رسخت في وجدانه وضميره فوحدت رؤيته حيال قضية الحرب والسلام والاستراتيجية العامة للدولة وحدود مسرح الحرب وأسباب إعلانه للحرب وحجم قواته المسلحه ونوعيتها وهي التي ترسي القواعد الرئيسية لنظريات فن وعلم الحرب بمستوياته المختلفة وهي انعكاس للعقيدة الشاملة للدولة في المجال العسكري ،  تتأثر بالقوة او الضعف طبقا لحجم الدعم المخصص لها من باقي قوى الدولة الشاملة و تتكون من ثلاث أقسام : القتالية/الأساسية/التنظيمية. العقيده العسكريه قد تكون مكتوبه او في ذهن القياده  على شكل رؤيا ترى فيها القياده المصلحه العليا للدوله . تتبلور وتتجسد من خلال العقيده القتاليه المكتوبه المسترشده والمستنبطه من فكر راس الدوله .
٢. العقيدة القتالية: هي مجموعة من القواعد والأسس والمبادئ والأفكار المستلهمة من العقيدة الاستراتيجية التي تحددها العقيدة العسكرية للدولة والتي تحدد الخطوط الرئيسية والتفصيلية للاستخدامات العامة التخصصية والفنية للأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وتنقسم من حيث المستوى إلى المستوى الاستراتيجي/ المستوى العملياتي/مستوى الفرد المقاتل ، وهي جزء أساسي من العقيدة العسكرية. العقيده القتاليه يفترض بها ان تكون حاسمة في أسلوب الأداء العسكري و متنوعة بالقدر الذي يتيح لها استيعاب المواقف القتالية المختلفة اعتمادا على التفكير الإبداعي والإبتكاري داخل المؤسسة العسكريه .فهي بمجملها طريقه تفكير القوات المقاتله وليس كيف تقاتل .  نستنتج هنا ان العقيدة القتالية هي احد مكونات العقيدة العسكرية الرئيسية والمكلف بإعدادها القوات المسلحة بالتنسيق مع ما يماثلها  كالاجهزه الامنيه ووزارات الدوله باشتقاق رؤاهم من رؤيه راس الدوله بحيث يكون للمؤسسات العسكريه والامنيه والوزرات رؤى تناسب واجباتهم وامكانياتهم كل في مجاله انما بتنسيق كامل من خلال الية عمل  مشتركه تقوده وتجسده القوات المسلحه عقيده قتاليه متكامله تحقق اهداف الدوله العليا . تستوجب الاشاره هنا الى ان العقيده القتاليه تحتاج الى مراجعه و وتحديت من خلال خطه تطوير استرايجيه شامله  او بدون  انما يكون ذلك  وفق اسس ومعايير علمية، ومنطقية دقيقة تفرضه مراحل  تطور الدولة، وتغير أشكال التهديدات والتحديات ، وبما تمليه المتغيرات في البيئة المحلية والإقليمية.
تدعو الحاجه احياننا الى عمل خطه استرايجيه
بالتزامن مع عمل العقيده القتاليه ، هذه الخطه الاستراتيجيه شامله للجوانب العسكريه والامنيه والاداريه والفنيه والتكنولوجيه تشمل مايلي :
١. القيم .التي ستنطلق منها الخطه .
٢. الرؤيه المستقبليه .
٣. الاهداف الاستراتيجيه .مايطمح الوصول اليه .
٤. المبادرات وموشرات النجاح .ما ينوى القيام به لتنفيذ الاهداف مشفوعه بمؤشرات النجاح .
٥. الهيكل التنظيمي المنطلق من الخطه .
٦.  الاطار العام للخطط التشغيليه للوحدات وهي عباره عن النموذج العام الذي صب فيه كل الخطط التشغيليه .
٧. متابعة التفيذ والتقيم .
٨. السيناريوهات البديله .
الخوض في العقيده يطول بحيث يصعب على المرء ان يحيط بكل ما تتطلبه العقيده القتاليه في مقال واحد . انما يجدر بالعسكرين وذوي الاختصاص ضروره  البحث والتقصي لتكوين فكره كامله عن العقيده القتالية .