استضافت الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة في مقرها يوم السبت الكاتب والمحلل السياسي، الخبير في الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، حمادة فراعنة، لإلقاء محاضرة بعنوان "الانقلاب السياسي الإسرائيلي الثاني" بحضور نخبة مرموقة من الكتاب والمثقفين وقادة الرأي وغيرهم من المهتمين بمتابعة التطورات الجارية في كل من الأراضي الفلسطينية المحتلة ودولة الاحتلال.
وعلى مدى ساعتين متواصلتين استعرض فراعنة بعض المحطات الرئيسة من تاريخ الصراع المديد مع الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وأضاء على العديد من الوقائع المفصلية التي شهدها تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية، وما اكتنف هذه الوقائع من جوانب خلافية لا تزال الى اليوم محل اخذ ورد داخل أوساط المجتمع السياسي الفلسطيني، بما في ذلك واقعة اتفاق أوسلو المثيرة لشتى الآراء والمواقف المتباينة.
وأكد فراعنة في محاضرته القائمة على عنصر المعلومات المتاحة ككاتب سياسي ذي صلة وثيقة بالكفاح الوطني الفلسطيني، بالإضافة إلى امتلاكه عنصر التحليل الشافي الرابط بين كل هذه المعلومات، على تبيان حيثيات الانقلاب السياسي الإسرائيلي الراهن، كثاني انقلاب سياسي وقع بعد اول انقلاب من هذا النوع جرى عام 1977 .
وأوضح فراعنة مدى عمق التحولات الجارية في بنية مجتمع استيطاني انتقل من اليمين المتطرف الى اليمين الفاشي بصبغته الدينية.
وتطرق الفراعنة في محاضرته إلى الدور الأردني في مساندة أشقاءه في فلسطين بنضالهم وصمودهم وخياراتهم بمواجهة المستعملة الإسرائيلية مستشهدا بعدة مواقف للمرحوم الملك الحسين والملك عبدالله الثاني الذي اكمل مسيرة الدعم والاسناد لخيارات الشعب الفلسطيني بمواجهة الغطرسة الإسرائيلية المسودة بدعم عالمي رغم الإمكانيات المحدودة للدولة الأردنية .
وفي ختام المحاضرة أجاب الكاتب حمادة فراعنة على جملة طويلة من أسئلة الحضور، الذين استفسروا عن كل ما انصبت عليه المحاضرة من عناوين فرعية، فيما الح البعض منهم على طرح أسئلة أخرى من خارج سياق المحاضرة، وقد أجاب عليها المحاضر بسعة صدر وبلاغة سياسية، مشيراً الى انه قد اصدر قبل أيام قليلة كتابه الثالث والعشرين في سلسلة الكتب النوعية المختصة بأدق تفاصيل القضية الفلسطينية، حيث يمكن للمهتمين الاستزادة مما احتوته من معالجات عميقة.