العمل الحزبي في الاردن مَرّ بالعديد من المراحل. وأحدثت الممارسات السلبية لبعض الأحزاب فجوةً بينها وبين المواطن الأردني. ولعل أبرز نقطتين أدت لعزوف الكثير من المواطنين عن العمل الحزبي السياسي وساهمت في زيادة الفجوة بينهما هما، تجربة المواطن الطويلة مع سلبية بعض الأحزاب وعدم قدرتها على احداث تغيير ملموس مما أدى لتنامي القناعة لدى المواطن بعدم إمكانية هذه الأحزاب من التأثير المشهد السياسي بمُجمَلِه.
الأمر الأخر هو تخوف المواطن من إنتمائه لأي حزبٍ خوفاً على سلامته الشخصية ظناً منه أن إنتمائه الحزبي سيعرضه للتضييق او الملاحقة الأمنية. وجاء قانون الأحزاب الجديد ليعطي مساحة للأحزاب السياسية وإمكانية حتى وان كانت نسبية قد يتحقق معها تشكيل حكومات برلمانية وهذا قد يعيد الثقة لدى المواطن في امكانية الأحزاب السياسية من التأثير بشكل مباشر وفعال على المشهد السياسي.
أما التخوف على السلامة الشخصية بسبب الأنتماء الحزبي فقد بدده القانون الجديد بشكل مباشر وصريح حيث جاء في أحد فقراته انه لا يجوز التعرض لأي مواطن أو المساس بحقوقه بسبب إنتمائه الحزبي ، بل ذهب الى ابعد من ذلك بعدم التعرض لأقاربه ايضاً وأعطاه الحق باللجوء للقضاء في حال تعرض لذلك.
وقد تجلى الأدراك والوعي لدى المواطن لهذين الأمرين بوضوح وذلك من خلال المشاركة الكبيرة والمتنوعة في فعاليات إفتتاح حزب المستقبل والحياة الأردني ( فرع البلقاء ) الذي حضره المئات من كآفة أرجاء الوطن.
والحفل الذي إبتدأ بالسلام الملكي ومن ثم تلاوةً لآياتٍ من الذكر الحكيم توالت بعدها كلمات خطابية إبتدرها الأمين العام للحزب الدكتور صلاح القضاة بالإشارة الى تقليص عدد الأحزاب من 58 حزب الى 27 حزب مما يؤشر الى مكانة وقدرة حزب المستقبل والحياة الأردني حيث حافظ على بقائه ضمن ال 27 حزب بعد ان تقلص عدد الأحزاب الى أكثر من النصف. وقد وصف الأمين العام للحزب حزبه بأربعة أوصاف جامعة حيث قال ، إن حزب المستقبل والحياة الأردني هو حزبٌ (سياسيٌ، برامجيٌ، محافظٌ ، معاصر) وأسهب الأمين العام للحزب في توصيف هذه المعاني الأربع وما يتفرع عنها من معانٍ تصُبُ في مجموعها في مصلحة الوطن والمواطن. كما تطرق الى ان ال 27 حزب القائمة الآن تنقسم الى خمسة اتجاهات هي أليمين، الوسط ، يمين الوسط، اليسار واليسار الوسط. وأكد على وجوب ان تبقى هذه الخارطة السياسية للأحزاب في ذهن كل مواطن وذلك حتى يتسنى له اختيار المسار الصحيح له الذي يتناسب مع عقيدته ومبادئه وفكره.
من جهته قال الدكتور عبدالفتاح الكيلاني رئيس المجلس المركزي للحزب اننا نتطلع الى ان يكون الحزب ( فرع البلقاء ) من أميَزِ الفروع على مستوى المملكة من حيث النوع والكم.
من جهته أكد مؤسس حزب الحياة وأمينه العام السابق لمدة ثماني سنوات سعادة ظاهر عمرو وبعفويته المعهودة في كلمةٍ لامست قلوب وآذان الحضور ان لدي أمهات أثنتين، الأم التي ولدتني وهي فلسطين ، والأم التي ربتني واحتضنتني وهي الأردن وأنا سعيدٌ ان أرى امهاتي الأثنين هنا في هذا المكان. وقد لاقت كلمته صدىً مؤثراً لدى الحضور. من جهتها قالت الدكتورة إبتسام الدسيت رئيس فرع الحزب في البلقاء أننا كلنا أمل في ان نحقق ما نصبوا اليه من تفعيل دور أحزابنا السياسية في مواجهة تحديات الإصلاح والتحول الديمقراطي والتنمية السياسية التي تواجه مجتمعنا.
وفي كلمته وجه الدكتور منذر عقيلان رئيس اللجنة الرياضية في الحزب ( فرع البلقاء ) الدعوة لكل شابٍ وشابة للإندماج الحقيقي في الأحزاب والعمل السياسي بعيداً عن التخوفات السابقة.
وقالت المهندسة ملاك الدسيت ممثلة المرأة في الحزب فرع ( عين البلقاء ) في كلمتها أننا لسنا في حلبة قتال مع الرجل، بل نحن عنصران مكملان لبعضنا البعض وشددت على ضرورة تجاوز وتقليل الفجوة بين الرجل والمرأة على صعيد العمل السياسي.
وأجمع المتحدثون في كلماتهم على خصوصية العلاقة بين الأردن وفلسطين وعلى مركزية القضية الفلسطينية كقضية الأردن الأولى وأشادو بالدعم والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس كون هذه الوصاية هي الضمان والأمان للإبقاء على إسلامية ومسيحية هذه الأماكن المقدسة .
وتخلل الحفل كان عريفه وأداره بإقتدار الأستاذ محمد الزيود العديد من الفقرات الفنية تغنت بالوطن وقيادته.