آخر الأخبار

بشنق فنانة تشكيلية تحط ابداعاتها في منصة السلع

راصد الإخباري :  

لبنان - راصد
كتب عبدالله الحميدي

الفن لغة للحياة ومرآة جمالها الحقيقي ورابط بين الفرد والمجتمع من خلال رؤية فنية فريدة...

 لقاؤنا اليوم مع الفنانة التشكيلية اللبنانية المميزة سهام بشنق ،لنتعرف على مسيرتها ورؤيتها الفنية وكيف تمكنت من تحويل الافكار والمفاهيم الى لوحات فنية ابداعية وعن تجربتها عموما:

* ما هي قصتك مع الفن وكيف دفعتك للسير في هذا المجال؟

بدأت رحلتي في الفن منذ صغري، حيث كان الرسم والألوان شغفي الأول، وكنت ألقى التشجيع من اساتذتي وأهلي من خلال الاشادة بموهبتي، فكنت امارس الرسم يوميا تقليدا وابداعا.. وبعد دراستي الجامعية، عكفت على دراسة الفن في المعهد الروسي العالي لصقل موهبتي. فالثقافة الفنية ضرورية للفنان لانها مشعلا يضيء طريقه، وزاداً من الخبرات الفنية، تحول ابداعه الى مسار مدروس يتلاقى مع المفاهيم الفنية العامة، مع الحفاظ على المساحة الابداعية الذاتية الخاصة بالفنان. والرسم بالنسبة لي وسيلة للتعبير عما يخالجني من مشاعر  وافكار وآراء أجسدها في لوحات باسلوبي الخاص وبما يتماشى مع قناعاتي ومعتقداتي. 

* كيف تصفين أسلوبك الفني وما هي مصادر الإلهام الخاصة بك؟

يتميز أسلوبي الفني بالتنوع والتعدد، حيث أنني أسعى دائمًا لتجربة أساليب جديدة وإضفاء لمسة شخصية على كل عمل...ولعل طريقة انجاز العمل الفني غالبا  ما تحكم موضوع العمل نفسه او الحالة المزاجية، ان من حيث الاسلوب المستخدم او المدرسة الفنية او الخامات المستعملة..فلا اتقيد بمدرسة فنية محددة، فمعظم اعمالي الانطباعية والواقعية تعكس حالة الاسترخاء والمزاج المعتدل، بينما السريالية اتفاعل فيها مع قضايا انسانية واجتماعية وتعكس حالة مزاحية متوقدة، واحيانا أعبر بالتجريد عن حالة انفعالية في المزاج او عن قضايا وافكار اكثر حميمية من ان تخرج سافرة..

 وتأتي مصادر الإلهام من وعيي لما حولي وتفاعلي مع تجارب الحياة ومن المخزون التراكمي لهذا الوعي، كذلك من الاطلاع الدائم على الانتاجات الفنية والابحاث والاحتكاك بالثقافات المتنوعة. ففي احيان كثيرة أجد نفسي امام لوحة جاهزة في خيالي اللاواعي، بتفاصيلها وابعاد ها والوانها، دون ان أقرر او أجهد في ابتكارها، وينحصر دوري الواعي فيها بتعديل بعض الالوان احيانا او اعادة صياغة بعض المفردات او موضعتها بما يتلاءم مع القواعد العامة لتوليف اللوحة الفنية، وبطبيعة الحال يكون هذا الالهام نتيجة المخزون التراكمي للوعي الاداركي السابق.. 

* أخبرينا عن مشاركتك الاخيرة في مصر وعن العمل الذي عرضته هناك، وانطباعاتك عن هذا النشاط. 

شاركت في ملتقى  سوهاج الدولي للمبدعين  بعملين؛ الأول هو عمل فني باسم "جنان البوح"،  وهو يتحدث عن الطبيعة وجمالها  كمصدر يعزز السلام الداخلي للنفس البشرية  خاصة وان المعرض كان بعنوان "الفن رسالة سلام" . ولكن بما ان المعرض يتزامن مع يوم المراة العالمي فقد اخترت أن اعرض عملا آخر اسمه "انعتاق امراة" وهو يتحدث عن الصعوبات التي تواجه  المرأة المتنورة التي تتمرد على الظلامية  في مجتمع متحجر. وقد صورت المرأة  وهي في مسيرتها الصعبة تحترم القانون وكتب التشريع، ماضية نحو النور وهي توازن بين العقل والعاطفة، ذلك اننا لا يمكننا اختزال دور العاطفة الدفاقة عند المراة والتي تنعكس على نتاجها الفكري والاجتماعي ويميز دورها عن نتاج الرجل ودوره وادائه.. 
اقيم المعرض في مدينة جرجا من محافظة سوهاج، ضمن مهرجان تخللته الوان فنية وثقافية متعددة مثل الشعر والموسيقى.. وقد نال المعرض اهتماما على الصعيد الرسمي واقبالا جماهيريا واسعا من مختلف مناطق المحافظة. وقد أتاح لي الفرصة للتعرف على قامات وازنة على الصعيد الثقافي والرسمي، وايضا الاطلاع على ثقافة المنطقة وموروثها الحضاري والتراثي الاجتماعي. 
وقد لقينا الترحيب الكبير من اهل المنطقة والاهتمام من المنظمين الذين رافقونا في زيارات لاماكن أثرية وسياحية هامة في سوهاج مثل معبد ابيدوس ومتحف سوهاج  وغيرها. 

* هل لديك خطط مستقبلية لمشاركة أعمالك الفنية في معارض أو مهرجانات فنية أخرى، وما  الفرق بين عرض الاعمال في معارض وعرضها على منصات الإنترنت؟ 

بالتأكيد، أنا دائمًا متحمسة للمشاركة في مثل هذه الفعاليات الفنية لانها تتيح لي نشر اعمالي كما أنها فرصة رائعة لتعزيز الثقافة الفنية  بالتعرف على فنانين آخرين وتبادل الأفكار والخبرات الفنية. وهذا يوسع مدارك الفنان بالتفاعل مع الثقافات المختلفة.

بالنسبة لعرض الأعمال، فالإنترنت يساعد على الوصول لعدد اكبر من المتابعين ويتخطى الحدود الجغرافية وبهذا يؤمن للوحة سوقا تجاريا اوسع.. لكنه على المستوى المعنوي، هو يسلّع العمل الفني ويجعله عرضة لشروط السوق الاقتصادي.. 

أما العرض المباشر فيتيح للفنان متعة الاطلاع على تفاعل الجمهور الحقيقي مع عمله كذلك التعرف على نوعية الجمهور والذائقية العامة لمجتمع ما، وقد يستلهم الفنان من هذا التفاعل والاحتكاك المباشر  بالمتلقي، مما يغني ملكته الفنية.. 

* وما هي الرسالة التي تريدين إيصالها من خلال فنك؟
وما هي اهمية  الفن في المجتمع والحياة اليومية؟

رسالتي من خلال الفن هي المساهمة في نشر الثقافة الفنية وتشجيع المواهب وتعليم الرسم على قدر المستطاع، ايمانا مني بان الفن التشكيلي لغة تعبيرية ليس لها حدودا ابداعية ، وأنه اسلوب حياة يهذب النفس ويرقى بالروح الى عوالم اكثر صفاء ونورانية...

فالرسم وسيلة علاجية معتمدة تستخدم للاسترخاء، كما انه وسيلة تربوية تساعد على إنشاء جيل أقل عنفا.. وعملي الفني قد يكون ببساطة عملية بث الروح الايجابية من خلال لوحات تقوم على الجمال المادي والمعنوي  وتعزز الفضائل الاجتماعية.. كذلك من خلال اعمالي انا اعبر عن آرائي بمختلف القضايا الانسانية والاجتماعية التي اتفاعل معها؛ فالفنان فرد من المجتمع يتميز بحساسية بالغة تجعل ذهنه متوقدا يلتقط ادق التفاصيل حوله ، وهذا ما يجعل الفن مرآة للمجتمع؛ وبنفس الوقت يلعب الفن دورا محفزا للشعوب من خلال نشر الوعي الثقافي والاضاءة على قضايا هامة و بث الافكار الايجابية الرائدة التي تساهم في نهضة المجتمعات..

خلاصة القول ان للفن دورًا حيويًا في المجتمع، حيث يساعد على التعبير عن الثقافة والتاريخ والمشاعر والأفكار والتحديات التي تواجه المجتمع. ويمكن أن يكون الفن أداة للتعليم والتوعية والتغيير الاجتماعي.