بعون من الله وفضله تم افتتاح مسجد المغفور له بإذن الله الحاج عبدالله أبو خديجة رحمه الله، وذلك يوم الجمعة الموافق 20-12-2019، في منطقة أبو نصير شمالي العاصمة عمان وذلك وسط حضور كثيف من أبناء المنطقة وعزوتي أبناء الدائرة الأولى، وشخصيات وطنية ودينية وسياسية ونواب وإعلاميون.
وكان في مقدمة مستقبلي الحضور أبناء المرحوم الحاج عبدالله أبو خديجة الذين قدموا كل الدعم لبناء هذا المسجد الذي يعد تحفة فنية ومنارة علم ومعرفة يُعتز بها، والفضل كل الفضل في بنائه يعود للوالدة المربية الفاضلة أم الهيثم زوجة المرحوم عبدالله أبو خديجة التي قامت على متابعة بر الأبناء بوالدهم "ذكوراً وإناثاً" وتحقيق وصيته في إنشاء هذا المسجد ليكون موصول الإحسان مع خالقه في حياته وبعد مماته.
لم تكن مهمة المسجد يوماً ما للصلاة فقط ثم يغلق وينتهي دوره وإنما كان على مدى التاريخ ميداناً للعلم والمعرفة والثقافة حيث يعد مدرسةً شرعيةً للعقيدة والفقه والتفسير والحديث ومنطلقًا للدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة وبيئة للالتزام والاتزان وبناء الشخصية المسلمة المؤثرة وكان أشبه بدوائر القضاء والإفتاء وانعقاد المؤتمرات والندوات وحتى للتدريب في كافة المجالات.
سيكون المسجد بعون الله أنموذجًا حيًّا لترجمة المهام التي أنشئت المساجد لأجلها من خلال تفعيل الأنشطة المعدة له ومنها الدروس اليومية والمحاضرات الأسبوعية والندوات العلمية لأهل الإختصاص من الشرعيين والعلماء الفاعلين وسيكون فيه دورات ثقافية ومجالس لسماع كتب الحديث والسنن ومنح الإجازات فيها إضافة لإجازات التلاوة والتجويد وبالتعاون مع أساتذة كلية الشريعة في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة ومن مهامه أيضاً إنشاء مجموعة للزيارات الميدانية لأهل الحي لتوثيق العلاقات الأخوية بين سكان المنطقة ورواد المسجد، وفتح قاعة متعددة الاستخدام في المناسبات العديدة إلى جانب دروس الوعظ والإرشاد لواعظات متمكنات من طالبات الشريعة في العلوم التطبيقية وذلك في مصلى النساء وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لنجاح رسالة المسجد واتخاذه قدوة لبقية المساجد على مستوى المملكة بمشيئة الله تعالى.
وفيما ذُكر أن قسم الشريعة في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة عندما تأسس كان عدد طلابه سبعة طلبة فقط، بينما كان يعمل فيه سبعة أكاديميين. وعندما سُئل المرحوم الحاج عبد الله أبو خديجة، هل سيغلق هذا القسم، لأنه يخسر مادياً بحسابات البشر؟، فكان رده: "لو بقي طالب واحد فقط في القسم، فإنه سيبقى مفتوحاً لأهل العلم، وأريده أن يكون صدقة عن الجامعة" وقد أتم الله فضله، وبتوفيق منه عز وجل، استمر العمل على تطوير قسم الشريعة في حياة الحاج عبدالله أبو خديجة، ليصبح قسم الشريعة في الجامعة كلية من أقوى الكليات على مستوى الجامعات الأردنية، وبعد موته رحمه الله أُنشىء المسجد بوصيته لتكتمل الصورة التي رسمها في وصل الجامعة بالمسجد.
تبلغ مساحة المسجد الكلية المخصصة للصلاة 1300 متر مربع، منها 500 متر مربع للنساء في الطابق السفلي، وباقي المساحة موزعة علي الطابق الأرضي والميزانين بمساحة 800 متر مربع للرجال.
يتسع المسجد لأكثر من الف مصلٍ وفيه أماكن للوضوء داخلية وخارجية وتعد التقنيات التي تستخدم في المسجد من أحدث ما استجد من تكنولوجيا، فيحتوي المسجد على عدد كبير من الشاشات الحديثة التي تربط مصلى الرجال بمصلى النساء وتربطها بكافة المرافق والقاعات لتشعر أن كل الأقسام مكان واحد، وقد زود المسجد بكاميرات مراقبة داخلية وخارجية وبمعدات صوتية متقدمة وبمكيفات مركزية تعمل بالطاقة الشمسية.
كذلك يوجد في المسجد قاعة ومركز ديني ثقافي تتسع لحوالي 200-250 شخص، مجهزة بكافة المعدات المستخدمة لتغطية المناسبات الدينية والاجتماعية التي تخدم المجتمع المحلي.
يظهر انسجام المسجد في التصميم للشكل الخارجي والداخلي الذي يغلب عليه طابع الحداثة والتجديد المعماري وتظهر فيه فكرة التجريد والاختزال في التصميم الداخلي كحالة تعبيرية متفوقة كبعد روحاني يمثله المبنى إضافة إلى تعزيز الرمزية الدينية به من خلال استعمال الخط الإسلامي الهندسي.
وقد امتاز المسجد بفن معماري مميز من ناحية الإنارة فسقفه يسمح بدخول ضوء الشمس لتعكس ضوءاً طبيعياً مثالياً دون وهج أو سطوع يساعد بإضفاء طابع ديني فريد من نوعه.
قام إمام المسجد والأستاذ في كلية الشريعة بجامعة العلوم التطبيقية الخاصة الدكتور عبد السلام الفندي بإلقاء خطبة صلاة الجمعة التي دشنت لافتتاح مسجد الحاج عبدالله أبو خديجه، حول الإذن ببناء المساجد وأهمية إعمارها مادياً ومعنوياً، وفضل المسجد على أهل الحي والمنطقة، وكما تطرقت الخطبة إلى البرنامج الديني المُعدّ للأيام المقبلة.
وأشار الفندي إلى أن عُمّار المساجد هم أهل للأجر والثواب، وأن إعمار المساجد من علامات الإيمان، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم حث وأكد على ضرورة التشجيع على بنائها بقوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ).
وفي النهاية نشكر الجهود المبذولة والقائمين والمساهمين لإعمار هذا المسجد فجزاهم الله خير الجزاء. ورحم الله الحاج عبدالله أبو خديجة رحمةً واسعة.