آخر الأخبار

نصوص ادبية لمثقفين على منصة السلع تحمل مواعظ وحكما

راصد الإخباري :  


الاردن - راصد
من عبدالله الحميدي


قصص ونصوص ادبية كتبها عدد من اعضاء منصة السلع، تحمل حكما ومواعظ

كانت للاديبة نجلاء حسون وللادباء جميل التويجر وخالد المراحله وسكينه الرفوع والدكتور محمد المعايعه


وهنا فقد نشر الاديب خالد المراحلة قصة حول المظاهر، تقول

دخل رجل عجوز وزوجته وكان يرتديان ملابس بسيطة إلي سكرتيرة مكتب رئيس جامعة هارفارد (harvard) الأمريكية التي تعد أقدم وأعرق الجامعات الأمريكية لمقابلة رئيسها ، ولم يكونا قد حصلا على موعد مسبق . فقالت السكرتيرة للزوجين القرويين :" الرئيس مشغول جداً " ولن يستطيع مقابلتكما قريبا....
ولكن سرعان ما جاءها رد السيدة الريفية حيث قالت بثقة :" سوف ننتظره ". وظل الزوجان ينتظران لساعات طويلة أهملتهما خلالها السكرتيرة تماماً على أمل أن يفقدا الأمل وينصرفا...
ولكن مع إصرارهما ، قابلهما رئيس الجامعة دون أن يعطيهما الاهتمام .
فقالت السيدة : إبننا كان يدرس هنا في الجامعة لكنه توفي في حادث السنة الماضية ، وجئنا لنخلد ذكراه في الجامعة ، فنظر لملابسهم وشكلهم المتواضع ،
وقال لهم : نحن لا نضع تماثيل في الجامعة .
فردَّت عليه بنفس الهدوء : حضرتك فهمتنا خطأ ، نحن نريد أن نبني مبنى في جامعة هارفارد يكون بإسم إبننا .
فرد عليهم بسخرية وهو ينظر لملابسهم :
هل لديكما فكرة كم يكلف بناء مثل هذا المبنى ؟!.
لقد كلفتنا مباني الجامعة ما يربو على سبعة ونصف مليون دولار !!..
ساد الصمت فترة وجيزة ، ظن خلالها الرئيس أن بإمكانه الآن أن يتخلص من الزوجين ، وهنا إستدارت السيدة وقالت لزوجها : " سيد ستانفورد : ما دامت هذه هي تكلفة إنشاء جامعة كاملة فلماذا لا ننشئ جامعة جديدة تحمل إسم إبننا ؟.
فهز الزوج رأسه موافقاً ..
غادر الزوجان وسط ذهول وخيبة الرئيس ، وسافرا إلى كاليفورنيا حيث أسسا جامعة (ستنافورد العريقة) والتي تعد من أعرق الجامعات في أمريكا ، وترتيبها الـ15 على مستوى العالم وما زالت تحمل إسم عائلتهما وتخلد ذكرى إبنهما الذي لم يكن يساوي شيئاً لرئيس جامعة "هارفارد".
إحذر من الإستهانه بأحد ، لا تحكم علي الناس من مظهرهم وملابسهم ولكنتهم وطريقة كلامهم بطريقة مادية بحتة حتي لا تخسر أشياء ثمينة في حياتك ، فلنتعامل مع الآخرين بقانون الرحمة والمبادئ والقيم الأخلاقية

وللاديبة سكينه الرفوع، قصة رائعة عنوانها  نحو سماء أخرى جاء فيها 

وحدها الأيامُ لا تكفيني لألملمَ شتات أحلامي التي بقيتْ على قيد الرّجاء تصارعُ الزّمنَ ، متأبطةً غدٍ توسّمتْ فيه الفرح وقد سقيته بعطرِ النّورِ ، تقصمُ أسافينَ القلقِ ، مفتتنةً بغلاّت الصّبرِ ، تتنزعُ الأملَ من عيون اليأسِ ، وتزأرُ مجلجلةً حصون الوجل ، كم  تغريني نشوة الحلم لأطمع بابتكار حكاية لحلمٍ آخر أكابد فيه العناء ؛ علّني أعثر على لذة الظّفر التي أبتغيها عندما يحين موعد قطافها ، أتوق للحظة بزوغ  الأحلام وهي تتناسل  ، أبتسم عند ولادة كل حلم منها ، وأرنو إليها وهي تحلّق كفراشات تنهل من رحيق الزهر عنفوانا وتعبّ من دِنان الحٌبّ شوقاً لغدٍ تتكىء فيه على سُرر الفجر ليقينٍ ترسمه تحت ظلّ ابتسامةٍ  تندفُ بالبهجة ، بأنّ لي موعدا مع الفرح ؛فأقيم قُدّاس الفرج ، فترقص عرائس البحر  ، وتزهو كسوسنةٍ في ربيع ذؤابات زهوره تنثر عبير شذاها في فيافي العمر فتحيلها واحات حبّ ووئام. 
كقصيدةٍ تنام على وثير الشعر ، أستلهم وحي إلهامها وأنا أقلّب نجوم الليل وأعدّها فرادى ، وأطوف بها  نحو  سماء أخرى ،  أقتفي نور كلماتها وتأسرني فيها أفانين الوجد ، لأصل سدرة منتهاها  وأنظمها بلغة تتوسّل بخوابي حروف  تلامس شغاف القلب ، أقرأ عليها تراتيل السكينة ، فيتخثر رحيقها لتخرج من عصارة ماءها النمير  هُراق الشهد ، نثار عطرها يقطر بوشائج عقيقٍ مترفة بالسحر .
أقف على أطلال أمل يثير شغفاً يبزغ من نورانية القلب ، يشقّ يباب العمر ، ويهدي للنهارات نُسغ الحياة ، فتنقشع غياهب الانتظار . 
لهفة الترقب نحو الحلم  ، أكاد أدنو منها قاب قوسين من اليقين ، وإلى أن يحين موعد الوصول ، أيمّم شطر الأماني، سأرقيّها بالحبّ وأغدقها بالتحانين .
لعل الطّمأنينة  تجري في عروقي الظمأى ؛ فما زالت هذه الروح تقترف الحياة ،  وترسم للغد  بابتسامةٍ جذلى وطموحٍ لا يجف ، فثمّة غيمة مثقلة تحمل تباشير اليُمن  تظللني  بالدفء وتجوب باحات آمالي ، أترقب هطولها ؛ لتسقي جدب السنين ،  فتزهر روحي ياسمينا . 

اما الاديب جميل التويجر فقال انها قصة حقيقية عن تضحية أم أثناء زلزال اليابان. 

بعد أن هدأ الزلزال وعندما وصل رجال الإنقاذ إلى أنقاض منزل امرأة شابة رأوا جثتها ميتة خلال الشقوق، ولكن وضعها كان غريبا إلى حد أنها ركعت على ركبتيها كأنها في وضع السجود، وكان جسدها يميل إلى الأمام وكانت يداها تحمي كائنا، وكان المنزل المنهار قد تحطم فوق ظهرها ورأسها، ومع الكثير من الصعوبات وضع قائد فريق المنقذ يده في فجوة ضيقة على الحائط للوصول إلى جسد المرأة، وكان يأمل أن تظل هذه المرأة على قيد الحياة، ومع ذلك أخبره الجسم البارد والقاسي بأنها توفيت بالتأكيد، وغادر هو وبقية الفريق هذا المنزل وكانوا يبحثون عن المبنى التالي المنهار، ولبعض الأسباب كان قائد الفريق مدفوعا بقوة ملحة للعودة إلى منزل المرأة الميتة مرة أخرى، وركع وأخذ يديه من خلال الشقوق الضيقة للبحث في المساحة الصغيرة أسفل الجثة، وفجأة صرخ بإثارة "طفل، هناك طفل” .
عمل الفريق بأكمله معا بعناية أزالوا أكوام الأشياء المدمرة حول المرأة الميتة، وكان هناك صبي صغير عمره 3 أشهر ملفوف في بطانية منمقة تحت جثة والدته، ومن الواضح أن المرأة قد قدمت تضحية نهائية لإنقاذ ابنها، وعندما كان منزلها يسقط استخدمت جسدها لصنع غطاء لحماية ابنها، وكان الولد الصغير لا يزال نائما بسلام عندما أخذه قائد الفريق، وجاء الطبيب بسرعة لفحص الطفل الصغير وبعد أن فتح البطانية شاهد هاتفا خلويا داخل البطانية، وكانت هناك رسالة نصية على الشاشة، لقد قالت "إذا كنت تستطيع البقاء على قيد الحياة، يجب أن تتذكر أنني أحبك”، وكان هذا الهاتف الخلوي ينتقل من يد إلى أخرى، وكل انسان قرأ الرسالة بكى "إذا كنت تستطيع البقاء على قيد الحياة يجب أن تتذكر أنني أحبك”، هذا هو حب الأم لطفلها

وفي قصة اخرى نقلها د.محمد المعايعه، قال انها رأقت لي فنقلتها لكم

دخل رجلٌ غريبٌ على مجلس أحد الحكماء الأثرياء .. فجلس يستمع إلى الحكيم وهو يُعلّم تلامذته وجُلساءه ، ولا يبدو على الرجل الغريب ملامح طالب العلم، ولكنه بدا للوهلة الأولى كأنه عزيزُ قومٍ أذلّتهُ الحياة!!

دخل وسلّم، وجلس حيث انتهى به المجلس، وأخذ يستمع للشيخ بأدبٍ وإنصات، وفي يده قارورة فيها ما يشبه الماء لا تفارقه.

قطع الشيخ العالمُ الحكيم حديثه، والتفت إلى الرجل الغريب، وتفرّس في وجهه، 
ثم سأله: ألك حاجةٌ نقضيها لك؟! أم لك سؤال فنجيبك؟!

فقال الضيف الغريب: لا هذا ولا ذاك، وإنما أنا تاجر، سمعتُ عن علمك وخُلُقك ومروءتك، فجئتُ أبيعك هذه القارورةَ التي أقسمتُ ألّا أبيعَها إلا لمن يقدّر قيمتها، وأنت -دون ريبٍ- حقيقٌ بها وجدير...
قال الشيخ: ناولني اياها، فناوله اياها ، فأخذ الشيخ يتأملها ويحرك رأسه إعجاباً بها، ثم التفت إلى الضيف: فقال له: بكم تبيعها؟ 
قال: بمئة دينار، فرد عليه الشيخ: هذا قليل عليها، سأعطيك مئةً وخمسين!! 
فقال الضيف: بل مئةٌ كاملةٌ لا تزيد ولا تنقص. 
فقال الشيخ لابنه: ادخل عند أمك وأحضر منها مئةَ دينار..
وفعلاً استلم الضيف المبلغ، ومضى في حال سبيله حامداً شاكراً، 
ثم انفضَّ المجلسُ وخرج الحاضرون، وجميعهم متعجبون من هذا الماء الذي اشتراه شيخُهم بمئة دينار!!!

دخل الشيخ إلى مخدعه للنوم، ولكنّ الفضول دعا ولده إلى فحص القارورة ومعرفةِ ما فيها، حتى تأكد -بما لا يترك للشك مجالاً- أنه ماءٌ عاديّ!!
فدخل إلى والده مسرعاً مندهشاً صارخاً: يا حكيم الحكماء، لقد خدعك الغريب، فوالله ما زاد على أن باعك ماءً عادياً بمئة دينار، ولا أدري أأعجبُ من دهائه وخبثه، أم من طيبتك وتسرعك؟؟!!

فابتسم الشيخ الحكيم ضاحكاً، وقال لولده: 
يا بني، لقد نظرتَ ببصرك فرأيتَه ماءً عاديّاً، 
أما أنا، فقد نظرتُ ببصيرتي وخبرتي فرأيتُ الرجل جاء يحمل في القارورة ماءَ وجهه الذي أبَتْ عليه عزَّةُ نفسه أن يُريقَه أمام الحاضرين بالتذلُّل والسؤال، 
وكانت له حاجةٌ إلى مبلغٍ يقضي به حاجته لا يريد أكثر منه. 
والحمد لله الذي وفقني لإجابته وفَهْم مراده وحِفْظِ ماء وجهه أمام الحاضرين. 
ولو أقسمتُ ألفَ مرّةٍ أنّ ما دفعتُه له فيه لقليل، لما حَنَثْتُ في يميني.

إن استطعتَ أن تفهم حاجةَ أخيك قبل أن يتكلم بها فافعل،
فذلك هو الأجملُ والأمثل...

ونشرت الاديبة  نجلاء حسون قصة جميلة بدات احداثها  عام 1964م حين هجم ثلاثة لصوص على منزل كارل لوك الذي تنبه لوجودهم فقتلهم جميعهم ببندقيته الآلية.
ومنذ البداية كانت القضية لصالح لوك كونه في موقف دفاع عن النفس
ولكن أتضح لاحقا أن اللصوص الثلاثة كانوا أخوة وكانوا على شجار دائم مع لوك !!
 وهكذا اتهمه الادعاء العام بأنه خطط للجريمة من خلال دعوة الأشقاء الثلاثة لمنزله ثم قتلهم بعذر السرقة
وحين أدرك لوك أن الوضع ينقلب ضده اختفى نهائيا عن الانظار وفشلت محاولات العثور عليه !
ولكن، أتعرفون أين اختفى ؟
في نفس المنزل في قبو لا تتجاوز مساحته متراً في مترين.
فقد اتفق مع زوجته على الاختفاء نهائيا خوفا من الإعدام ، كما اتفقا على إخفاء سرهما عن أطفالهما الصغار خشية تسريب الخبر للجيران.
ولكن الزوجة ماتت بعد عدة أشهر في حادثة مفاجئة في حين كبر الأولاد معتقدين أن والدهم توفي منذ زمن بعيد. وهكذا عاش لوك في القبر الذي اختاره لمدة 37 عاما.
اما المنزل فقد سكنت فيه لاحقا ثلاث عائلات لم يشعر أي منها بوجود لوك
فقد كان يخرج خلسة لتناول الطعام والشراب ثم يعود بهدوء مغلقا باب القبو غير أن لوك أصيب بالربو من جراء الغبار و الكتمة وأصبح يسعل باستمرار.
وذات ليلة سمع رب البيت الجديد سعالا مكبوتا من تحت الأرض فاستدعى الشرطة.
وحين حضرت الشرطة تتبعت الصوت حتى عثرت عليه فأخبرهم من هو وما هو سر إختفائه منذ 37 عاما
وهنا كانت المفاجأة العظمى  :
فقد قال له الضابط يا إلهي ألا تعلم ماذا حصل بعد اختفائك !!؟
لوك : لا
ماذا حصل ؟
الضابط: اعترفت والدة اللصوص بأن أولادها خططوا لسرقة منزلك فأصدر القاضي فورا حكما ببراءتك ولكن الجميع كان يظن أنك مت
لقد أضعت 37 سنة من عمرك هباء منثورا.
العبرة :

"لا تضيع حياتك بسبب حماقة لم ترتكبها عندما تكون على حق اخرج وواجه، ولا تخش شيئا فصاحب الحق سلطان"