نشر عدد من الشعراء العرب على منصة السلع قصائد جديدة
وتتنامى عمليات النشر لادباء على المنصة منهم د محمد الحوراني، د.محمد المعايعه، د.ابراهيم ابو قديري
اما الاديبة نجلاء حسون، فقد كتبت قصة قصيرة عنوانها جَنين وراء القضبــا، تاليا نصها
في الزاوية الأكثر ظلمة في زنزانتها ، تقوقعت أحلام داخل روحها ، وضعت رأسها بين ركبتيها المثنيتين ، شهقت باكية بحرقة وهي تتحسس بطنها وتلامس جنينها لتبعث فيه الدفء بارتعاشة الخوف عليه .
صباح هذا اليوم ، في غرفة التحقيق ، غرفة التعذيب النفسي والروحي لم تنطق بأي حرف ، لم تسمع أية كلمة ، بدت أمامهم كالبلهاء تثقب الفراغ بنظراتها التي استفزتهم كثيراً
كان تفكيرها محصوراً بالحركة التي أحستها في أحشائها صباحاً قبل أن يقتادوها إلى غرفة التحقيق ، حركة ولّدت الفرح والأمل والخوف في داخلها ، أشعلت في روحها الحنين إلى زوجها الذي ترك لها قطعة من روحه ، لم يشأ أن يتركها وحيدة .
قبل ستة أشهر تزوجت أحلام من فتى أحلامها محمود ، سكنا معاً في البيت الذي ورثه عن أبيه ، وأجداده في القدس ، وسط بيوتها وحوانيتها ، بيت شهد أجمل أيام حياتها .
كلما جلسا تحت شجرة الزيتون العتيقة كان يحدثها عن ذكريات طفولته فرحاً منتشياً ، ويخبرها أن والده حدّثه عن ذكريات مشابهة لذكرياته، ويؤكد لها أن عمر هذه الشجرة بضعة مئات من السنين .
ذات يوم سمعا طرقاً عنيفاً على الباب ، كان الطارقُ جندياً إسرائيلياً يحمل لهما إنذاراً بإخلاء البيت .
تحولا إلى بركاني غضب ، مزّق محمود الإنذار ، رماه في وجه الجندي ، وقف أمام بيته يصرخ ، ويغني ..
لو هدموا بيتي ... يا بيتي .. تحت حجارك أنا صامد
صامد...... صامد....... صامد
لن أخرج من بيتي ، لن يخرج أحد من بيته ، اخرجوا انتم من وطننا ، هرب الجندي ، التفّ جميع من في الحي حول محمود ، يهتفون ويغنون معه
لو هدموا بيتي ... يا بيتي .. تحت حجارك أنا صامد
صامد...... صامد....... صامد
خرج إلى شوارع المدينة يهتف ، خرج الجميع خلفه ، انضم إليهم كل من سمعهم ، تحولوا إلى مسيرة غضب في هتافها ومشاعرها ، فالناس محتقنة ، غاضبة من يوم أن قرر الصهاينة تهويد القدس ، حيث أصبح طرد الناس من بيوتهم هو القانون ، ولم يعد الصمت محتملاً .
تصدّى بنو صهيون للمسيرة بالقنابل المسيّلة للدموع ، أمسك محمود إحداها بيده ، هجم على أحد الجنود ، وبكل قوة الغضب داخله ضرب رأسه بها فأرداه قتيلاً ، أطلق جندي آخر الرصاص على محمود فأرداه شهيداً .
رأت أحلام زوجها يُسلّم الروح ، التفتت بنظراتها نحو قاتله ، هجمت عليه بكامل صدقها ، بعمق ثورتها ، بشدة ألمها وأنشبت أظافرها في وجهه ، ملأته جراحاً ، اقتلعت عينيه ، كانت في حالة وعي هستيرية ، عندما أفاقت منها كانت مكومة في زنزانتها ، زنزانة ضيقة معتمة دون نوافذ ، تتدلى من سقفها مروحة تعمل حسب أهوائهم ، وفي إحدى الزوايا مقعد لقضاء الحاجة ، وسطل ماء.
جالت بنظرها داخل الزنزانة ، انتقت جداراً ، رسمت عليه نافذة ، أخذت تُشرق منها شمس حريتها ، وقفت أمامها ، ملأت صدرها شهيقاً .
لم تعرف النوم منذ وجدت نفسها داخل الزنزانة ، كانت في برزخ بين النوم واليقظة ، ترى في لحظات غفوتها أحلاماً ، ما تلبث أن تصحو منها على صوت المفتاح فيع الباب ، يُحطم أحلامها مُحدثاً دوياً تنتشر أمواجه في ثنايا روحها .
يقتادونها إلى التحقيق ، تمضي ساعات ، تعود منه ، وكأن ألف سكين مزّقت جسدها دون أن يلمسوها .
خائفة هي ، مضطربة الآن ، قلبها يخفق بشدة ، ونبضاته تتسارع ، تُفكر ، ماذا سيحدث لو عرفوا بحملها ؟ ماذا سيكون مصير جنينها ؟ هل ستتمكن من إكمال حملها في هذه الظروف ؟ وإن ولدته هل سيتركونه لها ، أم سيقتلونه ، أسئلة ضاج بها عقلها ، وضاق بها صدرها .
كانت تضم بطنها بين ذراعيها تناجي جنينها ، تمنحه بعض الطمأنينة والأمان ، بعض الدفء والحنان ، وتحاول أن تغفو .
انتبهت من غمرة أفكارها إلى صوت أقدام ثقيلة تقترب ، دُسّ المفتاح في الباب ، جاءها الصوت ، هيا ...لم يمض على عودتها ساعة ، ماذا يريدون بعد ، ابتسم المحقق ابتسامة صفراء أجاد نشرها على وجهه الأرعن ، نظرت إليه تلك النظرات التائهة ، فجأة ، دارت بها جدران الغرفة ، سقطت على الأرض مغمى عليها .
في مشفى السجن عرفوا أنها حامل ، أعادتها السجانة إلى الزنزانة ، تدفعها أمامها وتقهقه قائلة : حامل يا عاهرة !! ستلدين فلسطينياً آخر ! ، لا نريد مزيداً من الإرهابيين ، دفعتها بقوة داخل زنزانتها ، وقعت على وجهها ، أطلقت لصوتها الجريح العنان بالشهيق والبكاء .
مرّت الشهور المتبقية من حملها بمزيد من التعذيب ، وكثير من الخوف ، وتصميم على الصمود من أجل طفلها .
كانت السجّانات يزددن قسوة وسخرية منها وتهديدا لها ، قالت إحداهن وهي في زنزانتها : ستلدين لنا جندياً إسرائيلياً ، يكرهكم ، ويحبنا ، يقتلكم ويحمينا ، سيكون ولدك عدو فلسطين ، اختنقت أحلام من كلامها ، وقفت أمامها بكل شموخها وكبريائها ، لطمتها على وجهها لطمة أخرجت معها كل قهرها ، أوقعتها على الأرض ، ركلتها بقدمها صارخة ، سنعيش أحراراً ، أو نموت شهداء ، وفتحت باب الزنزانة .
وللشاعرة رشيدة اايت العسري: لطائف لغوية
اذ قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) .
نجد أن الفعل (تفرقوا) من دون تاء المضارعة في أوله ،لأن الخطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فقط .
نجد أن الفعل (تتفرقوا)يخاطب أمة الإسلام من لدن آدم حتى قيام الساعة ،فالخطاب عام للأمم الإسلامية المتتابعة حتى قيام الساعة،فالخطاب عام للأمم الإسلامية على مر التاريخ وليس لأمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فنجد التاء في أوله أتت مناسبة لطول الزمن ،فزيادة المبنى زيادة في المعنى .
نجد أن الفعل (تتنزل ) مسبوق بتاء المضارعة لأنه في كل لحظة يموت شخص مؤمن على المستوى العام على كوكبنا الأرضي فالملائكة قائمة النزول .
أما في الآية . :( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ )
نجد أن الفعل (تنزل) من دون تاءالمضارعة في أوله ،لأن الملائكة والروح تنزل في وقت متقطع محدود ،وهي ليلة واحدة في العام كله (ليلة القدر).
نقلاً من كتاب فنون ولطائف من رياض لغتنا العربية ل: هاني غنيم النحو الميس
إشراقة الصباح، التي يكتبها للمنصة د.محمد المعايعة، جاءت طويلة امس، اذ كتب فيها
كما نراكم أصحاب أعمال إنسانية...وأثر معرفي في صناعة التغيير
نقول بأنه من أكبر النعم التي ينعمها الله على الإنسان هو أن يكون بين الرفقه الصالحة، والرفقه الصالحة هُم من يحملون موروث ثقافي وحضاري عالي المستوى والقدر في الثوابت الأخلاقية والعلمية والدينية، الحكماء والنبلاء وأصحاب الرأي والمشوره ، فتتعلم منهم سلوكاً ومنهجاً وادباً وخلقاً، وهذه ثروة ونعمة بحد ذاتها، فهم المرشد الأمين، هؤلاء الأصحاب يمثلوا لنا
زوارق تحملنا إلى شواطئ السلام والأمان إن تاهت مراكبنا في أمواج البحر المتلاطمه يوماً ما..
وحسبي والله بأن هذه القامات الفكرية والأدبية الرائعة في ملتقى السلع الثقافي كلاً منهم يمثل زورق نجاه لما يحملوه من أدوات المعرفة والفكر والإبداع والإصلاح التي تؤشر بأقلامهم الذهبية على أساليب النهضة والتنمية الفكرية التي تُعدّ من أدوات التقدم والازدهار لأي مجتمع متحضر....
لذلك سنقول عنكم بكل فخر وزهو
بأنه إذا يسألوننا عن أعظم الأعمال الإنسانية؟ سنحدثهُم عن جبر الخواطر للناس !! وإن سألوننا عن رواد وفرسان الأعمال الإنسانية سنشير بالبنان لمقامكم الرفيع السامي ، وإن سألوننا عن الأماكن الأمنه سندلّهُم على مضاربكم العامرة بأهلها الكرام....وسَنأقول عنكم : هدية هَبطت مِن السَماء وأستقرت فِي قلوبنا ، فأزهرت قلوبنا بها مجداا وفخراا، وسنقول بكل فخر وزهو وتفاخر إذا سألوننا يوما ، ما هو أجمل شيء في حياتكم سنكتفي بذكّر إسمائكم: !! لأننا تعلّمنا منكمُ الكثير من معاني التواضع والمحبة والرقي والإصرار على التفوق والتميز كيف يكون..؟ تجلىء ذلك من خلال تفانيكم وإخلاصكم الذي أُوصلكم إلى النجوميه في العطاء والإبداع والتميز وخاصة في بناء الفكر والمعرفة.ومن صانعي الكلمة المؤثرة فجعلتم من الكلمة كتاب عميق مميز في معانيه ومضمونه وخاتمته العبر والدروس الجميلة، ومن أصحاب المبدأ الواحد والوجة الواحد ، حاملي عبق المحبّة للجميع ، عابري صراط الإنسانية بأحتراف...
فأنتم سطراً مميزاً في عالم الإنسانية والاعتدال والعقلانية والنهج المستقيم والكفاح والإصرار للوصول إلى النجومية المعرفية، فأصبحتم فضاءا مميزا في النهضة الفكرية والحضارية وبالعلم والمعرفة والإبداع ولسمو منزلتكم ومكانتكم عندنا، نود أن نرتب حديثاً فاخراً وموزنا يليق بالنبلاء والحكماء والعلماء الفقهاء أمثالكم ، فأنتم القدوة الحسنة التي تُغنيِ عن المواعظ المؤثرة والخطب الرنانة والكتب المطبوعة والكلمات المنمقة من يعرفكم يملك بوصلة ثمينه في التوجيه والإرشاد والتوعية السليمة والغيرة على تراث وأمجاد الأمة ، فالأنتماء والولاء والوفاء للوطن أحد عناوينكم الدّالة على مستوى الثقافة السياسية الإصلاحية العالية في سيرتكم الذهبية المميزة والتي تعد نموذجاً في الاقتداء ، لما تحملوه من قيم ومبادئ إنسانية تصلح لأن تكون البذرة الأولى في الإصلاح والتغيير، فهذه المعاني السامية لا توجد إلا في الأوفياء المخلصين الذين اختلط روح الإنتماء والولاء والوفاء بدمائهم للوطن ولعملهم.
فمن باب الود والمحبة لكم نفتح صفحة من صفحات سيرتكم لنبدأ درسنا الأول في الكفاح والإصرار على النجاح والتميز نتعّلم معاني المثابرة والجدّ في تحقيق النجاح أولاً...ولكي نتعّلم أيضا من فصول القيم الكثيرة التي تزخر بها سيرتكم فصلا يُنير عتمتنا وبصيرتنا بالحياة لأن في مسيرتكم العبر والدروس والحكم التي أيقظتنا نحو الخطوه الأجمل وبالاتجاه الأمثل في الإبداع والإصلاح والتربية والتعلمّ...تلك هي الروعة والجمال في قراءة سيرّ العظماء ، لذلك نقول من يريد النجاح علية الالتصاق بأصحاب المدارس الفكرية ذات العلم والمعرفة والخبرة ، وحسبنا والله بأنه لا أحد سبقكم في هذا الشرف العظيم في الكفاح والإصرار على النجاح والتواضع والسماحة والرقي ، فلمثل مقامكم نقف وننحني تقدير واجلالا له طالما أن هناك إشراقة شمس تشرق علينا..فهذا ما جعلنا نكتب ونتباهى ونتفاخر بمعرفتكم لما عرفناه وسمعناه عن شخصيتكم وعن مسيرتكم العلمية والعملية لما تحملة من مراتب عالية القدر والمكانة الرفيعة للمواقع القيادية التي تشرفتم بأدارتها فكّبرتّ وتمددت بفضل قيادتكم الفذة لها وحكمتكم وتبصركُم في استشراف المستقبل وإيزان الأمور بميزان العقل للنهوض والأرتقاء بمستوى الأداء وإلاتقان للعمل في نطاق مسؤولياتكم، بالإضافة إلى القيم الأخلاقية والإنسانية عالية القدر والمكانة الرفيعة والمستوى الفكري العميق الذي وصلتم إليها بجهودكم المتواصلة فكان هدفكم الثريا فنلتم مكانة الثريا بعلو مكانتكم ومنزلتكم العلمية والمعرفية مما جعلكم فقهاء وحكماء في مواقع المسؤولية ، فكانت أحد العلامات الذهبية العريضة البارزة والمشعة في سيرتكم العطرة التي نستدل من خلالها على عظمة إنجازاتكم العلمية والعملية في التفوق والإنجاز.!! فجاء وزنكم في الميزان كبير وعظيم ومؤثر في الإصلاح والتهذيب والتقويم والتربيه وفي منتديات الفكر وعالم المعرفة ورتقت بكم رأيات دور العلم عالياً تحمل وشاح أسمائكم ..فأنتم أصحاب المنارات العريقة في تغذية الفكر بالغذاء الفكري والروحي ومنح طلاب العلم شحنات في التبصر والبصيرة والتأهيل كنافذه علمية مميزة، وما هذا إلا تتويج لهذا العمق الفكري الذي حباكم اللة به وزهىت بكم الأماكن وتنورت بفكركم العقول والقلوب فرتقت درجات في الزهو لحملها وسام شرف معرفتكم...هكذا أنتم كقطرات الندى تزهر بها أوراق الشجر، وكأشعة شمس أشرقت بها نفوسنا لأنكم أنقياء وأتقياء وشرفاء ونبلاء في سلوكياتكم وأفعالكم لها أثر جميل في قلوب العباد...نقول بأننا وجدنا في كتاب الكبرياء عبارة في الصفحة الأخيرة تقول..كُن كالشجرة فيك من القوة ما يبقيك واقفا، وفيك من المرونة ما يجعلك لا تنكسر، فالمجد لهؤلاء الذين رأوا من الحياة ما رأوا، وما زالوا يبتسموا، ويروضوا الظروف، ويعاندوا المواقف ويربطوا على قلوبهم وكأنها الجمر، تلك هي المواقف التي تكشف معدن الأصلاء الذين لا يتغيروا مع تغير الأزمان والأحوال هكذا كشفت لنا سيرتكم العطرة مواقفكم المشرفه فستمتعنا بقراءتها لوجود عنصر التشويق الذي جذب قلوبنا وأبصارنا لقراءتها، ففيها حكاية وآية وعبرة وموعظة لمن يريد الاقتداء بسيرّ العظماء أمثالكم ، فيطيب لنا الاقتداء بكم كقدوة للأخلاق ، والفضيلة كنموذج يحتذى به لما فيه من الإثراء المعرفي والقيم الأصيلة التي نبحث عنها. فأنتم علامه مميزة على خارطة العظماء بعظمة مجدكم الثقافي والاخلاقي وسعة إطلاعكم وخبرتكم العميقة متنوعة الإنجازات والإبداعات والإبتكارات في نظريات الفكر والإبداع..نعم أنتم بوصلة توجيه نحو القيم الإنسانية والثوابت الدينية والأخلاقية والأفكار التي تبحث في الأحداث الساخنة وما أكثرها على الساحة العربية والتي بحاجة الى مفكريها وأنتم من أطباء هذه الأمة القادرين على تشخيص أوجاعها وصياغة الوصفات العلاجية لأوجاعها المختلفة فهناك اكتشافات علمية حديثة أسهمت في تقدم ورقي المجتمعات البشرية،وهناك علماء ومفكرين بحاجة لوضعهم في منصات القرارات السياسية والإقتصادية والثقافية حتى نتمكن من الإقلاع من محطات القطارات القديمة ومغادرتها نحو الفضاء المعرفي للأرتقاء بمستوى الإنجازات والإبداعات لأبنائنا ومنافسة الآخرين للإسهام في الحضارة الإنسانية من خلال الإنجازات والابتكارات والاختراعات العلمية لأن الذي يتحكم بالعالم اليوم هو الاكتشافات العلمية العظيمة والتكنولوجية والقوة الناعمة..وفي حالنا العربي يتطلب الوضع النهوض من غفلتنا والخروج من غرفة الإنعاش الى مرحلة التعافي وإلا سنبقى في حالة غيبوبه سياسية طويلة الأمد وسنكون خارج معامل التاريخ..ونتمنى أن لا تطول لكي يكون لنا مكان على خارطة الحضارة الإنسانية التي نطمح للوصول اليها بهمة وعزيمة أبناء الوطن المؤهل بسلاح العلم والمعرفة والإيمان الذي هو من أسرار النجاح فعلينا اعادة تشكيل المجتمع العربي لنكون قوة مؤثرة في الحياة فبالعلم ترتق الأخلاق وتسمو النفوس وتتهذب العقول ويمتلك الإنسان أدوات التقدم والرقي التي تنمي رأس المال البشري في أي مجتمع.. وهذا لن يقوم إلا بسواعد أبناء الوطن أمثالكم،، كنموذج يحتذى به في عالم العلم والمعرفة والقدوة الحسنة في الكفاح والطموح !
فأنتم بمستوى مهنيتكم العالية وطيب أعمالكم وأفعالكم التي ستظل تُحكي وتُغنى في كل جلسات الكبار امثالكم...فعطاؤكم ومكارمكم تنبض مع نبضات قلوبنا حبّاً وتقديرا، وستظل صفحتكم ذات الأرث الحضاري والثقافي أحد العناوين الرئيسية التي نقرأها في كل مناسبة ونفتتح حديثنا بها في كل المواقف لأنها ترفع الرأس والحديث عن مواقفكم الطيبة يرتفع به المكان وتنجذب الأرواح لسماع طيب أفعالكم ومآثركم التي تطرب لها النفوس التي تعجز أقلامنا عن إعطائها حقها في الوصف والتصوير لأنها كثيرة وجميلة بجمال سيرتكم العطرة.وتزهو أرواحنا فخراا ونحن نقرأ في مسيرتكم كيف أن الظروف الصعبة وعواصف الحياة القاسية تصنع قادة عظام وقدوة حسنة ونموذج في المثابرة والعزيمة والإرادة القوية ، فالظروف هي التي تصقل الرجال وتهذبهم فيخرجوا للحياة أقوياء كالجبال في شموخها، فصنعوا من المستحيلات والمعجزات حقائق تحمل نظريات في كفاحهم ، فالظروف الصعبة في صقل مهارات الرجال حالها كحال النار لا تحرق المعادن الثمينة، بل تصقلها و تزيدها لمعاناً.. فأنتم ثروة ونعمة تستحق الشكر والتقدير لأنكم تمثلوا نظريات ثبت صحتها في أرض الواقع في تفسير وشرح معاني الكفاح والإصرار على التفوق والتمايز في ميادين الفكر والمعرفة وفي مواقع المسؤولية فأنجزتم رسالتكم ورؤيتكم بإتقان وإبداع منقطع النظير!! نعم ، لدينا الكثير من القول في وصف الحكماء والنبلاء والكرماء لكن نود ان نختصر الوصف والتصوير خوفا من أن ننقصكم حقكم في المكارم والأثر الجميل والطموح...فالعظيم لا يوصف وإنما أفعاله تدل وتُشير علية كعلامة وراية تعلو فوق الرايات علوا وشموخا، فأنتم من الذين يدخلون إلىٰ القلوب فيُعيدون إليها ربيعها، يُعيدون ترتيب أوضاعها من جديد حينما تكون مبعثرة ،فسلامٌاً على الذين يملكون في قلوبهم فـتيلَ نورٍ متوهجٍ، ساطح الأنوار، برغـم من كل الـرياح العـاتـية إلا أنه لـم ينـطفئ بفضل قوة الإرادة والطموح لتحقيق النجاح والتميز الذي هو أحد ملامح شخصيتكم القيادية الراقية.!فمعرفة الكرام والعلماء والنبلاء أمثالكم ترفع المقام !! فأنتم من روافد ومنابع البلاغة والأدب والفصاحة.. وعمود من أعمدة العلم والثقافة.. وكنز حضاري يشار إليه بالبنان من بين كنوز الأرض جعلتنا نستمتع بقراءة تاريخكم العريق وأداؤكم المهني والمعرفي العظيم الذي لا نستطيع الإحاطة بجوانبه كاملة لكثرته وجماله وثابته.... هكذا رصدت عدستنا مقاماتكم العلمية والثقافية ومآثركم وأفعالكم، فكتبنا عنكم من باب الزهو والافتخار بكم كقدوة للأخلاق والفضيلة، والمرجعيات في السلوك الإنساني ....
صباحكم كغيث يسقي الأرض فتنبت الخير وتنثر السعاده والأمل في القلوب..
إلى إربد، غرد الشاعر بكر المزايدة بقصيدة فيها
في سفح اربدَ وجه المجد يلتثمُ
وخيلُها بعنان الموتِ تلتجمُ
تدثَّرت برداء الفخرِ من زمنٍ
وطرزتْ سهلَها العلياءُ والشممُ
عروسةٌ ما طوتْ أثواب زينتها
وفي المحيّ فم الايام يبتسم ُ
طاف الجمال رؤىً من حولها وسعى
وحول مقلتها الأحلام تزدحمُ
في وجنتيها جلال الحسن منسكب
وبين أهدابها الانوار تنقسم ُ
يغفو الحياء قريرا في مطارفها
وفي عباءتها يغضي ويحتشم ُ
يا إربد الخير يا فوحا بزنبقة
على نداها فراش الروض يختصمُ
يبيت فيها الصَّبا رهوا طلائعه
وعن شذاها فليس النحل ينفطمُ
من الطفيلة قد اسرجت قافيتي
والشوق في خافقي كالموج يلتطمُ
يطوف في مهجي من طيبها عبقٌ
وعيسُ قافلتي يحدو بها النغمُ
وأهلها الشُّمُ يجثو في أناملها
الجودُ والجاهُ والاخلاقُ والشيمُ
صانوا العهود وما زالت أكفهُمُ
من فيضها ترتوي الاعراف والقيمُ
من سالف العهد والايام قد عرفت
هذي نواشرها بالأرض تلتحمُ
عرار ما زال يشدو في خمائلها
ووجه وصفي على حوران يرتسمُ
اني رحيل وقلبي لا يطاوعني
يأبى الجفاء اليكم عاشق قِرِمُ
يا وجه اربد ما أقسى تفرقَنا
يكاد دمعي على الخدين ينسجمُ
كل الجراح اذا عالجتها شفيتْ
الّا جراح اشتياقي ليس تلتئمُ
اني بخيل بما اهدته قافيتي
جف المدادُ وتاه الحرفُ والقلمُ
لك السلام أريجا من لواعجنا
ما غرَّد الصبحُ او سحَّتْ بها الديمُ
وفي قصة نبيلة نقلها الشاعر خليل الخوالده جاء فيها
تقول ابنة الصدِّيق أم المؤمنين السيدة عائشة ــ رضي الله عنهما وأرضاهما:
مر علينا عام الرمادة في عهد الخليفة الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه جاع فيه الناس وفي بيتي تميراتٌ قليلة، فركنت إلى قيلولة وقتَ الهجير، وبينما أنا نائمة استفقتُ على صوت جلبةٍ عظيمة تعالت فيها أصواتُ الناس ونظرتُ إلى السماء فلمحتها حمراء وقد زاد الهَرَجُ والمَرَج، فقلتُ لجويريةٍ عندي اذهبي وانظري لي ما يجري واستعجليني الخبر..
وبعد برهةٍ عادت الجارية تخبرني بأن قافلة لعبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ وقوامها سبعمائة بعير عادت من الشام محملة بالسمن والبر والزيت والزبيب والخل والكساء وبضائع أخرى كثيرة، فقلت ولمَ هذه الجلبة؟ قالت يتفاوض التجار على شرائها فيدفعون في البضاعة الضعفين والثلاثة وعبد الرحمن بن عوف لا يبيع!!
فقلتُ والله لئن صدفته لأقرِّعَنَّـه على فعلته، لقد فسد أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد محمد..
وبعد ساعة زمانية طُرِقَ بابي فقالت الجارية بأن عبد الرحمن بن عوف بالباب ويريدك! فقلت لقد ساقه الله إليَّ وجاءني برجليه فوالله لأقرِّعَنَّه..
فتحاملتُ على نفسي وقرِبت الباب وعليه حجاب، وقلت نعم يابن عوف؟ فقال أتذكرين يابنة الصديق حديث رسول الله عني حين قال: ندخل الجنة ويتخلف عنا عبد الرحمن بن عوف - يُحاسَبُ على ماله - ثم يدخلها حبواً، عسى الله أن يطلق ساقيه؟ قلت نعم أذكره، قال إن هؤلاء القوم يدفعون لي في البضعة خمسة أضعاف وأنا لا أبيع،
فهممت أن أقاطعه لأعاتبه وأدعوه إلى الشفقة واللين بحال المسلمين لكنه استرسل قائلا: أتسمعينني؟ قلت نعم أسمعك، قال فقلت لهم هناك من يدفع لي أكثر لعلمي بأن الحسنة بعشرة أمثالها فأخبرتُ أبا حفص عمر ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ أن يوزعها على أهل المدينة ومَن حضر ـ في سبيل الله ـ وإني أشهدتُ الله وأشهدت عمر وأشهدتُ ابن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ وأشهدك على ذلك ، فعسى أن يطلق الله ساقيَّ، ومضى..!!
فرجعت أجرجر أذيالي وأنا أتمتم: أبأصحابِ رسول الله تظنين الظنون؟ فليتكِ ما كنتِ ولا كنتِ، إنه أحد العشرة الرائحين إلى الجنة!
قالت فلبستُ وخرجتُ لأشهد الحدث فوجدتُ علياً يصفُّ الإبل ومعه رهطٌ من الصحابة ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ وقد أفرغوها من أحمالها ووزعوها على أهل المدينة وبقيت الإبل تَصفُرُ في الهواء وعبد الرحمن يقول لعمر مالي وهذه الإبل؟ اجعلها في إبل الصدقة..!!
تقول ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها: فوالله ما بات ليلتها في المدينة جوعان..!!
ونقلت د حنان الخريسات من أعنف ما جاء في الأدب الإسباني..، قصة قصيرة
هذا نصها
"لم أسامح أخي التوأم الذي هجرني ل ستِ دقائق في بطنِ أمي، وتركني هناك، وحيداً، مذعوراً في الظلام، عائماً كرائد فضاءٍ في بطنٍ أمي، مستمعاً الى القبلات تنهمر عليه من الجانب الآخر ..
كانت تلك أطول ست دقائق في حياتي، وهي التي حددت في النهاية أن اخي سيكون البَكر والمُفضل لأمي.
منذ ذلك الحين صرتُ أسبق أخي من كل الأماكن: من الغرفة، من البيت، من المدرسة، من السينما، مع أن ذلك كان يكلفني مشاهدة نهاية الفيلم.
وفي يومٍ من الأيام إلتهيتُ فخرج أخي قبلي إلى الشارع، وبينما كان ينظر إلي بابتسامته الوديعة، دهستهُ سيارة، أتذكر أن والدتي، لدى سماعها صوتُ الضربة، رَكضت من المنزل ومرت من أمامي، ذراعاها كانتا ممدودتان نحو جثة أخي لكنها تصرخُ باسمي، حتى هذهِ اللحظة لم أصحح لها خطأها أبداً ..
"مت أنا وعاش أخي"
- قصة قصيرة للكاتب الإسباني: رافاييل نوبو.
وفي جديدها تحت عنوان "خنساء فلسطين" كتبت الشاعرة ريما البرغوثي تقول
يا أمَّ إبراهيمَ حسبُكِ أنّنا
منكِ استقينا أن نكونَ نصالا
علمتِنا أنَّ النساء بأرضِنا
صنعتْ بساحِ المعجزاتِ رجالا
يا نخلةً في الأرضِ يضربُ جذرُها
وإلى السماءِ قطوفُها تتعالى
هذا حبيبُكِ قد تناءى صاعدًا
يلقى نعيمًا دائما ودلالا
قد كان برعمُ روضِكِ ال فُتِحتْ لهُ
روضاتُ عدنٍ في السّما تتلالا
صعدتْ بهِ الرّوحُ الطّهورُ مدارجًا
يختالُ في ساح الرضى إجلالا
خضّبْتِ من مسكِ الدماءِ كفوفَنا
فجعلتِ صبرَكِ للورى تمثالا
أطلقتِ في كبدِ الفضا زغرودةً
يا لبوةً قد أرضعتْ أشبالا
ما زالَ يزأرُ في عرينِكِ ثلةٌ
ما استسلمت تسقي العدا أنكالا
إن الحرائرَ لا يلدنَ طفولةً
لكنْ سباعًا للوغى تتوالى
يا دوحةً أغصانُها ممتدةٌ
ترتادُ مجدًا بالوفا سيّالا
بالعروةِ الوثقى تمسّك قلبُها
والجأشُ يربطُ في الورى أجيالا
والكونُ ظلمٌ في ظلامٍ دامسٍ
وبدا نداؤكِ في الظلامِ ذُبالا
يا ليتَ أنّكِ أمُّ كلِّ أمومةٍ
في أمّةٍ تستعذبُ الأغلالا
فعلى يديكِ مخاضُ حرّياتِنا
يشتدُّ كي نلقى العدوَّ جبالا
"فالأمُّ مدرسةٌ إذا أعددْتها"
انتفضَ الجنينُ بجوفِها خيّالا
وإذا تنفّسَ من هواءِ بلادِهِ
يُهدي العدوَّ عواصفًا ووبالا
لأم الشهيد إبراهيم النابلسي
تقبله الله في عليين
وكتب الاكاديمي الاديب د.محمد خير الحوراني قصة بعنوان " كلاب بن أمية" تاليا نصها
كان لأمية الكناني ولد اسمه
كلاب، وكان شابا صالحا،
وحين سمع أن الجهاد أفضل الأعمال في الإسلام وذروة سنامه، ذهب إلى عمر بن الخطاب
رضي الله عنه، وقال له: أرسلني إلى الجهاد.
قال عمر: أحي والداك؟
قال: نعم، قال: فاستأذنهما، فاستأذنهما وبعد إلحاح شديد، وافقا على مضض (فقد كان وحيدهما وكان شديد البر بهما، يؤنسهما ويساعدهما في كل شؤونهما)
ذهب كلاب إلى الجهاد، ومرت الأيام على الأبوين بطيئة ثقيلة، وما لبِث أن اشتد الشوق بالوالد. فصار البكاء رفيقه في ليله ونهاره.
وذات يوم جلس أمية تحت شجرة، فرأى حمامة تُطعم فراخها فجعل ينظر، وينشد:
لمن شيخان قد نشدا كلابا .. كتاب الله لو عقلا الكتابا
تركت أباك مرعشة يداه .. وأمك لا تسيغ لها شرابا
طويلا شوقه يبكيك فردا .. على حزن ولا يرجوا الإياب
إذا هتفت حمامة التياعا .. على بيضاتها ذكرا كلابا!!.
ثم اشتد حزن أمية على ولده كلاب ،وطال بكاؤه حتى أصابه ما أصاب يعقوب عليه السلام، فابيضت عيناه من الحزن، وفقد بصره، وصار لا يفتر عن ذكر ولده، ومن شدة ما في قلبه .. أخذ يدعو على عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)!
ويقول شعراً:
أعاذل قد عذلت بغير علم .. وما تدرى أعاذل ما ألاقي
- إن الفاروق لم يردد كلابا .. على شيخين سامهما فراق
سأستعدى على الفاروق رباً .. له دفع الحجيج إلى بساق
وادعو الله مجتهداً عليه .. ببطن الأخشبين إلى زقاق.
فما كان من أحد أصحابه إلا أخذ بيده حتى أقبل به على حلقة عمر بن الخطاب وأجلسه فيها، وهو لا يدرى،
ثم قال له صاحبه: يا أبا كلاب .. قال: نعم. .. قال: أنشدنا من أشعارك.
ولشدة تعلقه بولده؛ فإن أول ما تبادر إلى ذهنه:
إن الفاروق لم يردد كلابا .. على شيخين سامهما فراق
سأستعدى على الفاروق ربا.. له دفع الحجيج إلى بساق
- وادعوا الله مجتهدا عليه .. ببطن الأخشبين إلى زقاق
فقال عمر رضي الله عنه: من هذا؟
قالوا: هذا أميه الكناني
قال عمر: فما خبره؟
قالوا: أرسلت ولده إلى الثغور.
قال: ألم يأذن؟
قالوا : أذن على مضض.
فوجه عمر رضي الله عنه من فوره أن ابعثوا إلى كلاب بن أمية الكناني على وجه السرعة.
فلما مثل كلاب بين يدي عمر (رضي الله عنه)،
قال له: اجلس يا كلاب، فلما جلس قال له عمر: ما بلغ من برك بأبيك يا كلاب؟
قال: والله يا أمير المؤمنين، ما أعلم شيئا يحبه أبي إلا فعلته قبل أن يطلبه منى، ولا أعلم شيئا يبغضه أبي إلا تركته قبل أن ينهاني عنه.
قال عمر رضي الله عنه: زدني! ..
قال: يا أمير المؤمنين والله إني لا آلوه جهدي براً وإحساناً،
قال عمر : زدني!
قال كلاب: كنت إذا أردت أن أحلب له، آتى من الليل إلى أغزر ناقة في الإبل؛ ثم أنيخها وأعقلها؛ حتى لا تتحرك طوال الليل، ثم استيقظ قبيل الفجر؛ فأستخرج من البئر ماء بارداً؛ فاغسل ضرع الناقة؛ حتى يبرد اللبن؛ ثم أحلبه، وأعطيه أبى ليشرب.
قال عمر: عجباً لك! كل هذا لأجل شربة لبن!
فقال عمر : فافعل لي كما كنت تفعل لأبيك.
قال كلاب: ولكني أود الذهاب إلى أهلي يا أمير المؤمنين،
قال عمر: عزمت عليك يا كلاب، فمضى كلاب إلى الناقة فحلب وفعل كما كان يفعل لأبيه؛ ثم أعطى الإناء لعمر بن الخطاب (رضي الله عنه)
قال عمر لمن حوله: خذوا كلاب فادخلوه في هذه الغرفة وأغلقوا عليه الباب!!
ثم أرسل عمر إلى الشيخ؛ ليحضر، فأقبل يقاد لا يعلم ما يُراد به!
فإذا شيخ واهن، قد عظم همه، واشتد بكاؤه، وطال شوقه، يجر خطاه جراً، حتى وقف على رأس أمير المؤمنين،
فسأله الفاروق: يا أمية، ماذا بقى من لذاتك في الدنيا؟!
قال: ما بقى لي من لذة يا أمير المؤمنين.
قال عمر: فما تشتهى؟
قال أمية: اشتهي الموت!!
قال عمر: أقسمت عليك يا أمية إلا أخبرتني بأعظم لذة تتمناها الآن!!
قال أمية: أما وقد أقسمت علي؛ فإني أتمنى لو أن ولدى كلابا بين يدي الآن، أضمه واشمه وأقبله قبل أن أموت.
قال عمر: فخذ هذا اللبن لتتقوى به.
قال أمية: لا حاجة لي به يا أمير المؤمنين.
قال عمر: أقسمت عليك يا أمية إلا شربت من هذا اللبن، فلما أخذ الإناء وقربه من فمه، بكى بكاءً شديداً،
وقال: والله إني لأشم رائحة يدي ولدى كلاب في هذا اللبن؛
فبكى عمر (رضي الله عنه)؛ حتى جعل ينتفض من بكائه!!
ثم قال: افتحوا الباب!! فاقبل الولد إلى أبيه!!
فضمه أبوه ضمة شديدة طويلة، وجعل يقبله تارة، ويشمه تارة.
وجعل عمر رضي الله عنه يبكي؛ ثم قال: إن كنت يا كلاب تريد الجنة، فتحت قدمي هذا.
أسأل الله أن يرزقنا وإياكم بر الوالدين في حياتهما وبعد مماتهما .. هذه هي القصص التي يجب تداولها بين المسلمين لأخذ العبرة فيما سار عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم غفر الله لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم وللمسلمين والمسلمات.
المشروع قبل الدعاء والدموع
وكتب أبوعربي إبراهيم أبوقديري، الساعر والكاتب، مقالا هذا نصه
من الملاحظ أن المناخ الفكري والاجتماعي العام ترتفع في سمائه سحب البكائية والتألم والشكوى
والتذمر تتخللها أصوات الرعد بالسخط الذي لا يخلو حتى من بعض الشتائم.
إنه الإحساس بالوجع الذاتي الفردي والوطني الذي نتفاءل أن يشكل الوعي بحقيقة أسباب المعاناة وأدواتها... دون التوقف فقط عند حالة
_ وبالمقابل فإن ثلاثية جبهة الخطر الحقيقي ( العدو الخارجي، وأعوانه في الداخل، ومنظومة الفساد) ترص صفوفها في سباق محموم وإصرار على الاستمرار في إدارة المشهد وتزوير الحقائق وحرف بوصلة الصراع الحقيقي لتسبق لحظة الانفجار الشعبي أو بل لتركبها وتجيّرها لصالحها في التوقيت المناسب.
* جماهير المتضررين من واقع الحال في كل قطر عربي وفي الوطن العربي بأكمله ينخر في صفوفهم ويفككها بل ويدخلها في دوامة معارك بينية عدة عوامل من أبرزها أصابع ثلاثية الخطر الحقيقي آنفة الذكر مستغلة عفوية الجماهير وبراءتها من اجل العزف على زرع وإذكاء النعرات والفتن وافتعال التناقضات.
*وهنا لا من التوجه إلى المعنيين بالهم العام : الأقلام والتنظيمات والقوى والنقابات والاتحادات فإن المرجو والمطلوب منها جميعاً أن ترقى إلى مستوى تحدي المرحلة وأن تسمو فوق تناقضاتها وأن تغلّب التناقض مع الخطر الرئيس على التناقضات الثانوية وأن تتنادى للتوافق على مشروع وطني واقعي قابل للتنفيذ وقادر على مواجهة الخطر الحقيقي الذي يتهدد كل بلد على
انفراد كما يتهدد الأمة كلها على حد سواء.
يا غزة الأحرار
وللشاعرة والكاتبة والاديبة عائشة الرازم، قصيدة جديدة على المنصة تقول فيها