تنشر منصة السلع الثقافية اطيافا من الادب لكل من د. صقر الصقور ونجيب كيالي و الاديب د. احمد الحليسي، وجميل التويجر، ونجلاء حسون.
وبانتظار ندوة الملتقى (١٦) برعاية الكاتب والاعلامي الوزير مجمد داوديه، بعد غد الخميس، في مركز السلع للزوار
وتحت عنوان {تأمّلات في كلام الله} كتب الاديب جميل التويجر
*- (فمن أبصر فلنفسه)
الأنعام آية ١٠٤
*-(من عمل صالحًا فلنفسه)
فصلت آية ٤٦
*-(ومن شكر فإنما يشكر لنفسه)
النمل آية ٤٠
*-(ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه)
فاطر آية ١٨
*-(ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه)
العنكبوت آية ٦
*-(فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه)
الإسراء آية ١٥
*-(ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه)
محمد آية ٣٨
*-(فمن نكث فإنما ينكث على نفسه)
الفتح آية ١٠
*-(ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه)
النساء آية ١١
*-(قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه و من عمي فعليها و ما أنا عليكم بحفيظ)
الأنعام آية ١٠٤
من الآيات السابقة تتضح المسؤولية الفردية وتحمُّل نتائجها في أوضح صورة وأقوى عبارة في تأكيدها.
*نجاتك يوم القيامة مشروع شخصي* لن تؤاخذ على تقصير الناس معك ، بل ستُعاتَب وتؤاخذ على تقصيرك بحق نفسك ، فاستعن بالله ولا تعجز.
( *حافظ على نفسك* )
و للشاعر والاكاديمي، د. صقر الصقور. ومضة عاجلة. قال فيها
عرج على بغداد ..
واندب عهد هارون الرشيد ..
بغداد فيها كل يوم .. مأتم ماض .. جديد
بغداد جرح الأمة الشرقي ما زالت تنود ..
اسفي على من يحكمون على "الفيالق والجنود .."
هنا الركوع .. ركوعهم .. وعند أوباما السجود ..
..
يا موطني ذبحوك ذبحا .. م .. الوريد الى الوريد ..
وتحت عنوان " اعجبتني" أورد د. الحليسي ما يلي
الحج بدو خميرة ... هيك قالتلي ستي :
كان فيه أختين واحدة غنية و واحدة فقيرة
راحت الأخت الغنية عالحج و باركتلها أختها الفقيرة
و أثناء الزيارة قالت الفقيرة للغنية ، إن شاء الله بس يجي موسم الحج الجاية أنا إإن شاء الله رايحة عالحج مع المحمل الشامي
ضحكت الأخت الغنية ضحكة صفراوية و قالت لأختها :
لك أختي الحج مو سهل بدّو خميرة ( تقصد المال )
أخذت الفقيرة الكلمات على المحمل الحسن ببساطتها و جابت ( قسط خشبي) و وضعت فيه الخميرة التي تستعمل للعجين و سارت مع موكب الحجاج
كان الناس يعطفون عليها و آخرين يسخرون منها
سار موكب الحجيج و في الطريق أصيبت يد باشا الحج بدوحاس و كان يتألم كثيراً
و لم تكن و قتها الأدوية التي تستعمل في زماننا معروفة لديهم
قال مرافقي باشا الحج ، و الله يا باشا أيدك بدها خميرة منشان يروح الإلتهاب ...
و تساءلوا منين بدنا نجيب خميرة و نحنا بنص الصحراء. فقال أحدهم :
يوجد إمرأة درويشة تحمل الخميرة
ذهبوا إليها و أخذوا شيئاً من الخميرة فشفي باشا الحج بإذن الله
و استدعى السيدة
و لما سألها عن قصة الخميرة روت له قصتها مع أختها الغنية
فأمر أن نفقة هذه السيدة و الهدايا التي تريد شراءها على حسابه الشخصي و أتمت حجها معززة مكرمة أحسن من حجة أختها الغنية.
وعلى هوى نياتكم ترزقون
صفّي النية و نام بالبرّية ربي جبار الخواطر
اما الاديب نجيب الكيالي فكتب قصيدة جديدة بعنوان " ابتسمي من فضلك"
يا حلوةَ القسَمَاتِ في وجهي ابسِمي
أحلى من الإصباح أن تتبسَّمي
أحلى من الشُّرفاتِ تلمع في الضُّحى
من لوحةٍ مرسومةٍ بالأنجمِ
أشهى من الشَّلال يرسل فضةً
ويجود للدنيا بعذب ترنُّمِ
كالياسمينِ لكِ ابتسامٌ ساحرٌ
كلا ابتسامُكِ ذو البهاءِ الأعظمِ
لو تبسمينَ مسحتِ لونَ سحابةٍ
سوداءَ موحشةٍ تُخيِّمُ في دمي
وأزلتِ عن روحي غباراً قاسياً
تركته حربُ طوائفٍ، وتقسُّمِ(١)
خوفٌ ونارٌ أصبحا ملءَ الحَشَا
ماعدتُ أعرفُ كيف مني أحتمي؟!
لو تبسمينَ فتحتِ لي بابَ المُنى
بضياءِ ثغرٍ شاعريّ مُلهِمِ
أنا نازحٌ حزني ورائي.. في الخُطا
في لفتتي، في نظرتي وتكلُّمي
أنا ظامئٌ قلبي تشقَّقَ لهفةً
وعلى الرصيف نُثَارةٌ من أعظُمي
هاتي من الثَّغرِ الجميلِ هديةً
أشهى الهدايا بسمةٌ ملءَ الفمِ
(١) هي الحرب الداخلية في سوريا، وقد بدأت بمظاهرات العام ٢٠١١، ثم انقلبت إلى حرب قاسية
وتحت عنوان "إن من البيان لسحرا" رأى د. الحليسي في كلمات القرآن، ما يثير دهش. اعجازية،
الغيث والمطر
القرآن معجزة الرسول الخالدة وآياته تشهد على ذلك وإليكم شاهدا من الشواهد.
يرى أهل اللغة و البلاغة أنه لا ترادف في القرآن الكريم ، وأن الكلمات التي توجد في القرآن الكريم تحتوى على ترادف يوجد في معناها الكثير من الأشياء التي تجعلها غير مترادفة .
والترادف هو أن يكون هناك كلمتان أو أكثر مختلفتين في اللفظ ، لكن معناهما واحد ، وهذا من بلاغة وفصاحة اللغة العربية .
ومن الأمثلة على الفروق البلاغيّة فيما يظَنّ أنّه ترادفٌ في القرآن : ( الغيث ،المطر )
كذلك فأن لفظ الغيث والمطر قد يظن البعض أنهما بمعنى واحد ولكن في الحقيقة فأن الله – عز وجل – لا يذكر الغيث إلا في مواطن الرحمة والنعيم ولا يذكر المطر في في مواطن الحساب ، والعقاب كما في قوله – تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ﴾ ، ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ ﴾ ، ﴿ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ ﴾ أما عن لفظ المطر ؛ قال – سبحانه -: ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ ، وقال – تعالى -: ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ﴾ ، وقوله – عز اسمه -: ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ
وللاديبة نجلاء حسون: ،، تجليات، منها هذه ابقصة
قصة رائعة جدا:
كنت كلما مررت بذاك الشارع المجاور للجامعة أثناء تحضير رسالة الماجيستير وجدت نفس الفتاة تجلس وقد وضعت أمامها بعض أكياس المناديل بينما انشغلت هي بالكتابة في أوراق بيدها ،
لم أهتم في البداية ومرة بعد مرة زادني الأمر فضولًا تُرى ماذا تكتب ؟!...
وقفت لأشتري منها مناديل وقلت ...
-ماذا تفعلين ...
أجابت دون أن تنظر ...
=أحاول انهاء الواجب المدرسي قبل عودة أمي ...
-وأين أمك !؟
=في إحدى البيوت المجاورة تمسح السلالم
-هل تذهبين الى المدرسة !؟
=نعم ... فبعد وفاة أبي أصرت أمي على أن ندرس
-ألديكِ أخوات !؟
=نعم ثلاثة من الاناث ..واثنين من الذكور ...
-أين هم !؟
=اختي الكبرى تجلس مع الصغار وتعد أعمال المنزل ريثما نعود في آخر النهار...
بينما يعمل أخي سالم في إحدى ورش السيارات ويعمل ابراهيم في مسح السيارات .
استكملت الحديث معها كثيرا وحاولت أن اعطيها المزيد من النقود لكنها لم تقبل أبدا . لكن عرفت من حديثها أنها تدرس في مدرسة الحي في الصف الثالث الابتدائي .
في اليوم التالي ذهبت الى المدرسة وسألت عنها رأيتها تجلس وحدها ليس لديها أي أصدقاء أو ربما ينفر الجميع منها كما أخبرتني المعلمة ، حتى أن ملابسها تبدو قديمة لا تملك أي مصروف شخصي كزميلاتها ،
على الرغم من كونها متميزة جدا وذكية في دراستها احزنني ذلك كثيرا فقدمت إلى المديرة بعض المال وطلبت منها أن تكرم هذه الفتاة في اليوم المقبل باعتبارها طالبة مثالية وتقدم إليها هدية تشمل بعض الدفاتر والأقلام وماينقصها في دراستها مع ثوب جديد ، وذلك لعفة نفسها وعدم تقبلها الصدقة من أحدهم ،
لم تمانع المديرة في ذلك كما أنها أمدتني أيضا بعنوانها كما طلبت منها.
عدت يومها الى منزلي وبداخلي جزء كبير من الراحة لشعوري أنها ستفرح كثيرا بذلك ، وبينما نتناول العشاء لم يكن زوجي على مايرام حاولت أن اعرف ماذا يحزنه هكذا لكن لم يتحدث توقعت كما لو أن أحدا من أهله حدثه بشأن الانجاب -الذي تأخر أربعة أعوام - ولا يريد أن يخبرني كيلا أحزن .
في اليوم التالي وقبل ذهابي الى الجامعة ذهبت الى منزل الفتاة وأخبرت والدتها أني سأقدم إليها في كل شهر مبلغ من المال لأجل دراسة ابنتها مع تأكيدي لها أن هذه جائزة من المدرسة لكونها طالبة مثالية ، فرحت الأم كثيرا بهذه المنحة وبقيت أنا على وعدي لطوال سنواتٍ كثيرة ،
عشت هذه السنوات في سعادة كثيرة كان الخير يأتي إليّ من كل باب اقصده ، أنجبت اثنين من الاناث ومثلهم من الذكور ، حصلت على الماجيستير وتبعته بالدكتوراه ،
ترقى زوجي في عمله مرات متكررة تبدلت حياتنا كثيرا كثيرا ولم يكن يعلم زوجي كيف ذلك ، بينما كنت اعلم أنه سر الصدقة التي اقوم بها الى هذه البنت وكلما ازددنا كلما قدمت اليها المزيد .
اليوم أراها تجلس بين طلابي في كلية الطب تعد أكثرهن تفوقاً وتميزًا لا تعلم أني معها منذ طفولتها ولا تعلم أنها سر كل ماوصلت إليه في حياتي .