تعتبر السياحة الجيولوجية حديثة العهد في الأردن وهي فرع رئيس لصناعة السياحة
وقال الباحث والمؤرخ الاردني، في الجيولوجيا والبيئة، د. احمد الشريده. ان تلك السياحة هي ذات المزيج العلمي البحت في قالب تعليمي وترفيهي وترويحي مميز
وأضاف في لقاء مع "راصد" انها تمتاز بربط التعليم بالاستمتاع وإثراء تجربة السائح من خلال جمالية الظاهرة الجيولوجية ودفعها للسائح للاطلاع على ملابسات نشأة هذه الظواهر وتكوينها وتطورها، ، وهي تشمل زيارة الكهوف والمغاور الطبيعية والأنفاق البركانية والممرات الجبلية الضيقة وأماكن التعرية المائية والهوائية والتشكيلات الصخرية الخلابة والمعالم الجيولوجية ذائعة الصيت مثل منطقة البحر الميت كأخفض نقطه على سطح الأرض -422 مترا تحت مستوى سطح البحر ، وحفرة الانهدام في وادي الأردن .
وقال د. الشرايده ان من أشهر معالم السياحة الجيولوجية في الأردن مغارة برقش الجيولوجية التي تقع في لواء الكورة والتي تم اكتشافها بواسطة من قبله، في عام 1995م ، وترتفع حوالي
( 830 ) مترا عن سطح البحر، هي الكهف ذي الانحلال الطبيعي الوحيد المكتشف في الأردن
بين انها تشبه مغارة جعيتا العليا في لبنان، وتعد إرثاً جيولوجياً فريداً من نوعه في المملكة ، قال انها تكونت نتيجة الحركات" التكتونية " ( Tectonics) الناشة عن الصدع (السوري- الإفريقي )
ولفت الى انها تقع على حافة الصدع من الجهة الشرقية لوادي الأردن، وهي عبارة عن مغارة انحلال كلسيه جيرية طبيعية ( Natural Solution Limestone Cave )،
يبلغ العمر الافتراضي لها. وفق د. الشريده، حوالي(4) مليون عام، في حين مساحتها المنظورة حوالي( 4 ) دونمات مربعة ، قال انها تتكون من تجويف طبيعي عبارة عن عدد من الكهوف الصغيرة والمتوسطة والدهاليز والأقبية والسراديب والممرات ,
ومن المشاهد الجيولوجية الفريدة والنادرة داخلها قال ان منها مخاريط من أعمدة الصواعد ( stalagmites ), ومخاريط النوازل( الهوا بط ) ( ( Stalactites مكونه من المارل الرخامي القرمزي اللون.
وفي اللقاء بين د. الشريدة ان المغادرة تحتوي على ترسبات كلسيه وأعمدة غير منتظمة الشكل وأشباه إيحائية على شكل تماثيل من الرخام والمرمر والفيروز إضافة إلى ترسبات تكتونية مثيره في شكلها ومميزة في مكانها،وذات بريق فني وجمالي ، ولوحات طبيعية جدارية جيولوجية متدرجة في الألوان والأطياف وذات جمال طبيعي نادر.
وقال ان المغارة تعد ثروة جيولوجية وسياحية وبيئية وصحية هامة فهي تتصف بمواصفات وتراكيب جيولوجية فريدة من نوعها ، يستفاد منها في الوقت الحالي عبر تنظيم رحلات في السياحة البيئية الجيولوجية
وفي ذات السياق قال ان المغارة توفر جاذبية مثيرة لهواة رحلات المغامرات والاستكشاف والاستمتاع بالمناظر الجيولوجية البكر من خلال قيام المواطنين بجولات استكشافية داخلها، ولأغراض تعليمية وبحثيه لغايات طلبة المدارس والجامعات والباحثين باعتبارها متحفاً جيولوجياً مفتوحاً ،
ونظراً لما تتمتع به من درجة حرارة مناسبة تتراوح بين 16-18 درجة مئوية في معظم أيام السنة قال انها مناسبة لأغراض السياحة الطبية العلاجية وأن مناخها يفيد في علاج الأمراض الصدرية وخصوصا الربو والتحسس وبعض الأمراض النفسية كالقلق والتوتر لما فيها من سكنية وهدوء وطمأنينة، إضافة إلى وقوعها في أجمل الغابات الطبيعية في الأردن ،
ففي الجوار تقع محمية برقش للسياحة البيئية، التي قال ان ذلك يتيح تكاملا بين نظام شامل للتنوع الحيوي البيولوجي ونظام للتنوع الجيولوجي الذي يندر أن يجتمعا في منطقة جغرافية واحدة.
الى ذلك لفت د الشرايده. ان السياحة الجيولوجية في الأردن غير مفعله بشكل واضح وبالتالي عدم وجودها على الخريطة المنتج السياحي باعتبارها عنصرا من عناصر السياحة البيئية ، وعدم الترويح لها عبر وسائل الإعلام المختلفة كمنتج سياحي مستقل ، وعدم وجود أدلاء متخصصين بجولات السياحة الجيولوجيةGeo – Tour Guide .
وبخصوص المغارة قال انه يلاحظ انهيار النظام الجيولوجي داخل المغارة لأسباب بشرية وطبيعية الأمر الذي يحتم على السلطات الرسمية العمل على حمايتها من خلال العمل على صيانتها وإعادة تاهليها فنيا من خلال المحافظة على المشاهد الجيولوجية وأمور السلامة العامة والعمل على فتحها أمام حركة السياحة المحلية والإقليمية نظرا لتفردها في المملكة .