قدم مدير الثقافة في الطفيلة د. سالم الفقير ورقة عمل لمؤتمر ثقافي في تونس
وكان اعداد الورقة في اطار فاعليات الملتقى الإقليمي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية في تونس.
وجاءت مشاركة د. الفقير الذي مثل الأردن. عن وزارة الثقافة في أعمال الملتقى الذي استمر ثلاثة أيام في مدينة سوسة في تونس، إلى جانب مشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي ومسؤولي ألكسو
ومجموعة من مديري ورؤساء المنظمات الدولية والإقليمية والخبراء وممثلي الدول المشاركة.
وتتاولت الورقة التي قدما الفقير في الملتقى بعنوان " الحوكمة الثقافية مابين تسيس الثقافي وتثقيف السياسي" ، اشار فيها إلى أن هناك من يرى الثقافة على أنها نهج يتشكل من باقة تصيغها النظم السياسية من أجل أدلجة الناس، وخلق أو انتزاع هوية فرعية ذات صبغة سياسية ثقافية. طارحا سؤالا قبلها عن رسالة الثقافة والمؤسسات الثقافية وكيف ترى الآيديولوجيات العربية المختلفة الثقافة؟، مستخلصا من تجارب وعينات لدول عربية للحوكمة الثقافية بين تسيس الثقافي وتثقيف السياسي.
واستعرضت الورقة مثالا على العادة الثقافية في أمريكيا حيث هناك مبادئ ومنطلقات، تشكل أساسا للدولة ولنظرة الإنسان داخل هذا المجتمع ونظرة للحكم، ونظرة للمرتكزات الأساسية التي تشكل الهوية للمجتمع. والانطلاق هنا يكون بالإيمان بأن الإنسان حر، وبالتالي هناك حرية واضحة في: التعبير، والاختيار، والمعتقد، والعلاقة...إلخ .
واشارت الورقة إلى أن البلاد العربية بشكل عام فيها النظرة التي تسعى لها الدول هي خدمة الحُكم، ليصبح مقياس التقدم المسافة بينك وبين خدمة الحكم على أقل تقدير، وتنتقل هذه العدوى إلى الأدبيات بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وجاء في الورقة استعراض للمشارب البعيدة للثقافة من مثل؛ التراث، والدين، واللغة، والمدخلات، والأعراف، والتقاليد، والمنتج الفكري...إلخ.
ولفتت الورقة الى أن في العالم العربي هناك ثلاث اتجاهات:
الأول: يرى أن الأمة وهويتها وذاتها مرتبطة بالدين.والثاني: يرى أن الأمة مرتبطة بقوميتها.
فيما الثالث: يرى البعد الإنساني والعلماني، ضمن توليفة مختلفة.
وذكر د. الفقير في ورقته أن الأجندة الثقافية في العالم العربي وحوكمتها منها من آمن أن المؤسسات الثقافية لها دور في إنتاج الثقافة، ومنها من يرى أن الدور منوط بتنظيم الفعل الثقافي، سواء أكان بإطلاقه أم بضبطه، إطلاقه من خلال فتح المجال لحالة الإبداع إذا جاز التعبير، وهذه الحالة تضربها القيود العربية بصورة مباشرة في بعض الأحايين، فلا نستطيع القول: إن حالة الإبداع في وطننا العربي تأتي دون قيود!!!
وعرج الفقير في ورقته على العالم العربي ليرى أن هناك أزمة مزمنة في العلاقة ما بين المثقف والسلطة، ولم تستطع أي من السلطات العربية أن تحتوي أي مثقف عربي، باستثناء بعض الأشخاص الذين يدخلون تحت أجنحة الأنظمة العربية، حيث سقطت عنهم صفة الثقافة، بحيث فقدوا سمة الإبداع!! وربما الذين يُعنَون بالنقد الأدبي يدركون معنى: (تحولات الرؤى).
وفي حديثه عن التجربة الأردنية في الحوكمة الثقافية تطرق الفقير إلى ذكر مجموعة من المشاريع الأردنية التي تبنتها وتشرف عليها وزارة الثقافة الأردنية من مثل؛ مشروع المدن الثقافية، ومشروع مكتبة الأسرة الأردنية، وإدراج ملف كل من السامر البدوي والخط العربي ضمن لائحة التراث العالمي.
كما تحدث الفقير عن تجربة المملكة في اللامركزية ونجاحها إلى حد كبير، ومدى استفادة قطاع الثقافة من ذلك. وهي تجربة خدمت القطاع الثقافي بصورة مباشرة.
وبحث الملتقى على مدى ثلاثة أيام سبل تعزيز ثقافة الحوكمة في إدارة المؤسّسات الثقافية في الدّول العربية والتعريف بأدوات الحوكمة وآلياتها والأطر القانونية لتفعيل مبادئها في الشأن الثقافي ودورها في تعزيز إسهام المؤسّسات الثقافية في تحقيق أهداف التنمية.
وتضمن الملتقى مجموعة من الجلسات العلمية لدراسة واقع الحوكمة الثقافية في الدّول العربية من خلال طرح لجملة من التجارب الناجحة الخاصة بهذا المجال والتي تم تنفيذها على أرض الواقع، ولتقديم دورها المهم في تحقيق أهداف التنمية وإدارة المشاريع الثقافية وحماية التّراث وتثمينه .