نشرت الاديبة السورية هبه قندقجي تلخيصا للرواية الرابعة على منبر السلع الثقافي
وتقدم القندقجي الروايات العالمية. إيمانا بأهمية اطلاع اعضاء الملتقى من الوطن العربي على ما يكتبه كبار الادباء في العالم
وجاءت الرواية الرابعة، تحت عنوان "البجعات البرية" في تلخيص لاديبتنا العربية، على النحو التالي
عندما تقرأ بجعات برية تتولد داخلك انطباعات عدة :
الذهول ،الخوف ، الرعب ، الشفقة ، الألم
يونغ تشانغ إمرأة صينية تسرد لنا سيرتها الذاتية وتصف لنا حياة ثلاثة أجيال مبتدأة بحياة جدتها في أوائل القرن العشرين والتي بيعت بنظام الجواري لجنرال أنجبت منه طفلة و ما لبث أن توفي لتجد نفسها زوجة لطبيب كبير في السن
أطلعتنا الكاتبة من خلال روايتها على العادات القديمة التي كان يخضع لها الصينيون في العهد القديم وكم كانت المرأة تعاني من جراء تلك العادات الظالمة حتى أن أم جدتها والتي كانت تعتنق الديانة البوذية كانت تصلي لكي لا تعود في حياة لاحقة على شكل إمرأة كانت تتوسل أن تعود قطة أو كلبا" أو أي حيوان آخر باستثناء أن تعود إمرأة .
كماسردت لنا الكاتبة كيف ترعرت والدتها في ظل الحرب العالمية وكيفية تحرير بلادها من اليابانين وبشاعة الحرب ووحشيتها وكيف تجعل من الإنسان آلة للتخريب والإجرام .
وبعد خروج اليابانين ما لبثت الصين أن وقعت تحت براثن الحرب الأهلية بين الكومنتانغ الذين يرسخون النظام الإقطاعي والمتمسكون بالعهد القديم وبين الشيوعيين انضمت أمها إلى الشيوعيين وتزوجت والدها الذي كان عضوا" في الحزب الشيوعي وقضيا حياتهما في خدمة المبادئ الجديدة .
وتبوأ والدها منصبا" محترما" وعملت والدتها بجهد تحت قوانين صارمة فلم تجتمع العائلة تحت سقف واحد إلا فترة وجيزة وقضى والدها حياته مسافرا" لأعماله وأمها غارقة في أعمالها ووضع الأطفال بين دور الحضانة وبين رعاية جدتهم .
كرس الوالدان حياتهما لخدمة الشيوعية ولكن القوانين الصارمة في ظل الثورة الثقافية دمرت حياة الكثير من الصينين ومن بينهم والدا يونغ فكل شخص يستلم مركزا" كان عرضة للمحاسبة من الأشخاص الأدنى منه ويتحرك هنا الثأر الشخصي والحسد والمحسوبيات فأي شخص يكن عدائا" للمسؤول يستطيع تأليب الحرس الأحمر عليه
فدفع والدا يونغ ثمنا" غاليا" فجن والدها تحت الضغط النفسي الهائل الذي خضع له ونفي إلى منطقة جافة قاحلة ثم قضى حياة رتيبة إلى أن توفي نتيجة أذمة قلبية حادة بعد أن أتى تقييمه تقيما" رديئا" بعد كل جهوده واحترامه لمبادئه
كما نفيت أمها إلى معسكر تنعدم فيه أدنى أشكال الحياة ونفيت هي وإخوتها إلى سفوح الهيمالايا
وبعد رحلة من العذاب أخذت وقتا" طويلا" إلتم شمل العائلة واستطاعت يونغ أن تدخل الجامعة التي كانت متوقفة لمدة ستة سنوات في البلاد. ودخلت قسم اللغة الانكليزية وما لبثت وبفضل جهود والدتها ان تاخذ منحة لبريطانيا
-
رواية تكلمت فيها يونغ عن الجانب الإنساني أكثر من البعد التاريخي وصورت لنا مراحل الاستعباد في ظل العهد القديم من ثم الحرب مع اليابانين وبعدها الحرب الأهلية ثم اتجهت لترينا حياة المسؤولين الشيوعين التي لا تطاق تحت ظل قوانين صارمة أدت لاستغلال الناس بعضهم بعضا" وكان نتيجة لها المجاعة والفوضى التي كانت الصين ترزخ تحت عبئها .
قدمت لنا يونغ سيرة ذاتية لم تقف فيها مع أي طرف من الأطراف بل روت الأحداث بتجرد .وكان للترجمة دور كبير في تقديم الرواية بطريقة جيدة جدا" .
سيرة ثلاثة أجيال تروي لنا أن الشيء العظيم لا يمكن أن يكون سوى نتيجة تضحية وألم كبيرين .فلم تنهض الصين إلا بعد عناء دام زمنا" طويلا" إلى أن أصبحت في صفوف الدول المتقدمة .