شاركت الشاعرة ريما البرغوثي في مؤتمر لاتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين بعمان
وفي الاحتفال الذي رعته وزيرة الثقافة د. هيفاء النجار ضمن الاحتفالات الوطنية بذكرى يوم الكرامة في قاعة المؤتمرات في المركز الثقافي الملكي كان من بين فقراته معرضا لصور من المعركة المجيدة وتكريما لبعض الشهداء فيها،
كما تضمنت الفعاليات مؤتمرا تم عقده على جلستين تحدث فيه المشاركون عن أجواء المعركة وتفاصيل الهجوم والدفاع وأثر المعركة على الصعيد المحلي والعربي والعالمي والتي أثبتت هزيمة الجيش الذي لا يقهر
وتحدث في المؤتمر الدكتور نضال العياصرة مدير عام المكتبة الوطنية عن دور المكتبة في حفظ وأرشفة كل ما يخص المعركة من صور وأخبار ومنشورات
وكان للشاعرة ريما البرغوثي ورقة مشاركة في هذا المؤتمر بعنوان
(الكرامة في وجدان الشعراء) قدمت لها بقولها :
هناك وفي أحضان أرض مباركة تقترب من حدود الأردن الصامد مع أرض فلسطين الأبية المحتلة حيث القلب الواحد انقسم شطرين متباكيين متساندين غرب النهر وشرقيه يستمدان من النهر قوتهما وصمودهما كما يستمدان دموع الفراق
كما قالت "هناك تضطجع قرية مرتاحة هانئة هادئة لم ينغص هدوءها سوى رائحة العدو الخانقة التي باتت تهب عليها من الغرب بدلا من أنسام الربيع ورائحة الورد وصوت العصافير والطيور المغردة المتغنية بالجمال"
واشارت في كلمتها الى ان القرية هي قرية الكرامة الأردنية الخالدة الشمعة التي أوقدها حملة الأمانة وأصحاب الرسالة فلم ينفد فتيلها ولم تذب بل ظلت وستظل مشتعلة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فقد حفر اسمها في القلوب وبقي صوتها راسخا في الأسماع
ومن قلب ذاك السكون في لحظات الفجر صحا ذلك الجندي على صوت نداء الله للصلاة فانتفض مستجيبا لبى النداء وصلى لله وانثنى إلى أمه يقبل يدها ويقول لها كل عام وأنت بخير في يومك الجميل
إنه اليوم الحادي والعشرون من آذار لعام 1968
وطلب منها أن تدعو له فهو في طريقه لتلبية نداء الواجب والجهاد في سبيل الله
وطبع قبلة على جبين والده ومضى إلى أرض الكرامة هناك حيث اهتزت القلوب والبنادق وقعقعت المدافع وتسربلت الدبابات بحديدها وهي تزحف نحو قلب المعركة والجنود يحملون أرواحهم على أكفهم فإما النصر أو الشهادة
قال تعالى : " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " الأحزاب 23
وقالت "لست هنا لأسرد تاريخ المعركة" ولكن لأربط بين التاريخ الحقيقي والتاريخ الأدبي فالأدب يواكب التاريخ والشعر ديوان العرب ولا شك أن نصرا مؤزرا بهذا الحجم سيكون مغناة الأدباء والشعراء على مستوى الأردن والوطن العربي كيف لا وقد حطم هذا النصر أسطورة الجيش الذي لا يقهر
كمان شملت الورقة المختصرة إضاءات موجزة حول مجموعة من الشعراء تغنوا بالكرامة في شعرهم وأبدعوا في تصوير جوانب منها في وصف الجيش المنتصر والجيش المهزوم وفرحة النصر والتغني بالشهداء الذين ارتقوا إلى ربهم فرحين مستبشرين بما ينتظرهم
" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون" 169-170 آل عمران
وأضافت أبياتًا لها تصف فيها الكرامة التي تفتديها الأرواح والنفوس لتبقى شامخة أبية قالت فيها :
هذي يدُ المجدِ
مُدّت فوقَ أيديها
وذي الكراماتُ
طافت في حواشيها
وصافحتها
كؤوسُ النصرِ فانتفضت
وريحُها المسكُ
في شتّى نواحيها
إن الكرامةَ تاريخٌ نسطرُهُ
والحبرُ نزفٌ تجلى
في روابيها
يراعُنا من عظامِ الفجرِ نصنعُهُ
كأنّه السهمُ يزهو في معاليها
قرطاسُنا من خيوطِ الفخرِ ننسجُهُ
هذي الكرامةُ بالأرواحِ نفديها
كتابُنا شرفٌ نزهو به ألقًا
ما فيه من صفحةٍ بالجبنِ نطويها
عارٍ عن الذلَّ والتاريخُ يذكرُهُ
سفرًا يزيدُ حمانا في الورى تيها
أردنٍُ يا كحلةً في العينِ نرسمُها
فيكَ القصائدُ قد طابت قوافيها
وختمت ورقتها بقولها :
وفي المؤتمر القى العديد من الشعراء قصائد تحدثت في ذات السياق عن العزة في الكرامة وما فعلته من رفع لمعنويات العرب