قد هـــــــــانَ من قبلُ عنــــدَ القومِ أقصانــــا
يا نــــــــارُ كوني على صنعائِنـــــــــــا بَرَدا
كونـــــي على عدنِ الأحـــــــرارِ رَيحْانـــــا
وفي قصيدة " أختاه" ...
بقلم د. فواز زعرور، قال في مقدمتها،
لكل منا في هذه الحياة رأيه ووجهة نظره حيال أمور شتى، والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، لقد أحدثت هذه القصيدة انقساماً مزلزلاً في أوساط المجتمع الدمشقي، كاد يصل إلى حد المواجهة، بين مُحافظٍ مُؤيدٍ، ومتحرِّرٍ معارضٍ، في أثناء الأمسية الشعرية التي أحييتها في المركز الثقافي العربي بدمشق عام ٢٠٠٧ بحضور نخبة مميزة من الشعراء العرب ..
تقول القصيدة التي تخاطب كل من تجهد للهروب من البيت بحجة العمل والوظيفة، من غير حاجة لذلك، على حساب بيتها وزوجها وأولادها:
أوّاهُ يا أختاهُ ما أشقاك
دربُ العناء تدوسهُ قدماكِ
بيديكِ أنتِ صنعتِ قيدَكِ بعدما
حُرّرتِ ثم وضعتهِ برضاكِ
الشَّوكُ أنتِ غرستهِ وسقيتهِ
وجنيتهِ .. فلتهنأي بجناكِ
والمُرُّ أنتِ صنعتهِ في دورقٍ
متلألئٍ خُدِعَتْ به عيناكِ
جرَّبتِ يا أختاهُ ما أغرتْ به
دولُ الحضارةِ شعبَنا المُتشاكي
وسلكتِ درباً للتقدمِ ضيّقاً
خوفَ الضّياعِ وكثرة السُلاّكِ
البيتُ .. الأطفالُ .. أين تُراهُمُ
يغدون بعدك .. تائهٌ أو باكي
هذا المغرّدُ إن تأوّهَ أو شكى
من ذا يداعبُ شَعرَهُ إلاّك
أو جَنَّ ليلٌ من يَهزُّ سريرَه
ما لم تهز سريرَه كفّاكِ
بالأمسِ كنتِ كمثله عصفورةً
جزلى يرفرفُ حولها أبواك
عتبي عليكِ ولستُ أولَ عاتبٍ
ما لم تدغدغ ثغره شفتاك
ذئبُ الحضارةِ حاذري ألوانَه
تبدو عليه طبيعةُ النُسّاكِ
فإذا تمكن من ضعافِ شكيمةٍ
ويلُ الضَّحيّةِ من غدٍ فتّاكِ
إن كان ذا رمزُ التقدمِ فاصرفي
يا أختُ ما أُهدِيتهِ لسواكِ
ودعي رداءَ المغرِياتِ لأهله
ولكل مفتونٍ به مُتباكي
وتمثَّلي روحَ الفضيلة واحفظي
يا أختُ حُرمةَ منزلٍ ربّاكِ
فالبيتُ يا أختاهُ قلبٌ دافئ
بالحُبِّ يخفقُ والعبيرِ الزاكي
هذا الذي أهداهُ دينُ محمدٍ
لذوي النهى والعقلِ والإدراكِ
وفي قصيدة جديدة عنوانها "سَتائرُ الذّكْرَى" قالت الشاعرة ريما البرغوثي،،