قال الكاتب والروائيّ رمضان الرواشدة أنّ الثقافة تقع في آخر سلّم اهتمامات الحكومات الأردنية المتعاقبة.
قال ان ذلك يأتي من خلال ضعف موازنات وزارة الثقافة، وعدم قناعة ومعرفة الحكومات لطبيعة وأهمية دور المثقّفين في ترسيخ الوعي والتعبير عن هوية الدولة.
إضافة إلى انعدام الدعم الحكوميّ للدراما الأردنيّة المأخوذة من روايات وقصص أردنيّة تعبّر عن هويّة الدولة والشعب.
وفي محاضرة له في مركز الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الثقافيّ، في مدينة معان، مساء أمس الثلاثاء، قال إنّ الثقافة الأردنيّة ظهرت قبل نشوء إمارة شرق الأردنّ عام 1921 حيث كان هناك الكثير من الأعمال الأدبيّة التي كتبها مبدعون أردنيّون متميّزون منذ الشاعر نمر بن عدوان في القرن الثامن عشر، وقد توالت الإبداعات الثقافيّة وامتدّت وتطوّرت، بعد تأسيس الإمارة، حيث ظهرت منذ عشرينيّات القرن الماضي أعمال أدبيّة ما زالت خالدة إلى اليوم.
واشار الرواشدة في المحاضرة التي جاءت ضمن جائزة المرحوم محمّد عيّاش ملحم (دورة الرواية)، وبرعاية جمعيّة تواصل الثقافيّة، إنّ بدايات الرواية الأردنيّة كانت ذات طبيعة أردنيّة ولكن جاء جيل ابتعد عن المكان الأردنيّ وأصبح يكتب تجاربه في العواصم العربيّة مثل بغداد ودمشق وبيروت والقاهرة.
ولفت الرواشدة إلى عودة الكتّاب، فيما بعد، إلى التعبير عن خصوصيّة المكان المحلي وطبيعة التصاقه بالهويّة الأردنيّة حيث ظهرت أعمال لكثير من الكتّاب تناولت المكان والسيرورة الاجتماعيّة والتطوّر التاريخيّ للمجتمع الأردنيّ بكلّ أطيافه.
وفي المحاضرة، التي أدارها الكاتب والروائيّ مفلح العدوان، رئيس مجلس إدارة جائزة محمّد عيّاش ملحم، استعرض الرواشدة تطوّر الكتابة الروائيّة منذ القرن الثامن عشر في أوروبا وأمريكا وغيرها من دول العالم، وبدايات ظهور الرواية كأدب عربيّ جديد مع بدايات القرن العشرين. كما قدّم الرواشدة شرحاً عن أنماط وأشكال وتصنيفات الرواية من حيث الشكل وطبيعة القصّ الحكائيّ والسرد الروائيّ.
وتحدثت الدكتورة ريما ملحم، رئيسة جمعية تواصل الثقافية، في نهاية الندوة، عن الجائزة الّتي أطلقتها برغبة ووصيّة من والدها الحقوقيّ والناشط المعروف المرحوم محمّد عيّاش ملحم.
واستمع للمحاضرة عدد من الكتّاب والمثقّفين من مدينة معان ارجاء المحافظة.