آخر الأخبار

زعرور على منصة السلع الثقافية

راصد الإخباري :  


لبنان - راصد 
من عبدالله الحميدي

كتب الشاعر فوا ز زعرور. شاعر زحلة في لبنان. بعضا من ابيات قصيدته "دثروني" على منصة السلع الثقافية

وتاليا النص
دثروني ببردةٍ من حنينٍ
هجرَ الدِّفءُ دارتي والصفاءُ
واحملوني على جناح خيالٍ
تبهجِ الكونَ طلعتي الغرّاءُ
كلما ألهبَ النشيجُ خيالي
ضجَّتِ الأرضُ بالأسى والسَّماءُ
لسنينٍ تناثرت من حياتي
طبعَ الشوقُ لونَها والشقاءُ
صَدِئَ الحُلمُ واستحالَ يباباً
زهوةُ العمر والصفا والنقاءُ
مُقلةُ الوردِ طلعُها من جفوني
وندى الزهر والسَّنا والسَّناءُ
جُمعَ القهرُ كله في عيوني
واستبدت بمركبي الأنواءُ
ثمِلَ البينُ من سُلافةِ روحي
وطوت سِفرَ حُزنها الأرزاءُ
سئم الليلُ من رجيع أنينٍ
أَنِفَ الداءُ مُرَّهُ والدواءُ
دثروني بذكرياتِ عهودٍ
وهوى ليسَ مثلهُ الأهواءُ
وترانيمَ من صُداحٍ هزارٍ
صاغها اليأسُ تارةً والرجاءُ
وانثروني مع النسائم عطراً
رَوحُهُ الوجدُ والضنى والعناءُ
كفكفِي الدمع يا بلابلَ روضٍ
هجر السعدُ أيكَه والوفاءُ
لم يعد فيَّ من ملامح عمري
غيرَ وَهنٍ تُعوُدُهُ الأنداءُ
نقض الدهرُ عهدَه وتخلت
عن رياحين روضِها الأفياءُ
مسحت بسمةَ النهار وأطفت
نجمة الصبح كفهُ الرعناءُ
وَشَفى البينُ غِلَّهُ مِن أَقاحٍ
وتخلت عن طلعها الأسداءُ
قطَّبَ العُمرُ حاجبيه ولمّا
ينقضي بعدُ ضِحكُنا والغِناءُ
أُرهِفُ السَّمعَ ما أزالُ أراها
توقظِ الصمتَ تِلكمُ الأرجاءُ
قلبَ الدهرُ ظهرَ كلِّ مِجَنٍّ
ومحا الفجرَ ريحُهُ الهوجاءُ
وتناءت مباهجُ العُمرِ عنا
وتلاشت وضاعتِ الأسماءُ
هل تُراها مشيئةُ الحقِّ فينا
أم تُراها مكيدةٌ ودهاءُ
ضلَّ قلبي على تخوم سرابٍ
خلَّفتها بطبعها الأشياءُ
علَّ غيثاً يسوقه اللهُ يوماً
سكبُهُ الوُدُّ والندى والوفاءُ
لضنى القلب بلسمٌ وبِلالٌ
وصدى الرُّوحِ مَنهلٌ ورُواءُ
لأرى الكون واحةً من أمانٍ
ترسمِ الفجرَ روحُها السَّمحاءُ
وأرى العمرَ ياسمينةَ حُبٍّ
وفراشاتٍ تزفُّها ورقاءُ
وأرى الأرضَ جنة وأراني
أتحداك باسمها يا فناءُ