تحت عنوان "أمانة المسؤولية" كتب الاديب جميل التويجر خلال حراكات منصة السلع التي لا تتوقف، نصا ونقل آخر
وقال في النص الذي كتبه بقلمه إن الأمانة بمفهومها الشامل - التي كلفنا الله بها - أمانة في الحقوق و الواجبات بين العبد و ربه فالصلاة و الصيام و الزكاة والحج و واجبات الدين كلها أمانة، الوفاء بها واجب علينا و كذلك الحال بالنسبة لأمانة المعاملات بين الشخص و الآخرين.
حيث فرض الله سبحانه وتعالى الأمانة على السماوات فأبت و على الأرض فأبت و على الجبال فأبت خوفًا من عظم المسؤولية وأهميتها،فعرضها على الإنسان فقبلها قال تعالى :{ إنَّ عرضنا الأمانةَ على السماواتِ و الأرضِ و الجبالِ فأبينا أن يحملنها و أشفقنا منها و حملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولا }.سورة الأحزاب آية( ٧٢)
نعم لقد حملها الإنسان رغم ضعفه و ظلمه و جهله فالأمانة بمفهومها الشامل مسؤولية عظيمة و عبءٌ ثقيلٌ على عاتقنا فعلينا الإلتزام بكل مسؤولياتها فمن واجبنا أن نؤدي حقوق الله في كل العبادات المفروضة علينا ، و كذالك الحال بالنسبة للجانب الآخر أمانة المعاملات التي تكون بين العبد و الناس أي أن تعامل الناس كما تحب أن يعاملوك فالعمل الوظيفي أمانة ، و هي من أهم الأخلاق التي يجب أن نتحلى بها قال تعالى :{يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله و الرسول و تخونوا أماناتكم و أنتم تعلمون } الأنفال آية( ٢٧)
و قال عليه الصلاة والسلام مؤكدًا على أهمية الأمانة 《أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك و لا تخن من خانك》.
فالعمل المكلف به سواء في القطاع العام أو الخاص هو أمانة أنت مسؤولٌ عن أدائها أمام الله و ستحاسب عليه يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم و قد و رد في الأثر قول الأوزاعي 《فأنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يأتينَ من قبلك》.
لذا فعلى كل من تسلم عملًا بغض النظر عن طبيعته بات من الواجب تنفيذ كل الأعمال المطلوبة منه . إن الإلتزام بمتطلبات العمل في وقتنا الحاضر أصبح من المشاكل الكبيرة التي تواجهها معظم المؤسسات ،فالتغيب عن العمل أو التأخر عن الدوام أو التحايل بالإجازات المرضية الكاذبة أصبحت ظواهر مألوفة -للأسف الشديد- فهذا كله سبب من أهم الأسباب التي أدت إلى تراجع الأداء في المؤسسات جميعها و على رأسها التربية و التعليم وهنا الطامة الكبرى.
إن إخلاصنا في أداء الأعمال الموكلة إلينا يشعرنا بالرضا و السعادة والطمأنينة في أنفسنا و يعزز احترامنا من قبل الآخرين و يؤدي إلى تعميق الثقة في نفوسنا و يبعد عنا التوتر و القلق و فوق هذا كله يعمل على زيادة الإنتاج و تحقيق المخرجات الإيجابية قال تعالى(صُنع الله الذي أتقن كل شيءإنه خبير بما تفعلون)آية 88 النمل و قال صلى الله عليه وسلم 《إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه》.
و قال الشاعر الصورامي خالد سعد :
قلت و القولُ حديثٌ
ذو شجونٍ و معاني
يا بني قومي هبوا
و اتركوا هذا التواني
و اعملو في كل جدٍ
عفة الأيدي التفاني
ما رأينا عاجزًا حازَ
على سهم الرهان.
ختامًا صدق من قال:*بركة العمر في حسن العمل *و حياة بلا عمل عبءٌ لا يحتمل.
ونقل الاديب التويجر هذه الروائية بعد مجازر حلب الدموية"