الطفيلة - كتب عبدالله الحميدي
ادت "الكورونا" الى استبدال عادات وممارسات، تحت إيقاع أوامر الدفاع. وايام الحظر.
وتبعا لذلك، جاءت منصة السلع الثقافية، لاستدامة عمل ثقافي، قدر له ان يغيب، كما الانشطة الوجاهية الاخرى.
كانت الولادة في الطفيلة. واتسعت لتشمل اركان
بلادي. والوطن العربي، في منصة ليس من السهولة بمكان ولوجها، مع ان مغادرتها أسهل.
كل الاعضاء فريق يقدمون للثقافة كل جديد. الى جانب ندوة شهرية منذ الانطلاقة في آذار من العام الماضي.
وفي تشريف قامات اردنية لافتتاح الندوات. سجلوا بيننا نماذج من التعبير الرائع. اذ قالت سمو الأميرة سمية الحسن. ان المنصة نقطة ضوء اردنية. في سماء وطن غال
وقال وزير الثقافة د. باسم الطويسي، ان منصة السلع قدمت تجربة رائدة في توظيف ادوات الاعلام الرقمي خدمة للثقافة. وثمن للمنصة هذه الجهود التطوعية التي قال انها استطاعت تقديم اضافة نوعية للمشهد الثقافي الاردني، بما تحمله من ندوات فكرية وادبية ذات مساس بحياة الامة
واعتبرها رؤساء الحكومات فيصل الفايز وطاهر المصري من اروع المبادرات التي صنعت حراكا خلال اصعب الازمات العالمية
والمنصة التي تصدت الموضوعات ثقافية في الندوات وفي الاوقات الاخرى. عالجت تلك القضايا برؤية مابصرة وحكمة. وفق منهجية، ستوثق في مجموعة كتب، تخلد حراك المنصة بما فيها من حوارات ماتعة. وقصائد جديدة، ونصوص ادبية رفيعة،
الاعلامي الاردني الناشط، د. عبدالمهدي القطامين. كتب نصا نبيلا عن المنصة. وتاليا ما قال :
منصة السلع
الفعل الثقافي
في زمن كورونا
للسلع حكاية تمتد الى نبوخذ نصر فعلى واجهة قلعتها الشرقية يبدو وجه الملك نبوخذ منحوتا على صخورها الصلدة ملامحه البعيدة تنبيك ان التاريخ مر من هناك... تمهل هنيهة ثم رحل والقرية الوادعة التي استوطنها الناس في بداية تشكل الدولة الاردنية قرب الماء المتدفق من جوف القرية كان ماء مقدسا في حياتهم فمنه كانت اشجار الزيتون الممتدة على سفح الجبل تسقى وترتوي لتجود زيتا مباركا طيبا ارتبط بنظامهم الغذائي ردحا طويلا من الزمن ثم انه لعب دورا بطوليا قوميا اذ كان يحمله الناس معهم في رحلات التغريب الى فلسطين ليضيء قناديل الخليل بينما كان السكان المسكونين بوجعهم القومي يحاولون ان يقولوا كلمتهم في وجه تهويد البلاد التي كانت لم تزل مقدسة في وجدانهم واحفادهم من بعدهم.
في عام ودعناه ليلة امس كانت جائحة كورونا لم تزل تلقي باتعابها على الوطن والناس تنسج حكاية عن الوجع الممتد والموت الذي بات يخطف الارواح بغتة وبلا انذار ...انبرت ثلة مثقفة من ابناء الوطن عبر منصة السلع الثقافية لتقول كلمتها وترسم ايقاعا ثقافيا جميلا
كل يقول كلمته لكسر عزلة اجبارية فرضتها الجائحة التي غيبت انماطا سلوكية كان فيها الناس يتحاورون في جلسات ود غير منقطع اما وقد انقطع حبل المكان الجاموعي الذي كان فقد تولى الاثير الكوني تقريب ما اوهته كورونا .
هل كان الصحفي الشيخ المشتعل بهم الكلمة غازي العمريين يدرك اي حجر القاه في سكون الثقافة التي ارادتها كورونا بمقتل ففشلت اذ رأت الهمم الصافية الندية تتسابق لتقول كلمتها تحاور الحرف وتستنبط المغزى وتبحر في يم الكلام العربي الذي اعجم ان لم تدركه الفئة الصادقة .
اكثر من عشر ندوات ثقافية في الزمن الكوروني واكثر من مئتي ورقة عمل ثقافية متخصصة نالت البحث والنقد والتمحيص من اعضاء المنصة وقدم لها قامات وطنية اردنية يشار اليها بالبنان وكان سادن ثقافة الوطن د.باسم الطويسي الفتى الجنوبي الذي عرفته منذ زمن بعيد متحفزا متوثبا يشاركنا الصغيرة والكبيرة يوجه ويحاور ويراقب حراكا ثقافيا بعيدا عن اضواء العاصمة التي انسحبت لتتوارى خلف هم وطني اقتصادي لفح وجهها كما لفح وجوه الناس الذين ظلوا قابضين على تراب الوطن مقسمين ان لن يمر الغزاة .
ايها الاصدقاء جميعا ها نحن ندلف باحة عامنا الجديد وما زالت كورونا ترمقنا بنظرات منها متحدية ...فالهمة الهمة ...لن نقول لها لقد استسلمنا ولكن سنقول نحن ما زلنا نقاتل من اجل الحياة والحرف والكلمة ....
شكرا دكتور باسم اذ نقلت الثقافة من خندق المتفرجين الى خندق المقاتلين والمقاومين الذين عرفوا ان الكلمة بدء الحياة ومنتهاها ....
شكرا الاستاذ غازي وانت تواصل ليل السلع وزوبر بنهارهما لتنشر هما كتبناه ذات وجع....
شكرا لكم يا اهل المنصة فقد اثبتم ان الحياة تستحق ان نهدهد جفنها لا لتنام ولكن لتنهض من جديد.