آخر الأخبار

عيون غيدا، شعر يصدح بالحانه المزايده على منصة السلع

راصد الإخباري :  

الطفيلة - كتب عبدالله الحميدي
 للشاعر  بكر المزايدة، قصيدة جاءت ضمن اوراق الندوة الثامنة، ذات ابيات-  شفيفة، وألحان لطيفة، بعنوان "لولا عيونُكِ يا غيداءُ"

كانت الندوة التي رعاها د. خالد الكركي،  شهدت عشر اوراق عمل. عن المرأة العربية، أوضاعها بالتركيز على حياتها في الاطراف. 

وتاليا القصيدة، 
الغيدُ  كالروحِ  منها   يُوْلَد ُ الشغَفُ
من  حِلمهنّ  جلالُ  الصبرِ   يرتَجِفُ

تزهو  القصائِدُ  تيها ً في  مَطالعِها
والشعرُ  فيهِنَّ فيهِ الطعمُ  يختلفُ

إن   النســاءَ    بسـاتيـنٌ     معطّرةٌ
يشدو بها  الزهرُ   والانسامُ   تأتلفُ

ري  الرّياضِ  بها  الأنداءُ  مغرمةٌ
لهنَّ يسعى الشذى  صَبّاً  ويزْدَلفُ

إن النســاءَ  لنا   بحـرٌ   واشرعةٌ
هُنَّ الرواسي  إذا  الآمالُ  تنجرفُ

هُنَّ الجنان ُ   إذا   الأيامُ    تلفحُنا
هُنّ  الأمان ُ  إذا ما اقتاتنا  الوَجفُ

جيشُ الحنانِ  على  أبوابهنَّ  جثا
والكبرياءُ   حياءً    دونها    يَقِفُ

يسرجنَ ظهر الليالي  إن تضيقَ بنا
والسُّهدُ بين سَواجيْ العينِ يلتَحِفُ

يَنْسُجْنَ خلفَ جدارِ الصمتِ اغنيةً
وحولهنَّ    رياحُ    الهمِّ     تكتَنِفُ

يحْمِلنَ  همّاً   و آهـــاتٍ   بلا  كَلَلٍ
فأسأل عيونَ الدجى بالسّر تعتَرِفُ

لهنَّ   فضلٌ   علينا    لا  ُيوفّى به
مهما المَعاني على الأقلام ِ تعتَكِفُ

وإن خَبا الحبُ من مشكاة مهجتنا 
هُنّ   القناديلُ  منها  النورَ  نغترِفُ

وإن  تطولُ   بنا   الأيامُ   مزهرةً
هُنّ الجذورُ وما جادتْ به  الُنطَفُ

لولا  عيونُكِ  يا غيداءُ  ما  عَرفَتْ
هذي القُلوبُ الهوى أو مسّها الكَلفُ

الأختُ أنتِ  وأنتِ  البنْتُ   سَيِّدتي 
وقلبُ  أُمّي  شَفيفٌ  فوقَ ما أصف ُ

وجهُ  الحياةِ  عَبوسٌ  في  مَلامحِهِ
 من دونِكُنَّ  وفي  أرواحِنا  الشَظفُ 

لكُنَّ    منّا    سلامٌ     كلُّهُ    ترفٌ
يسري الوِدادُ عجولاً فيهِ واللهف

وفي الحوارات. كتب اعضاء الملتقى تعليقات، أشارت لجمال القصيدة وروعة النص الذي حمل توصيفا لشقائق الرجال، 

وكانت الردود غاية في الدقة في التحليل، نختار منها بعضا من التعليقات. التي اولها ما قاله الاعلامي د. عبدالمهدي القطامين. ان الشاعر وصف صبرهن وحلمهن فابدع وعرج على القلوب الشفيفة في الهوى فترك نسائمهن يضفين علينا متسعا من الدهشة ...

وهي قصيدة جميلة ورائعة، وفق تحليل الاديب احمد الحليسي، الذي قال ان الفاظها موسيقية رائعة، تخاطب المرأة وروعتها، فهي الأم والأخت والزوجة والابنة

وكتب شاعر العروبة علي ميرزا تعليقا. بابيات شعرية رائعة قال فيها:
لـلـهِ درُّكَ ما أَبقَيتَ من صِفَةٍ 
لنا كي نَزيدَ الوَصْفَ ماتَصِفُ
لاشكَّ أَنكَ قد أحسَنتَ قافيةً 
لِمَنْ نراهُنَّ هُنَّ الحبُّ والشَّغَفُ 
أُختُ الرّجالِ وكم بزَّتْ مُحَجَلَةٌ 
مِنَ الصَناديدِ إجلالاً لها نَقِفُ

ولعل الاديب الشاعر، د. كامل الطراونه راى فيها الوزن مغنى وجميل فالبحر الكامل بحر مغنى ولها ايقاع ساحر. 

واشار الى ان الشاعر  وفق في اختياره للبحر الكامل الجميل الايقاع.

 ثم قال، ما اروع الروي " الفاء " هذا الحرف الهوية في همسه وكاني به نظم القصيدة وقد اختار هذا الحرف المناسب للسياق الايقاعي وكان اختياره له ايضا اختيارا غير مقصود ، اي اختيارا فنيا ..

وختم بالقول انها قصيدة وافق الشكل فيها المضمون وجاءت بوحدة عضوية يليق بها ان يحتظنها التراث الشعري الاردني في مراجعة واتمنى فيضا زاخرا من هذا العطاء ليكون محطة لقراءة هذا البوح الذي يتشكل من شاعر مرهف الحس. 

وافاض رئيس جامعة الطفيلة على الشاعر ودا حين قال. شاعر جامعتنا الحبيبة انشدت فابدعت و شدوت فاطربت  ووصفت فاجدت و المرأة كما وصفتها اما و اختا و ابنة و زوجة فسلمت وسلمت هذه القريحة الشعرية المتقدة و هذا النفس الطويل في قصائدك الجميلة.

اما استاذ الادب العربي في مؤتة، الشاعر الاكاديمي، د. خليل الرفوع فقرا القصيدة، واشتم روعتها فقال، تذوقتُ طعم القريض في قصيدتك أبا آدم "الشاعر بكر" ، ففيها من الصور الفنية ما يستحق التأمل.

وفي حين رآها الشاعر د. عاطف العيايده قصيدة معتقة بالأصالة ومحملة برقيق المعاني وعذب الكلمات.. فهي من خلال رؤية الاديب هاني البداينه. نص رائع وكثيف، انصفت وأجدت الوصف....
قصيدة من القصائد الفريدة، مباشرة وتصل للغاية المطلوبة
نص تصويري بامتياز يراه الاديب والاكاديمي ابراهيم الياسين، قال انه يعبر عن عمق النظرة للمرأة بكل حضورها البهي : جدة وأما وزوجا واختا وابنه وعمة وخالة... 

وقال إنها ألروح منها (يولد منها الشغف) ومن حلمهن(جلال الصبر يرتجف)، إنه تصوير بديع مدهش يقوم على تشخيص المعنويات وتجسيدها  بصورة تدفع للتأمل العميق في أجزاء الصورة . فالنساء (حنان، وأمان، وقناديل، وجذوز، وهن وجه الحياة) تعجز الأقلام والقوافي عن جلال وصفهن. 

ويكفي القارئ جمالا وتذوقا، وفق ما قال، أن يتوفق عند الصورة المركبة المبدعة للمرأة، التي جادت بها القريحة الفذة في تصوير النساء (بالبساتين المعطرة)، ولم يكتف الشاعر بهذه الصورة الحسية البصرية الشمية، بل راح يمد في أجزائها، ويفصل في مشاهدتها لتبدو أكثر جمالا وألقا، وتندغم الحواس كلها وتتجاذب في فهم الصورة وتذوقها فالزهر  يتحول طائرأ  مغردأ يشدو بتلك البساتين /النساء، والأنسام العليلة تأتلف فيها، والانداء تغرم بها ، والشذى يسعى لهن صبا ويزدلف منهن حبا ... إنها

وختم بالقول انها صورة مركبة تتدخل فيها الأجزاء وتتناغم تبرز جمال النساء المادي والمعنوي على مستوى الحواس كلها:
 البصر لونا وحركة (بساتين... تاتلف.. تسعى.. يزدلف)، والشم (معطرة)، والسمع (تشدو) وهي صورة ترتكز على عنصر التشبيه النساء بساتين معطرة، وعنصري التشخيص (الأنسام تأتلف، والشذى يسعى ويزدلف و الانداء مغرمة) والتجسيد (الزهر يشدو). 

إن هذا التكثيف التصويري البديع يعكس جمال النظم، وحسن السبك، وروعة الصياغة ودقة التعبير. بوركت أيها الفنان ناظم الجواهر بروح المبدع المتقن الرقيق.