وقال سموه في المؤتمر الثاني والعشرين لأكاديمية العالم الإسلامي للعلوم بعنوان "العلوم والتكنولوجيا والابتكار في العالم الإسلامي"، في عالمنا اليوم ونحن نواجه تحديات بيئية واجتماعية ومناخية وإنسانية فإن الحاجة إلى العلم، والشراكة بين المؤسسات، وبناء ثقافة علمية، باتت ملحة للبحث عن الحلول عبر التكامل وتحديد المشتركات الإقليمية من أجل مستقبل الأجيال القادمة.
ونوه سموه إلى أهمية العلوم في تحقيق التنمية المستدامة والرفاه للمجتمعات، موضحاً أنه لتحقيق ذلك لابد من إسناد العلوم لقيم إنسانية تتماشى مع واقع التنمية البشرية، وأن تتمتع العلوم بالمرونة للسماح بالتكيف مع المتطلبات المتغيرة والمتطورة للعلم، ومتطلبات دفع عجلة التنمية بشكل مستدام اقتصادياً وبيئياً واجتماعياً.
وأشار سموه خلال لقاء عبر تقنية الاتصال عن بُعد بحضور سمو الأميرة سمية بنت الحسن وعدد من العلماء والمختصين في الشؤون الأكاديمية والعلمية من العالم العربي والإسلامي ومشاركة رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور فواز العبدالحق الزبون، إلى أهمية بناء شراكة بين العلم والتكنولوجيا في مجال البحث العلمي والتي يمكن أن تولد فرصاً للمشاركة المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية.
ولفت سموه إلى ضرورة أن تتمثل تلك المشاركة بشكل معرفة منفتحة على التعددية بالمعنى الواسع للكلمة؛ التعددية النظرية والمنهجية والمعرفية. وحول دعم العقول الشابة، بين سموه ضرورة العناية بالعقول الشابة من حيث السياسات ومجال التعليم والابتكار، لافتا إلى ضرورة تطوير طرق وأفكار جديدة للابتكار وأهمية بناء ثقافة علمية وتطوير مجالٍ للتفكر والتفكير الناقد يتبنى فيه العقل مقاربة نقدية وشاملة للمعرفة تتجاوز الحدود الضيفة.
وفي رسالة موجهة من الرئيس الباكستاني الدكتور عارف ألفي للمؤتمر، أكد أهمية التطوير المستمر للتعليم ومواكبة تطورات العلم لمواجهة التحديات في عالمنا اليوم من التغير المناخي ونقص المياه والكوارث الطبيعة والأمن الغذائي؛ مشيرًا إلى أن لدينا العديد من العلماء في العالم الإسلامي لديهم انجازات متميزة.
ودعا رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران إلى الاستثمار في البحث العلمي كأولوية لبناء اقتصاد المعرفة الذي يعد الإنسان أساسه، موضحا أنه يمكن للمعرفة المكتسبة من البحوث أن تحفز الابتكارات وتدخل تقنيات جديدة في الصناعة والزراعة وتطور سلعا وخدمات جديدة للتغلب على تحديات البطالة والفقر.
ولفت إلى أن من شأن البحث الموجه نحو المشكلات من قبل الجامعات ومراكز الأبحاث أن يؤدي إلى إنشاء شركات ناشئة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتنمية الثروة وزيادة الإنتاج المحلي ودخل الفرد.
وتحدث رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور فواز العبد الحق عن اقتصاد المعرفة وتعاظم دور المعرفة والابتكار في العقود الأخيرة في دعم النمو الاقتصادي وتعزيز تنافسية الدول، مشيرًا إلى أن اقتصاد المعرفة أصبح السبيل الأمثل لزيادة التنافسية واستدامة النمو في عالمٍ موسوم بدرجة عالية من العولمة واندماج الأسواق التي تعتمد على المعلومات وتكنولوجياتها هي التي تشكل أو تحدد أساليب الإنتاج وفرص التسويق ومجالاته. وتطبيق الاقتصاد المعرفـي في مختلف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية في مجتمع يمكن أن نطلق عليه المجتمع المعلوماتي. كما تحدث عن دور رأس المال البشري، والابتكار والإبداع، والاستثمار في البحث والتطوير، وتشجيع التعلم الذاتي مدى الحياة.
وتناولت أوراق المشاركين في المؤتمر مشاهد من فضاء العلوم والتكنولوجيا والابتكار في العالم الإسلامي؛ وتحديات تغير المناخ، والطاقة والأمن الغذائي والزراعة وتكنولوجيا النانو وغيرها، وأهمية تطوير سياسات ورؤية لواقع العلوم والتكنولوجيا والابتكار في العالم الإسلامي وتطوير الفكر الناقد وأخلاقيات العلوم.
يذكر أن أكاديمية العالم الإسلامي للعلوم تأسست عام 1986 كمؤسسة مستقلة باقتراح من منظمة التعاون الإسلامي واللجنة الدائمة العلمية والتكنولوجية لمنظمة التعاون الإسلامي. وتضم الأكاديمية في عضويتها مجموعة من العلماء والباحثين والتكنولوجيين المتميزين بهدف تطوير الكفاءات العلمية والتكنولوجية في العالم الإسلامي والبحث في المشاكل الرئيسة التي تواجهه والتعرف على التقنيات المستقبلية ووضع البرامج والسياسات ومعايير الأداء العلمي.
وتحظى الأكاديمية برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال ورئيس الجمهورية الباكستانية.