آخر الأخبار

د. العيايده يدير مغركة الهوى على منصة السلع

راصد الإخباري :  

الطفيلة - كتب عبدالله الحميدي
خاض د. عاطف العيايده معركة، لكنها غير حامية الوطيس باعتبارها محسومة سلفا،

ترى ماذا يقول اهل الهوى، واهل الحوار، واهل النقد، فيما كتب في قصيدة معركة الهوى؟؟

معركةُ الهوى
جاءتْ تجرُّ وراءَها المُقلَ الّتي
سلّتْ سيوفًا كَي تقاتِلَ مقلتِيْ

حربٌ ضروسٌ بتّ فيها صامِدًا
وحديْ أنا متسلّحٌ بمحبّتيْ

جيشٌ من العشّاقِ تسمعُ تحتَهُ
صيحاتِ قلبٍ كالحجارةِ ميّتِ

خصمانِ في جسدٍ يفيضُ أنوثةً
ويُطيحُ بالأعناقِ دونَ تلفّتِ

خصمانِ في وجهٍ يشِعُّ كأنّهُ
قمرٌ يزيّنهُ وشاحُ النَّجمةِ

وفمٍ كزهرِ اللوزِ في أطيافِهِ
حمرُ الشّفاهِ تورّدتْ بالحُمرةِ

وبقامةٍ ملأىْ وصدرٍ ماثلٍ
وقفتْ عليهِ حمامتانِ بربوةِ

إطلالةٌ سقتَ الرّبيعَ أناقةً
وتفتّحتْ بينَ الوجوهِ كوردةِ

مرّتْ كومضٍ بيننا في رقّةٍ
وتخطّرتْ فوقَ الثّرىْ بالمشيةِ

من تحتِ أرجلِها نقوشُ حضارةٍ
قدْ طرّزتها في يراعِ الخطوةِ

والشّعرُ مُنسدِلٌ على أردافِها
كسنابلٍ مزروعةٍ في قمّةِ

ينسابُ منها العطرُ بين أنوفِنا
نشتمّهُ مثلَ اشتمامِ القهوةِ

نهرٌ من العسلِ المصفّىْ جاريًا
برُضَابِها من فوقِ ثغرِ النحلةِ

وأنا وجيشُ العشقِ نشعِلُ غارةً
ونُعِدُّ أسيافًا لخوضِ الثّورةِ

والكلُّ منّا منشبًا أظفارَه
لينالَ لحظًا من لحاظِ الحلوةِ

دقّتْ طبولُ الحربِ في ساحاتِها
واسْتعرضَ العشّاقُ كلَّ القُوّةِ

وأنا أطالعُ من بعيدٍ نجمَها
متناسيًا أنَّ البعيدَ عدوّتيْ

فهيَ التي عصفَتْ بقلبيْ ريحُها
وعلىْ دروبِ اليأسِ خطّتْ قصّتيْ

مكرتْ بعشقِيْ لا أمانَ لذئبةٍ
كانتْ بعينيْ دائمًا كالقِطّةِ

فجمالُها الفتّانُ يغتالُ النّهىْ
من أجلِ هذا توهتيْ وتشتّتِيْ

يا أيّها العشّاقُ لا تتردَّدوا
فيْ أخذِ ثأرٍ من فتاةِ الفتنةِ

والثّأرُ عند الفاتناتِ بسفكهمْ
دمَهنَّ في لثمِ الشّفاهِ بقبلةِ

سأعودُ منتصرًا بمعركةِ الهوىْ
وعلى ثراها سوفَ 

وفي تقديرها. فقد رأت القاصة مريم عنانزه انه نص حافل بالإثارة... وصل وتناء
الحب والحرب متلازمان حتى في الأدب، فهما يمثلان قمة المشاعر والإنسانية، ولا ننسى قول عنترة في قلب المعركة عندما قال: 
فوددت تقبيل السيوف لأنها...لمعت كبارق ثغرك المتبسم
وتلمح في هذه المعزوفة صورا شعرية تجمع بين البساطة والأناقة وكلمات لا تكاد تخلو من العاطفة الجياشة... تعارك واضح لحين، ثم استسلام ووصف لحين، واستكمال لهذا العراك من خلال إحداث تغيرات وجلجلة في الأبيات... 

ولفتت العنانزه الى انه لحن يعزف على أوتار الصراع، ممتلئ بالعاطفة الصاخبة، وإيقاع يدق على قرع الطبول

 وتضم صوتها إلى ما قاله استاذ الادب في جامعة مؤته د. خليل الرفوع أن التضاد هنا قد يزيح رقة الفتك... 
عندما يدب الوهن في أوصالنا معركة الفرقة؛ لابد أن نزداد شجاعة، وهذا ما تسلح به الخصم، ليعلن انتصاره...
وخلصت للقول "دام حرفك حافلا بكل جميل" ....

 وفي قراءة استباقية قال د ابراهيم الياسين أتمنى لك النصر والفتح المبين أيها الحبيب المبدع في هذه الحرب الضروس، التي لن أخوض غمارها معك وسأبقى أطالع من بعيد لأشهد انتصارك،، وأفيد من تجربتك ومهارتك في العراك الممض مع تلك الفاتنة الساحرة..

ويعدها الاديب هاني البداينه معركة سافرة الأهداف، الأسلحة فيها متاحة ومؤثرة، والعدو يختال على جمال الحروف... هي يتيمة المنبجي، في البناء وفي التراكيب، وهي جهد العاشق التائه....
سأترك للمهتمين في النقد الأدبي مهمة أرجحتنا على ثنايا المفردات..

وفي مطالعته الاولية قال د. ابراهيم الياسين. كأني بك تقول لنا عيشوا  أيها الأحبة جو القصيدة الرومانسي بين الماء والخضراء والوجه الحسن لتقولوا كلاما مدهشا مثيرا كما النص وصاحبه ومن قيل فيه!

وثمن الشاعر بكر المزايدة النص للشاعر د. العيايده وقال دام بوحك أبا أسل، فاءن معارك الحب من أكثر المعارك ضراوة وبطشاً، وأعتقد أن كلا الطرفين خاسر فيها. أما بمرارة التنائي او بلوعة الوصال. 

ويعتبر الشاعر ايمن الرواشده ان  الخاسر في هذه المعركة منتصر.. 

ولا يطيب للعاشق المتيّم إلا أن يتلذذ بكرامة الخسارة... ويعد القصيدة كجونة عطّارٍ توقظ فينا شغف الحياة .

ويغبر استاذ الادب العربي في جامعة نؤته، د. خليل الرفوع عن سعادته بقراءة القصيدة، بيد أن استدعاء الذئبة والقطة المتضادتين في القصيدة أزاح رقة الفتك قليلا، وقال أتمنى لك التوفيق وغزلا عذريا أقل تعالقا في الوصف
  ويقتنع المشرف الاعلى للملتقى. د راتب السعود البرلماني والاكاديمي الاردني، برؤية رئيس الملتقى وقال، عجبت من تنويه رئيس الملتقى حينما قال بأنك تخوض معركة، لكنها غير حامية الوطيس. لان قواعد الاشتباك فيها محسومة سلفا،،، وتساءلت في نفسي ماذا يقصد ابا أيمن،
وبعد الانتهاء من قراءة القصيدة أدركت مرامي حبيبنا..
لك التحية ودوام التوفيق
والنصر في كل معاركك اللطيفة

وفي قراءته للتص قال الاديب التربوي محمد التميمي، ان كلمات القصيدة تعد معركة الهوى.....ولا اجمل من التعبير "خصمان  في جسد...خصمان في وجه...ثم تروق الأمور  الى.. نهر من العسل المصفى جاريا...

واعتبره الباحث محمد النعانعه. نص شاعري رقيق محشو بمفردات غرامية ترتفع  درجةحرارتها كلما اقترب الطرفان من بعضهما البعض 

وقال ان استخدام الطرفان مختلف انواع الاسلحة من كلام معسول وسهام العيون العابرة للقلوب والاستعانة بقوى خارجية، تعبر كلها عن الحياة الاي هي معارك حب دامية و قاتله وغرام منهك وفي النهاية تتلاقى القلوب وتجتمع بلا تفرق. 

وبعد فحص للنص الشعري قال الاديب الاكاديمي الناقد. د. ابراهيم الياسين. انه نص غزلي بامتياز ينفتح منذ عتبته الأولى على معنى واضح فيه خصمان متصارعان محب ومحبوبة، يخوضان (معركة الهوى) معا، بين غالب ومغلوب، ويأتي مطلع النص بإيقاعه المتفق داعما وموضحا لهذه العتبة النصية، إذ يأتي الخصم العنيد 

"المحبوبة" تجر المقل، وتستل سيوفها؛ لتحارب بشراسة، وتقيم حربا ضروسا مع محبوبها الصامد المقاوم المتسلح بالعشق، ثم تتوقف المعركة لحظة زمنية ويتوقف السرد القصصي بمشهد وصفي دقيق للخصم، "المحبوبة" على طريقة الشعراء الغزلين في عشرة أبيات، تظهر جمال تلك المحبوبة وفتونها وسحرها مرتكزا مرحبا في ذلك على صور فنية زاهية استخدمها الشعراء القدامى

 ( فوجهها قمر، وفهمها كزهر اللوز، وقامتها مكتنزة، وإطلالتها أنيقة كالربيع، وحسنها كالوردة، وخدودها متوردة، وشفاهها حمراء، ومشيتها هادئة ناعمة، وشعرها طويل كسنابل القمح الذهبية،  ورضابها كالعسل).

ثم يقول ان الشاعر يعود ليشعل المعركة ويجري أحداثها بتسلسل سردي يجعل المتلقي مشاهدا منجذبا بكل حواسه لمتابعة الأحداث الدقيقة (أنا... نشغل غارة، نعد أسيافا، والكل منشبا أظفاره، دقت طبول الحرب، استعرضنا القوة، اطالع من بعيد، أخذ الثأر)

 وقد كان هذا المزج - وفق ما اوضح د. الياسين - بين الغزل والحرب واستخدام أدوات القتال في الغزل ظاهرة بازة في الشعر العربي القديم. ثم ينهي الشاعر نصه بنداء للعشاق ودعوتهم للنهوض بأخذ الثأر من كل خصم فاتن ساحر، مؤكدا انتصاره في هذه المعركة الثأرية الحبيبة بخبه القوي وعشقه الأبدي لتلك المحبوبة الفاتنة. نص جميل لغة وصورة وتركيبا ووصفا وإيقاعا.

 آملا الأخذ بملاحظة أستاذنا وناقدنا الفذ أبي المثنى فيما يتعلق باستخدام صوتي الذئبة والقطة، ومحاولة أحداث تغيرات في مفردات هذا البيت، أو حذفه وذلك لا يضير في علم النقد، ولا يضر في بنية النص... فالمعشوقة بكل تجلياتها واوصافها المثارة في النص لم ولن تكون بهاتين الصورتين. فقد انتقد النقاد القدماء بشار بن برد حيث قال متغزلا:
لله درّ فتاة من بني جشم
ما أحسن الخد والعينين والنابا

ويراها الشاعر هشام القواسمه من أعماق الخفق  ينساب كنهر حريري  يروي نصف عطشي ونصف يغلق  خوابي شفاهي ومعركة ُالهزيمة فيها نصر. 
صديقي د. عاطف قلت فأمتعت وأطربت.. لقلبك الياسمين
ويعقب الاعلامي الاديب د. عبدالمهدي القطامين على القصيدة فيقول اعجبتني يا د.عاطف ...ارتقيت قافية صعبة فطوعتها وخضت معركة غرام غير فاحش بروية ...وصفك رائع ميال الى غير الرشاقة مثلما فعل شعراء الاعراب ....
وفي ختامه للتعليقات قال رئيس مؤسسة اعمار الطفيلة. الدكتور الاديب د. غازي النرايات. ان النص الشعري التبيل. يحاكم معركة ليس فيها   مغلوب. لكنه الهوى الذى عاش فيه الناس. في تفاضل وتمايز. ظل مورقا الى اليوم