آخر الأخبار

ضريبة "الواتساب" تُشعل لبنان

راصد الإخباري :  

تحت عنوان: "ضريبة الواتساب تُشعل لبنان بالاحتجاجات.. طفح الكيل"، كتب غسّان ريفي في "سفير الشمال": هل دخل لبنان ثورة فعلية؟..

من الواضح شكلا ومضمونا أن ما شهدته المناطق اللبنانية ساحلا ووسطا وجبلا من إحتجاجات وقطع طرقات مواجهات مع القوى الأمنية لا سيما في ساحة رياض الصلح التي شهدت كرا وفرا بين المواطنين وسرية مكافحة الشغب، بأن هذا الحراك لا يشبه ما سبقه، وأن ثمة غضبا غير مسبوق إجتاح اللبنانيين على إختلاف طوائفهم ومذاهبهم ومناطقهم دفعهم الى القيام بهذه الاحتجاجات التي إستمرت حتى ساعات الفجر الأولى وإتخذت منحى عنفيا أسفر عن سقوط جرحى وتحطيم ممتلكات والى فوضى عارمة إضطرت القوى الأمنية عند الساعة الثالثة فجرا الى إستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذيت حاولوا إقتحام السراي الحكومي.


صحيح أن الضرائب الجديدة التي أقرتها الحكومة على الواتساب وعلى الدخان والتبغ والتنباك وعلى البنزين تسببت في إندلاع هذه الاحتجاجات، لكنها أيضا كانت بمثابة الشعرة التي قصمت ظهير البعير، وأخرجت الشعب اللبناني عن طوره بعدما تأكد بما لا يقبل الشك أنه في واد وحكومته في واد آخر، وأن دولته تسعى جديا الى إفقاره وتهجيره من وطنه بقرارات أقل ما يمكن أن يقال فيها أنها إعتباطية وإرتجالية، وإنتقامية من اللبنانيين الذين بات السواد الأعظم منهم يسألون الله أن يعطيهم خبزهم كفاف يومهم بعدما إلتهمت الضرائب والرسوم أكثرية مداخيلهم.

طفح الكيل لدى الشعب اللبناني، فخرج الى الشوارع غاضبا مناديا بالثورة وباسقاط النظام، نظام الفساد والمحاصصة والصفقات والسمسرات والهدر والمحسوبيات والفبركات والزبائنية كما وصفه المحتجون الغاضبون على وسائل الاعلام.

طفح كيل اللبنانيين من إقتصاد منهار، ودولار مفقود، وليرة مهددة، وكهرباء مقطوعة، ومياه ملوثة، ونفايات متراكمة، وضرائب متنامية، ورسوم جائرة، ومن زحمة سير لا حلول لها، ومن حرائق تأكل الأخضر واليابس من دون تأمين أدنى مقومات المواجهة، ومن أمراض تفتك بالناس، ومن مستشفيات لا تتوفر فيها السقوف المالية. وكالات