مع أن خدماته في التربية كانت قليلة، لكنه ظل يحمل اللقب حتى ارتحل.
الاستاذ عبدالرحيم الشحاحده، كان معلما، إلى أن لقي الله امس، فقد ظل يعلم الطلبة الانجليزية، في المنازل، ويعلمهم معها السكينة والوقار الذي كان سمة لشخصه، ودرب الكثير على فن التعامل وحب الحياة الكريمة بالقدوة.
لم يكن ثريا، بل كان مستورا، ومبادرا لصناعة الامل والوطنية، حين استهل الحياة بإنشاء مدرسة خاصة، لينتقل سريعا لغرفة تجارة الطفيلة، التي ظلت تعرف بوجوده فيها مديرا لأربعين عاما.
" ،ابو حازم" حين كنت مديرا للرأي في الطفيلة، لأكثر من ثلاثين عاما، والايام ليست بعيدة، أتوقف حيث اراه، وتنقله لسوق الطفيلة، او تعيده للدار، حاملا ذات الثبات العتيق، للوطن وللامة، متوجها مما يجري لديار العروبة.
احبه، وأحب أن اقص عليكم ٱماله وهواجسه، وفيض مروؤٱته، لكن الحديث يطول في استذكار محاسن رجل، ما انصفته الحياة، رغم قناعته والرضى بما نال.
كان عليه الرحمة والرضوان، وثابا للعز، فزاعا للكرامات، وطني الهوى، طفيلي النكهة، ما بحث عن شهرة، فيما الحياة انصفته بحب الناس، ومن الله عليه بأسرة طيبة، طيبة قلبه الابيض.
رحل ابا حازم، بذات البساطة عن (٧٧) عاما، دون أن يمن على احد، او يطلب المزيد، بعيدا عن ضوضاء المشيعين أو المعزين، قريبا من كل قلب.
جعله الله في عليين، قدر ما تفانى، وقدر ما اعطى، وقدر ما صان الوظيفة، وقدر حبه لأهله والأوطان.