الطفيلة - كتب عبدالله الحميدي
دارت حوارات حيال الورقة الخامسة للباحث محمد النعانعة، ضمن الندوة السادسة لملتقى السلع الثقافي.
وركز الباحث ضمن الورقة التي اشرف عليها الاكاديمي الشاعر د. صقر الصقور، على الديمقراطية واشتراطاتها على منصة السلع، وتاليا نص الورقة
ماهي الديموقراطية ؟ وما شروطها؟ وما اهدافها؟ وما مبادئها؟ وما نتائجها واثارها؟
الظلم عكس الديمقراطية وعدم المساواة وضياع الحقوق وسلب المقدرات و البحث عن الوجاهة و جلب المنافع الشخصية واغتيال الشخصية والمقايضة بحقوق المواطنين وظهور الرويبضة واستشراء الفساد واستخدام منبر التشريع.
وقال ان على رأس الانتخابات الديمقراطيةتقف الرغبة السياسية في انشائها وتطويرها وتفعيلها، ومواطنين راغبين في تطبيقها والعمل بروح نصوصها واختيار نخبة النخبة من ابناء الوطن الخيرين والمشهود لهم بالعلم والعمل والاخلاص في العمل العام والنزاهة والصدق بعيدين عن العصبية العشائرية ضيقة الحدود
واشار الى اننا امة العرب نريد ان نجمع بين الاثنتين، نريد الديمقراطيه مع الامساك بقوه في العصبية العشائرية في الوجاهة وحب الظهور والواسطة والمحسوبية ومحاولة اعطاء الحقوق لغير اصحابها، فأصبحنا كالغراب عندما قلد مشية الحمام.
ناهيك عن اطراف خارجية دولية واقليمية ومحلية لا ترغب بنهوض الامة اوخير للاردن والاردنين، ولهم اجندات مكشوفة، يساندهم بعض الامعات وضعاف النفوس والمحبطون.
من منا لا يعرف الصحيح وكيفية النهوض من حالات التردي والفساد والاحباط العام المرتبط بسؤ اداء مجالس النواب المتعاقبةو بسبب ضعف اداء بعض النواب المنتخبين بطرق جهنمية والتي اضاعت العديد من الفرص على مترشحين اقوياء علما وعملا وخبرة وامانة وخالي من كل الملوثات الاجتماعيه والمصالح الشخصية ، وكيف سيتم انتخاب الاكفأء وتجفيف مَنابع تسويق الضعفاءمنهم اعلاميا وشعبيا والحد من نفوذهم وسرقاتهم وعبثهم بركائز الوطن ومقدرلته ان وصلوا الى القبة.
عندما يصبح كل انسان منا مسؤول له حقوق وعليه واجبات يقوَم ،بعمله الانتخابي بكل امانة و بمواطنة صالحة وضمير حي ومخافة من رب العالمين: هكذا تمشي الحياه بسلاسة ويسر وارتياح وعدالة بين المواطنين واختيار ممثليهم بحكمة وروية دون اية معيقات مصطنعة او ضغوط، وهذه الديمقراطية الحقة
نعم اننا نتغنى بالديمقراطية والعدالة ووجود احزاب متعددة فاق عددها الثلاثون و بعضها مزاجي المبادئ والاهداف وبعضها ايدولوجي وبعضها يتبع لجهات او اشخاص لهم رؤيا خاصة بهم وبعضها متعثر ماليا واجتماعيا ولكن غالبيتها لجلب المنافع وليس لدرء المفاسد و المتاعب عن المواطن الغلبان والنهوض به اقتصاديا وسياسيا واجتماعي.
اقول ايها الاخوة كما انتم تقولون ان الانتخابات الحقة يكون مصدرها الشعب الصادق وداعمها وحاميها الدستور الاردني و تكون مكفولة بالرغبة السياسية من الدولة الاردنية وان تكون كل مفاصل الدولة مبنية على الانتخابات النيابية فتكون الكتلة او الحزب الاكثر اصواتا يكلف باختيار الرئيس وعليه يتم اختيار الوزراء ومن دونهم وحتى الحكام الاداريين فتكون هنا عدالة تقود الى اعضاء مجلس امة قوي بعيد عن ضغوط العشيرة والمال السياسي المدمر وبعيدا عن رغبات الحكومات
يهدف بعض المترشحين الى الَمناصب والجاه
والامتيازات ويتناسى عند فوزه الغلابا الذين اوصلوهم لهذا المكان و يتنكروا لهم ويغلقوا هواتفهم
ان سؤ اختيار المرشح او اختيار مرشح ضعيف غير كفؤ يأتي من :
١. عدم وجود رغبه جادة بالتغير من الحكومات المتعاقبة ويعزى ذلك لعدم نضوج احزاب قوية وفاعلة.
٢.عدم قناعة معظم شرائح المجتمع بالعمل الحزبي والذي لا يزال الكثير من المواطنين مترددون في الانخراط فيها لعدم جدواه في تحقيق امانيهم وحاجاتهم ورغباتهم والخوف على مستقبل الابناء من الانظمام اليها.
٣.رغبة بعض المستفيدين من بقاء الامور مبهمه وضبابية وعدم رغبتهم في انجاح اية فكرة فيها تقدم وخير للشعب والوطن ورغبتهم في بقاء الامور كافة معومة. ٤.وجود خلل في المعتقد الاجتماعي وهو انني مخدوم ولي معارف ومقربون في الدوائر الحكومية وما فيه داع لانجاح اي مشروع نهضوي وطني ديمقراطي باختيار الافضل في كل شىء.
٥.وجود المال السياسي وتوفره بسهولة ويسر تحت وطئة العوز والحاجة والفقر الذي يؤدي الى اختيار الضعيف الوصولي على حساب صاحب الفكر والمثقف والذي عنده درايه والمام بقضايا العامة َوسبل تطويرها وتشريع القوانين الناظمة للحياة الاقتصادية والسياسية والاجنماعية؛ والعالمية الملحة للمصلحة العامة.
٦.جهل بعض المترشحين في اختيار من يمثلهم بكفائة واقتدار واختيارهم للضعيف في الحوار والنقاش ومراقبة الحكومة، والتوجه مباشرة للانتقادات الشخصيه ويصبح خصما للحكومة مناكفا وعبئا عليها لا عينا للرقابة والتشريع.
٧. االترويج الإعلامي لشخصيات اجتماعية غير مؤهلة مدعومة باسم العشيرة ولديه ببعض المواقف الشخصية الايجابيه والتركيز على انه الشخص حلال المشاكل وان لديه حضور قوي في مفاصل الدولة وكل هذه اوهام يزرعها البعض المتنفع في عقول الناخبين مما يعطي لبعض النواب الناجحين انه لديه حصانة وانه يسمح له بقول ما يشاء و يتصرف بما يليق له كوجه بارز كلامه نافذ ولو خالف العرف والعادة او القوانين.والسبب في ذلك العصبية العشائرية والمال السياسي.
٨. مجارات بعض المسؤولين في الحكومات لبعض النواب والسماح لهم بتعين او نقل او مسامحة او تجنيد او... او دون وجه حق وذلك بسبب وجود خلل في الموروث الثقافي والعادات وتفشي ظاهرة الواسطة والايمان بفعليتها وانه لا يقم بها الا الزلمة المعروف لدى الدولة والمحسوب حسابه
٩. غياب دور الشباب الواعي والمثقف ومن هم على مقاعد الدراسة الجامعيةوذوبان افكارهم مع اول اجتماع لبعض رموز العشيرة والمناداة بالعصبية والجهوية ورفع اسم العشير بانسان لا يحمل التوجيهي اقلها ويحفزه من يحمل المؤهل والفكر فقط لانه من اطراف العشيرة وممكن ما يعلم باحوالها شيء.
وقد استهل الشاعر ايمن الرواشده التعليق بالتاكيد انه لا زال يؤمن بما تؤمن به تماماً.. فالديمقراطية التي يجب أن يُنادى به غير تلك التي نشهدها على أرض الواقع.. لم يعد للناخب حقٌ مطلق في اختيار مرشحه على أساس الكفاءة وبراءة اليد .. ولم يعد الناخب يحسن الاختيار في ظل المعرقلين والموجّهين وتجار الضمائر والمندسّين لزعزعة الصف الواحد وتفريق الشمل ما بين الناخب وفكره..
وقال حقاً نشهد جريمة اغتصاب من الدرجة الأولى هدفها الإطاحة ببراءة المواطن والوطن .
وقال الاديب احمد الحليسي في النقاش الذي اشرف عليه الشاعر د. صقر الصقور، ان هذه الورقة الشاملة الخارجة من القلب، قلب مهموم ومجروح على ما الت إليه الديمقراطية العشائر ية وأخواتها، في هذه الورقة وكأنك لسان كل واحد فينا،
ويرى الاديب هاني الهوانله. ان النعانعه أحسن في توصيف المشهد الانتخابي القلق، ووضعت يدا على جروحه، وقدمت مقترحات مقنعة للولوج نحو عمل نيابي وطني ينهض بواجبه الدستوري، أما المال الأسود، فذاك للأسف خطيئة مشتركة، ولغ فيها الناخب والمرشح معا، وعززت حضورها في المجتمع، تراجع دور النائب لجهة الخدمات...
وفي تشخيصه للورقة، قال د. حليل الرفوع. الاكاديمي الشاعر، انها ورقة نقاشية بحثت في تفاصيل المشهد الانتخابي وعرضت أفكارا تحلحل ما في الواقع من سلوكيات أضحت تشبه القوانين لا تمس ، الحكومة بأجهزتها تحتاج إلى حلحلة كشجرة أصابها العفن، بناء على ما طرح في هذه الورقة وما طرح في أوراق الملتقى فلا بد من أن تصل إلى صانع القرار لعها تحرك مشاعر قد تكلست وران عليها الأنا .
وعدها الشاعر بكر المزايده، ورقة متينة حركت الاغصان والأوراق من الظل علّها ترى الشمس قبل ان تصفرّ وتذبل، ولعلها تثمر خيرا وعطاء.
وفي راي مدير الثقافة د. سالم الفقير، فاءن الإنسان الأردني يظل يحمل هم الوطن أينما حل وارتحل، وفي كل مرة نأمل أن يكون القادم أجمل، لكن دون جدوى!
تناولك للموضوع يوحي بلطفك وحرصك... نتمنى التوفيق للجميع... وفي النهاية سنلج أبواب الحق.
وفي تعليقه قال التربوي محمد التميمي ان النعانعه تحدث فيها عن الديمقراطية شروطها وأهدافها ومبادئها وأنها عكس الظلم والتفرد بالرأي والسلطة واستطرد اننا في بلادنا العربية نريد الديمقراطية مع الإمساك بقوة في العصبية العشائرية والوجاهة
وذكر ان الانتخابات الحقة مصدرها الشعب
وهنا اقول انهم يحملون الشعب مسؤولية سؤ الاختيار
ولفت الى ان ان هناك مجموعة من تفوز لا يعرف الشعب كيف وصلوا
وللشاعر محمد الشروش رؤية قال فيها ان حديث صاحب الورقة، ماتع ممتعٌ مفيدٌ ينطلق من التجربة والمعرفة والإطلاع والإبداع
وما ذكره وكتبه من آراء هي لصيقةٌ بالأرض والواقع والإنسان المنتمي لجذوره وتاريخه نحو رقي الإنسانية.
وعلق عليها الاعلامي د. عبدالمهدي القطامين، باقتضاب وقال انها ورقة مميزة وطرح منطقي يؤطر لما يمكن ان تكون عليه النيابة كفعل سياسي مؤثر في مسيرة الوطن ....
ويقول المشرف الاعلى للملتقى د راتب السعود ان ما قدمه من وجهة نظر في الانتخابات والديموقراطية موضع احترام وتقدير ،،
ويشاطره الرأي بأنه قد آن الأوان لاختيار الأكفأ بعيدا عن اي معيارآخر،،
ويتفق مع الكاتب النعانعه في ضرورة تحفيز الشباب على المشاركة، إلا ان المهم هو رفع نسبة المشاركة في هذه الانتخابات ،، ذلك ان هناك مستوى ليس قليلا من العزوف والاتجاهات اللاأبالية نحو هذا الاستحقاق الدستوري.