الطفيلة - من عبدالله الحميدي
نوقشت في ملتقى السلع الثقافي ورقة العمل الثالثة، في الندوة السادسة التي رعاها دولة فيصل الفايز
وحملت الورقة التي قدمتها د. حنان الخريسات عن الانتخابات البرلمانية عنوان "الاختيار الأمثل".
وجاء في نص الورقة "في هذه المرحلة الحرجة والحساسة وظروف تصاعد الشكوى من ارتفاع الأعباء المعيشية ومعدلات الفقر والبطالة ، ومن لجوء الحكومة الى فرض مزيد من الأعباء الضريبية ، وعدم معالجة مظاهر الفساد الإداري والمالي ، نحن أمام محك حقيقي في مدى استجابة هذه الانتخابات لطموحات المواطنين ، وقوى المجتمع المدني ، والأحزاب السياسية في تحقيق نقلة نوعية على طريق الإصلاح والتنمية المحلية، وإتاحة الفرصة للمواطنين للحصول على فرص أفضل من الخدمات وفرص حقيقية للمشاركة في صنع القرار.
وفي ظل ما ذكر آنفا قالت نحن أمام خيارات متعددة أولها إما أن تكون الانتخابات نزيهة وشفافة وهذا يعتمد بالدرجة الأولى علينا كناخبين ، وأما ان تكون مزيفة أمرها محسوم مسبقا فالمال الأسود يضع النقاط على الحروف ويحقق طموحات الآخرين ، على خياراتنا ان تكون مدروسة ودقيقة ، و إذا كان خيارنا هو مقاطعة الانتخابات فالسبب يعود بجذوره الأولى إلى أننا دائما أمام الاختيار العشوائي وغير المدروس ، والعشائري المتعصب ، وكلها جميعا تفتقد إلى المصداقية التي إما أن تكرس وجود الوجوه الفاسدة ،المكررة والضعيفة التي تسلقت او تتسلق للوصول ، وربما حصلت على درجة عالية من التقييم عن صمتها في البرلمان
أو أن نختار الوجوه الجديدة دون اخذ الاعتبار لأية خبرات سابقة ، وسنصل إلى نفس النتيجة من التسلق على أكتاف أبناء المجتمع دون إظهار للدور التشريعي والرقابي او تقديم أية خدمات ملموسة لمن يمثلنا ، وفي النهاية نعود ونندب حظنا على اختياراتنا وافرازاتنا للمرحلة المقبلة.
وقالت في الورقة إن اختيار المرشحين للمرحلة المقبلة هو مغامرة سياسية بعد استنزاف الرصيد الشعبي للمجلس الحالي والأداء السيئ ،كما ان الانتخابات القادمة تشكل تحديا في انها تبرز نفسها كتحد وفرصة للدولة وهذا يتمثل بفقدان المواطنين الثقة بمجلس النواب وتدني الثقة بالمجلس التشريعي الى درجات غير مسبوقة تعود الى اختيار مرشحين ليس لديهم خبرة او حضور بالحياة العامة مما انعكس سلبا على أداء المجلس والاتجاه إلى تحقيق مصالح خاصة بهم وعدم الإحساس بمشاكل مجتمعاتهم
لذا علينا أن لا نركز على شخصية لا تمتلك الثقل المقنع من الناخبين ، ولا تطرح البرنامج الانتخابي الذي يلبي طموحات المواطنين ، بمعنى أن نجازف بمقعد وبأصوات ناخبين لمن لا يستحق سواء من المرشحين الذكور أو الإناث .
ورأت ان لا بد أن نختار ضمن معايير دقيقة من الكفاءة و التضحية ، والحرص على خدمة الآخرين ، والسمعة الطيبة، والقبول المجتمعي، وجرأة الطرح والمناقشة ، وقول الحقيقة، والثقافة، والمؤهل العلمي، ومجموعة من المهارات التي تمنح الناخب الثقة بالاختيار السليم ، علينا ان نختار نائب الوطن المخلص ، وليس نائب العشيرة ، والمتسلق بالمال السياسي على حساب حقوق المخلصين ، المتواجد في بلده يمثله عن قرب وليس بالمناسبات ،صاحب البصمة الظاهرة في المجتمع ،من لديه النظرة الثاقبة ويدرك تحديات الوطن ، من شان اختياراتنا في الانتخابات القادمة أن تؤثر بشكل كبير على استحقاقات كثيرة مقبلة منها أوضاع البلد السياسية ، والاقتصادية ، والتعليمية التي فرضتها جائحة كورونا .
وحسب المعطيات الظاهرة الان تقول ان السمة البارزة لانتخابات هذا العام كثرة المرشحين والحضور النسائي رغم الافتقار الى الحضور المجتمعي والخدمة المجتمعية ، ولا تشير البوادر انهم يملكون زمام القيادة انما طابع المصلحة الخاصة هو الغالب ، ومهما تكن النتائج القادمة وما تحمله من مفاجآت واحتمالات فان كل ذلك لن يخرج عن السياق الذي يفرضه اختيار المجتمع والسياق الذي تفرضه الدولة .
وفي النهاية تقول ان المواطن ما زال غير مهيأ لاختيار الأفضل وتقديم من هو أصلح للوطن في ظل هذه الظروف القاسية ، وكل ما نحتاجه هو نوعية المرشح / المرشحة رغم أن ما يسيطر على عقول البسطاء الغالبية هي انطباع التكرار ، ووصول الأشخاص أنفسهم وبأي صورة كانت حتى ولو بالمال السياسي ، لذا من المهم أن يتم العمل على توعية المجتمع على حسن الاختيار لرفع الناس إلى مرحلة صنع القرار ولا ادري متى نرتقي بالدولة الأردنية ونحن لا نحسن الاختيار نصفق لهذا وذاك ،ستكون فرصة ثمينة لاستعادة الثقة بالاختيار الأمثل والنزاهة في الأداء ، والإجراءات الحكومية النزيهة ، وضبط المال السياسي الذي افسد الانتخابات السابقة .
وعلى الشريحة المثقفة ان تلعب دورا مؤثرا بتوجيه المجتمع نحو المرشح المناسب دون النظرة الى الغطاء العشائري الذي يفسد الانتخابات بسوء الاختيار للمرشحين .
وتابع د. حسام الطراونه، الذي اشرف على الحوارات، ما كتب الاعضاء، ففي تعليق للاديب احمد الحليسي قال انها ورقة شاملة، تتحدث عن الانتخابات وكواليسها، وعن المرشح التي تشرئب عنقه إلى المنصب وإلى الناخب المغرر به عشائريا واعلاميا،
وفي الاثناء نشر د. غازي المرايات، رئيس مؤسسة اعمار الطفيلة فيديو عن الانتخابات، نصح بمشاهدته
واعتبر الباحث في التراث محمد النعانعه ان ما كتبت هو نابع من تجربة عميقة في الشأن الانتخابي والعمل العام، وبلغت ذروة المرام عندما بينت ان الدولة صاحبة القول الفصل في اقرار قانون انتخابي متفق علية يخدم اركان الدولة
واكد اهمية ما ذهبت اليه في الورقة من الاختيار الحصيف لنواب الوطن اصحاب الماضي العريق والخدمة العامة والمشهود لهم بالنزاهة والخلق والعلم والعمل
ورآها الشاعر ايمن الرواشده ورقة نقاشية جميلة تؤطر لخيارٍ أمثل.. بالرغم من أن روائح العسائرية والتعنصر تخنقنا..
وزاد "نحن نتأمل الأمثل والأفضل ونعوّل كثيراً على ثقافة الناخب وفكره المتحرر من قيود التعنصر للعشيرة" ..
وبالرغم من كل ذلك فهو يأمل أن نفتح نوافذنا على المستقبل والحياة والهواء النقي..
وقال مدير الثقافة د. سالم الفقير بوركت د. حنان الخريسات على هذه التقدمة
والمتأمل دكتورة هو ما ذهبت إليه، لكن ما نراه مغاير تماما للأسف، لا أعلم لماذا لا زلنا ندور في ذات الحلقة المليئة بالتناقضات؟
وارجو ان اشاطرك الرأي بأننا معشر الناخبين نتحمل الجزء الاكبر من المسؤولية في افراز النائب العفيف الشريف النظيف اللطيف. لقد دفعت الطفيلة ثمناً باهظا في كثير من المجالس السابقة وآن الأوان ان يتم التعديل.
تحياتي لك والله يحفظ
ورآها الشاعر بكر المزايده ورقة جامعة شاملة، تدور في فلك واحد وهو أن أساس النجاح يقع على عاتق الناخب الواعي، وان التعصب العشائري سيكون له نتائجه السلبية في افراز نائب ضعيف.
وحيا الشاعر محمد الشروش الدكتورة الخريسات لهذا الجهد وهذا الطرح وهذه الرؤية التي يتشارك فيها الكثير من بنات وأبناء الوطن مع إختلاف تجاربهم كناخبين او مرشحين او كأعضاء في السلطة التشريعية وربما تختلف الرؤى والأماني ولكن الواقع يفرض خطواته على الجميع .
والشاعر هشام القواسمه يرى ان في القانون نعول على وعي الناخب في الاختيار لتحقيق طموحات الوطن بعد أن فجعنا بشكل التمثيل النيابي بأكثر من مجلس وكانت خياراتنا افرزت ذلك الواقع.
وثمن للدكتورة حنان هذه الورقة المهمة التي احاطت بالموضوع من جهاته المختلفة.
وحسبها التربوي محمد التميمي شاملة وواضحة لرؤيتها للانتخابات النيابية ولجوء الحكومة فرض مزيدا من الضرائب اكيد دون اعتراض من مجلس النواب والفساد الإداري دون محاسبة
ولفت التربوي صالح الحجاج في تعليقه الى ان الورقة تناولت العديد من المشكلات التي تواجه أمام السواد الأكثر من المجتمع وفقدان الثقة في الحكومات المتعاقبة في حل اي من المشكلات المتفاقمة وان ما تطرحه هذا الحكومات هو عبارة حلول شهرية في معظمها لا تتجاوز بضعة شهور ولا تلبي اي طموحات بل تؤدي إلى تفاقم المشكلات في غياب العدالة والشفافية.
وقال ان الحديث عن الانتخابات بأن تكون نزيهة وشفافة اتفق معك في أن المسؤولية تقع على الناخبين ولكن نفس السيناريو سيعاد وسيكون المجلس النيابي القادم أسوء من الحالي في ظل القانون الانتخابي المعمول به ثم الاسماء المطروحة والثقل العشائري هو المتكلم الوحيد ، والشريحة المثقفة ليس لها ثقل في اختيار الأفضل.
ورغب النقابي المهندس علي المصري المشاركة بالقول أن العشائرية قد لا تفرز دائماً الخيار الأسوأ بل الأسوأ من ذلك قانون الانتخاب الحالي الذي قد يحيد الشخص الأفضل الحاصل على ثقة الكثيرين على حساب نجاح شخص آخر أقل حصة في ثقة الناخبين ساعده نجاح كتلته في الوصول للمجلس ليجد الأغلبية أمامه عاشوا نفس التجربة التي تسببت في نجاحهم على حساب خسارة الوطن.
وفي ختام الحوارات قال الاعلامي د. عبدالمهدي القطامين، ان هذه الورقة التي لامست الواقع والامنيات لكن ما يستفزني دائما هو هذا القانون الاعرج او الاعمى الذي بموجبه تتم الانتخابات ومن ثم اليات الترشح وملابسات الناخب والمنتخب وما بينهما من فرص ضائعة للوطن...
وقال ان الديموقراطية خير لكنهم جعلوها شرا ووبالا على الناس والو طن معا ..