صحافة وثقافة
راصد الإخباري -
▪️كتب الشاعر والتربوي أ.ايمن الرواشده، مقالا، حيا فيه جهد عميد الصحفيين في اقليم الجنوب، واثنى على ادارته لمنصة السلع الثقافية المتميزة
وقال في التقديم:
في غمرة انشغالنا بأنفسنا ننسى أحياناً من يقف وراء هذه التظاهرة الثقافية الفريدة ..
فاسمحوا لي أن أهدي هذه الشذرات القلبية لعميد الملتقى وقديمه المُعلّى أستاذنا المبجل أبي أيمن
شَذَرَةُ محبة لعميد الصحفيين الأستاذ غازي العمريين المكرم..
بعيداً عن أجواء السرد القصصي والصورة الشعرية ..هنالك حكايا أخرى نثرتها القلوب وقصائد عزفتها الخلجات..
وأسماء فراقد في سماء الإعلام يعملون بجِدِّ الجنود على الحدود ..ويقضون وراء الخبر الواحد ساعاتٍ من الليل وأطراف النهار .. لنقرأه في دقائق معدودة في شرفة المنزل برفقة فنجان من القهوة ...
أيُّ هدوءٍ جميل في ذلك النقش الصحفي.. ومن ورائه برزخٌ من تعبٍ وكدٍّ ..
كنتُ كعادتي أرتدي الثوبَ على عَجَلٍ ..أُدْخِلُ رأسي من أسفله فيطفو كقطعةٍ من الخشب على وجه البحر.. وما كان يحضُرُني ذلك الوقت العصيب الذي تمضيه أمي في خياطة الثوب ..ما بين تقطيب وتسديدٍ ومماثلةٍ ومجاورةٍ .. كانت كلما تنجزُ جزءاً يسيراً منه تبسطه لتراه بعين الناقد البصير فتُصلحُ ما اعوجَّ منه..
ثم تمضي قُدُماً في خياطته وتكييفه ليناسب أطوال أولادها الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب.. وكل ذلك في كفّةٍ وإدخال الخيط في ثقب الإبرة في كفّةٍ أخرى .. الخيط رفيعٌ .. والثقبُ صغير.. والبصرُ ضعيفٌ .. والناقدُ حصيفٌ .. والجيل عنيد..
أرتديه في لمح البرق وأركل ورائي شقيقه الذي انتزعته عن جسدي انتزاع جلد الشاة عن جسدها بعد عراكٍ يتخلله شتمٌ ولعن على صانعه وخائطه ولابسه..
ثم أمضي من دون كلمة شكرٍ أو وداع.. وتجلسُ أمي بعد أن تلملم ما تناثر من ملابسي المتسخة وهي تتمتم ( الله يهديك ويرضى عليك يا بنيّي)
تجسُّ أمي على أطراف أصابعها المرتعشة ومفاصلها المتآكلة وأنفاسها المتلاحقة فتبتسم رغم وفود الأمراض والأسقام التي تحفّها كل ليلة ..
ثم تمشي كبطريقٍ عجوز لتكمل دورة العمل البيتي المرهق وليس لها غايةٌ إلا رضا زوجها وأولادها..
استحضرت كل هذه الفوضى والعناء والضجيج العذب حين أستفيق على خبرٍ جديد في ملتقى السلع الثقافي..
أتناول هاتفي المتخم بالشحن وأصفعه بباطن إصبعي السبابة فينفتح بلا تردد فأجد الخبر طازجاً أقرأه وأنا أرشف فنجان القهوة فآتي على آخره وربما أتجاوز بعض الفقرات الطويلة
أوأختصرها.. وقد ألوي فمي( لويةَ )الذي لا يعجبه العجب.
باختصارٍ هذا ما يصنعه عميد الصحفيين وأستاذهم المحترف الأستاذ غازي العمريين أبو أيمن كل ليلةٍ مع الخبر الواحد .. يقطع ليله بعيداً عن فراشه ما بين ترتيبٍ وتنظيمٍ .. وتقريبٍ وتبعيدٍ .. ووصلٍ وفصلٍ .. وفتقٍ ورتقٍ .. وتشذيبٍ وتهذيبٍ ..
يقرؤه مِراراً وتكراراً.. ثم يحيله للطباعة ثم التدقيق وأخيراً النشر . يكون بذلك قد استهلك طاقتَه وأنهكَ حواسَهُ وأتعبَ روحَهُ ..ثم لا يناله من ذلك إلا التعب والنصب ورضا نفسه عليه..
فتقبل مني أخي الصحفي الكبير أبا أيمن كل الحب والتقدير..
أسأل اللهَ لك تمام العافية ودوام الصحة في كَنَفِ من تحب.
▪️كتب الشاعر والتربوي أ.ايمن الرواشده، مقالا، حيا فيه جهد عميد الصحفيين في اقليم الجنوب، واثنى على ادارته لمنصة السلع الثقافية المتميزة
وقال في التقديم:
في غمرة انشغالنا بأنفسنا ننسى أحياناً من يقف وراء هذه التظاهرة الثقافية الفريدة ..
فاسمحوا لي أن أهدي هذه الشذرات القلبية لعميد الملتقى وقديمه المُعلّى أستاذنا المبجل أبي أيمن
شَذَرَةُ محبة لعميد الصحفيين الأستاذ غازي العمريين المكرم..
بعيداً عن أجواء السرد القصصي والصورة الشعرية ..هنالك حكايا أخرى نثرتها القلوب وقصائد عزفتها الخلجات..
وأسماء فراقد في سماء الإعلام يعملون بجِدِّ الجنود على الحدود ..ويقضون وراء الخبر الواحد ساعاتٍ من الليل وأطراف النهار .. لنقرأه في دقائق معدودة في شرفة المنزل برفقة فنجان من القهوة ...
أيُّ هدوءٍ جميل في ذلك النقش الصحفي.. ومن ورائه برزخٌ من تعبٍ وكدٍّ ..
كنتُ كعادتي أرتدي الثوبَ على عَجَلٍ ..أُدْخِلُ رأسي من أسفله فيطفو كقطعةٍ من الخشب على وجه البحر.. وما كان يحضُرُني ذلك الوقت العصيب الذي تمضيه أمي في خياطة الثوب ..ما بين تقطيب وتسديدٍ ومماثلةٍ ومجاورةٍ .. كانت كلما تنجزُ جزءاً يسيراً منه تبسطه لتراه بعين الناقد البصير فتُصلحُ ما اعوجَّ منه..
ثم تمضي قُدُماً في خياطته وتكييفه ليناسب أطوال أولادها الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب.. وكل ذلك في كفّةٍ وإدخال الخيط في ثقب الإبرة في كفّةٍ أخرى .. الخيط رفيعٌ .. والثقبُ صغير.. والبصرُ ضعيفٌ .. والناقدُ حصيفٌ .. والجيل عنيد..
أرتديه في لمح البرق وأركل ورائي شقيقه الذي انتزعته عن جسدي انتزاع جلد الشاة عن جسدها بعد عراكٍ يتخلله شتمٌ ولعن على صانعه وخائطه ولابسه..
ثم أمضي من دون كلمة شكرٍ أو وداع.. وتجلسُ أمي بعد أن تلملم ما تناثر من ملابسي المتسخة وهي تتمتم ( الله يهديك ويرضى عليك يا بنيّي)
تجسُّ أمي على أطراف أصابعها المرتعشة ومفاصلها المتآكلة وأنفاسها المتلاحقة فتبتسم رغم وفود الأمراض والأسقام التي تحفّها كل ليلة ..
ثم تمشي كبطريقٍ عجوز لتكمل دورة العمل البيتي المرهق وليس لها غايةٌ إلا رضا زوجها وأولادها..
استحضرت كل هذه الفوضى والعناء والضجيج العذب حين أستفيق على خبرٍ جديد في ملتقى السلع الثقافي..
أتناول هاتفي المتخم بالشحن وأصفعه بباطن إصبعي السبابة فينفتح بلا تردد فأجد الخبر طازجاً أقرأه وأنا أرشف فنجان القهوة فآتي على آخره وربما أتجاوز بعض الفقرات الطويلة
أوأختصرها.. وقد ألوي فمي( لويةَ )الذي لا يعجبه العجب.
باختصارٍ هذا ما يصنعه عميد الصحفيين وأستاذهم المحترف الأستاذ غازي العمريين أبو أيمن كل ليلةٍ مع الخبر الواحد .. يقطع ليله بعيداً عن فراشه ما بين ترتيبٍ وتنظيمٍ .. وتقريبٍ وتبعيدٍ .. ووصلٍ وفصلٍ .. وفتقٍ ورتقٍ .. وتشذيبٍ وتهذيبٍ ..
يقرؤه مِراراً وتكراراً.. ثم يحيله للطباعة ثم التدقيق وأخيراً النشر . يكون بذلك قد استهلك طاقتَه وأنهكَ حواسَهُ وأتعبَ روحَهُ ..ثم لا يناله من ذلك إلا التعب والنصب ورضا نفسه عليه..
فتقبل مني أخي الصحفي الكبير أبا أيمن كل الحب والتقدير..
أسأل اللهَ لك تمام العافية ودوام الصحة في كَنَفِ من تحب.







