آخر الأخبار

وطن بلا حجارة،،

راصد الإخباري :  
بقلم :  الصحفي غازي العمريين 
 
في بلدي ثمة قواسم مشتركة، لا يطغى بعضها على بعض، ولا يتجاوز مفصل منها الآخر.   
ومن لا يوقرها، ويعدها من حبات العيون، فهو اصم، وابكم، لان التاج، والهيبة، والتسامح، ليست بضاعة للبيع.  
 
وفي تاريخنا المشرقي، لم يحمل عربي الراية،  من جيل الى جيل، ما فعله سيد الرصاصة، واسد مكة، الحسين بن علي، ليدخرها للامة في عمان.    
وفي التاريخ، الذي تقلبت ايامه، في بني امية وبني  والعباس والفاطمية والمماليك، لم نر ثائرا، حمل الروح على الاكف، مثلما حمل الهاشميون   
وفي الاردن، الذي ظل مستودع سرهم، وقلعة صمود الامة، وعنوان عزتها، خبأ امير مكة فيه اسرار انبعاث الامة من حين الى حين، فكان هذا الوطن حمى، وساحات للخالدين.    
وحين تعصف بالامة عاديات الزمان، تلتقي الحكمة في عمان، وحين تتعالى صرخات الفجور، لا نجد لها حلا الا على صفحات ارض الحشد والتمكين. 
وفي اللحظات العصيبة بيننا، لا نحتكم ابدا الا للثوابت، التي لا تقبل اقتساما، ولا تحتمل تجزيئا، في بلد ما ترك فيه الاوفياء مكانا الا للاصفياء واهل المروءآت والنخوة   
فالتجاذبات حيال حقوق المعلمين، ظاهرة لا تنتقص من هيبة الوطن، بل على العكس، تزيده متانة، وتجذر فيه الاصالة، لوطن لا يعلوه الا سحب الحرية، ولا يتنسم الا عبق التعاطي مع الافكار والحوارات.    
لكن الخروج فيه على هيبتنا، برمي امننا بالحجارة، والانحياز الى الغلظة والتنابذ، فهي دعوات جاهلية، تستند الى انفاس الحاقدين على هذا الحمى العربي الامين.    
فهل من طامع لتحويل بلدنا الى اطلال وخراب وحجارة يقوم عليها البوم ينعى ويندب، 
وهل من عاشق للذل والهوان، ليشاهد هذا الحمى، وقد تحولت فيه الناس الى وحوش كاسرة تاكل بعضها، وتتطاول على الكرامات والاعراض، دون حسيب او رقيب.    
فلنتق الله، وليعلو صوت الحق على الاصوات النشاز، ولنحتكم الى الرشاد وصوت العقل. في وطن لا تباع فيه الكرامات. ولا نستورد اليه الهيبة ولا المروءآت   
حيا الله الجيش، وحيا الامن، وبارك في اصخاب التاج، الغر الميامين، يحفظون العهد، ويتشبثون بمنابت العز والاصالة والتآخي،،   
في المحصلة، نحن شعب واحد، في بلد واحد، لا نساوم عليه، ولا نسمح لانتهازي الطعن فيه، للمعلمين فيه حقوقهم. بالافراج عن معتقليهم، واعادة نقابتهم، والجلوس لطاولة التفاوض، دون طغيان لطرف على الآخر، حينها ستظل شمس الولاء مشرقة، رغم انوف الحاقدين