حين اطلالة اخي مرعي، مطلع الستينيات، متوهجا بالشرائط، ولمعان التاج والقايش. كنا نعده جيشا غظنفرا
وحين يتبعه ابناء العمة، غالب ومحمود، يتوافدون علينا في هضاب الطفيلة الغربية. نحس ان جيشا لجبا عسكر بيننا
ولم تنداح هيبة الجندية ابدا، في وطن مرسوم باصابع هاشمية، ومداد قرشي، بل زادت توهجا وظلت خفقات للقلوب
جيوش جرارة. لا تحس لها ركزا. وهي تتماهى بين الناس، تسولا ولا تحمل معتى، فيما الجيش في الاردن تحسبه واحدا، في لباسه المدني او العسكري
عيد الحيش، يحرك فينا الاحاسيس، ان من ضحى امامك. هو ذاته الذي استشهد خلفك، في القلعة. او في المداهمات لاوكار الشر، وبيوت المارقين
فمنذ حداء جدتي، "والعسكري يا ما حلا تاجه، تاج الفخر يا نياشينه" الى ايام دوي الطلقات. وازيز الرصاصات. دفاعا عن الامة في فلسطين. وحماية لبوابات العز على ضفاف النهر، ما تبدل
عسكر كانهم على حياض الجنة، لا يشكون عنتا، ولا يتبرمون بالحياة. بل علمونا ان العيش قناعة، وان الشرف هو الصبر على اللاواء
مدرسة الحيش التي لا تخرج الا فارسا، ولا تهذب الا صنديدا، تسبح في شرايبننا محبتهم. ويسكنون الصدر عزا ومقاما
ما ادخروا نبلا ولا نشابا. الا وزرعوه في صدور الاعداء، فباتت الخشية منهم كالخشية من النار، يدخرون لنا الطيب والطمانيتة. ولاعداء الامة نارا وشرارا
حيا الله الجيش في العيد، وحيا الله قائد الجيش، اذ يطعم في رمضان الفقير والمعتر. في الشوارع. ويطعمنا عزا وكرامة كل الايام