الطب الشرعي يحدد سبب وفاة الشاب المفقود
راصد الإخباري -
الكـــرك – وضح الطب الشرعي في محافظة الكرك أن الشاب الثلاثيني الذي عُثر عليه متوفياً بعد بحث دام ثمانية أيام، قد لقي حتفه جراء هبوط في القلب والتنفس نتيجة تعرضه للبرد الشديد في منطقة وعرة ومعزولة.
جاءت النتيجة الطبية النهائية بعد تشريع دقيق أجرته لجنة من الأطباء الشرعيين في مركز طب شرعي إقليم الجنوب بالكرك، بتكليف مباشر من المدعي العام، لتسدل الستار رسمياً على ظروف الحادثة المأساوية التي شغلت الرأي العام المحلي.
وكانت غرفة العمليات والسيطرة قد تلقت بلاغاً رسمياً يفيد بفقدان الشاب منذ الثلاثاء الماضي، لتباشر على إثره فرق مختصة من الدفاع المدني وجهاز الشرطة عمليات بحث مكثفة على الفور. واستمرت جهود البحث والتفتيش لمدة ثمانية أيام، تصدى خلالها رجال الأمن والدفاع المدني لصعوبة التضاريس في منطقة "اللجون" شرقي الكرك، إلى أن تم العثور للأسف على جثمان الشاب بجانب أحد المقاطع الصخرية المميزة لتلك المنطقة.
وعقب العثور عليه، تم إخلاء الجثمان مباشرة إلى المستشفى، ثم نُقل إلى قسم الطب الشرعي لإجراء التشريح وتحديد سبب الوفاة بشكل قاطع، والتحقق من كافة الملابسات وعدم وجود شبهة جنائية وراء الحادث. وقد أثبت التقرير الطبي الشرعي أن الوفاة كانت طبيعية وناجمة عن ظروف المناخ القاسية.
وكانت عائلة الشاب قد أعلنت عن فقدانه في العاشر من كانون الأول الجاري في منطقة "زحوم" بالكرك، وقامت بمبادرات بحث شخصية إلى جانب إبلاغ الجهات الأمنية، كما ناشدت عبر وسائل التواصل الاجتماعي تقديم أي معلومات تساعد في العثور عليه. واجتمعت جهود الأجهزة الأمنية والدفاع المدني والمواطنين على مدى الأيام الماضية في عمليات البحث التي وصلت إلى نهايتها المحزنة.
يذكر أن الحادثة سلطت الضوء مجدداً على المخاطر التي يمكن أن تواجه الأفراد في المناطق البرية والجبلية النائية، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء. وتعمل الجهات المختصة عادة على نصح المواطنين بالتزود بالمعدات المناسبة وإبلاغ ذويهم عن مساراتهم قبل التوجه إلى مثل هذه المناطق.
ووسط حالة الحزن التي عمت المحافظة، يتقدم المجتمع المحلي بخالص العزاء والمواساة لأهل وذوي الشاب المتوفى، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.







