ندوة تختص بالمرأة في منتدى الفكر العربي
راصد الإخباري -
الإثنين الموافق 8 كانون الأول 2025 - استضاف منتدى الفكر العربي في العاصمة الأردنية عمّان ، فعاليات الندوة العلمية الدولية المدمجة "حين يتحوّل البيت إلى جبهة: إعادة تعريف أمن المرأة في المجتمع العربي"، تحت شعار "البيت وطن لا جبهة … المرأة لا تحارب في وطنها". أقيمت الندوة تحت رعاية وإشراف مؤسسة BRC العلمية الدولية ومنتدى الفكر العربي الذي يرأسه سمو الأمير الحسن بن طلال المعظم، والذي مثّله الأمين العام للمنتدى الدكتور الصادق الفقيه، وبالتعاون مع مركز بيلر للبحث العلمي في تركيا وبريطانيا، وجامعات ومؤسسات علمية عراقية وعربية ودولية رصينة.
بدأت الفعاليات بكلمة ترحيبية ألقتها رئيسة الجلسة الدكتور رائدة محمد زايد الحجايا، رئيسة مركز العصب الحائر في الأردن، أعقبها كلمات افتتاحية لكل من الدكتور محمود السرحان ممثل منتدى الفكر العربي، الذي رحب بالمشاركين والداعمين والحضور عبر المنصات الافتراضية، والدكتور ميثاق بيات الضيفي رئيس مؤسسة BRC العلمية الدولية ومدير وحدة شؤون المرأة ذات الإعاقة في جامعة تكريت بالعراق، الذي شدد على أن المجتمعات التي تُعيد الاعتبار لأمن المرأة هي التي تُعيد بناء الإنسان، مؤكداً أن البيت الآمن هو أساس الوطن الآمن. ثم ألقت الدكتورة نيرمين البورنو، مديرة مركز بيلر للبحث العلمي وإدارة الأزمات، كلمتها الافتتاحية.
انطلقت بعد ذلك الجلسة الحوارية التي شارك فيها نخبة من الباحثين والناشطين، حيث قدّمت إنعام العشا، المديرة التنفيذية لمعهد تضامن النساء في الأردن، مداخلة بعنوان "العنف كمنظومة اجتماعية راسخة لا كممارسة فردية". وتلاها مداخلة للدكتورة أمينة حليلالي من جامعة البليدة 2 في الجزائر عبر الاتصال المرئي بعنوان "المرأة في بيئة مزدوجة الاضطراب: القانون بين عنف المناخ وعنف الأسرة".
وقدمت الأستاذة الدكتورة عبير دبابنة، مفوَّضة الهيئة المستقلة للانتخابات في الأردن، مداخلة حول "العنف الرقمي ضد المرأة في الحياة العامة". ثم شارك الدكتور يوسف ماريكو من جامعة يامبو وليغيم في مالي عبر الاتصال المرئي بمداخلة معنونة "من هندسة الخوف إلى إعادة تشكيل الأمان: مقاربة تحليلية لواقع الأسرة المعاصرة في جمهورية مالي".
وتناولت الأستاذة روان بركات، مديرة مؤسسة رنين ورئيسة لجنة المرأة في المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن، موضوع "ذوات الإعاقة بين العنف الأسري والتمكين القانوني". بينما قدّمت المستشارة أبرار قاسم الصالحي من المجلس الاستشاري الأسري العراقي عبر الاتصال المرئي مداخلة بعنوان "من قدسية البيت إلى صمت الجدران: خصوصية الأسرة كقيد قانوني يحول دون إنصاف المرأة في الواقع العراقي".
واختتمت المداخلات العلمية بمساهمة الدكتورة ميسون العتوم، العين السابق وعضو هيئة التدريس في مركز دراسات المرأة في الجامعة الأردنية، بعنوان "قراءة في أركيولوجيا العنف والعنف المسلط على النساء"، ومداخلة للأستاذة أميرة محمد عبد العزيز بلال، مديرة أكاديمية الرأي للتدريب والاستشارات في مصر، حول "العنف الأسري في مصر: حين تتحوّل العلاقات الأسرية إلى بُنى اجتماعية تُبرّر الألم وتصنع الاعتياد".
وقدّمت مؤسسة BRC العلمية الدولية ومنتدى الفكر العربي في ختام المداخلات رسالة ملخصة عبر الفيديو تضمنت أبرز ما نوقش خلال الندوة. ثم ألقت الأستاذة ضحى الكبيسي من جامعة البترا التوصيات الختامية التي دعت إلى تأسيس ميثاق عربي جديد للبيت الآمن، يضمن حق المرأة في الأمان العاطفي والنفسي، وحقها في التعبير دون تهديد، وحماية خصوصيتها، وتعزيز شراكة الأدوار داخل البيت، مع تضمين قيم الرحمة والاحترام والمساواة الإنسانية.
وشهدت الندوة حضوراً وتفاعلاً مميزاً، واختُتمت بتكريم المتحدثين وأعضاء اللجنة التنظيمية وهم: الدكتورة نور الكبيسي المنسق العام ورئيسة اللجنة التنظيمية، والأستاذة ضحى الكبيسي، والأستاذة نداء الخزعلي، والأستاذة لطيفة أدوش من المغرب، والأستاذة هناء والأستاذة أيمان من ليبيا.
واختتمت الفعاليات بصورة جماعية جمعت المشاركين، مؤكدة على روح التعاون والتكاتف العربي لمواجهة العنف الأسري وإعادة بناء الوعي المجتمعي، لتحويل البيت من ساحة صراع إلى وطن صغير للطمأنينة والإحياء الروحي والنفسي، وجعل المرأة مركزاً للأمن والرجل شريكاً في صناعته.







