"القصام".. الدكتور رضوان المجالي
راصد الإخباري -
الدكتور رضوان المجالي، المعروف بـ"القصام"، ليس مجرد اسم يُذكر في المجال الطبي في الأردن، بل ظاهرة اجتماعية تُجسد التوازن بين الكفاءة والانتماء، بين التخصص الدقيق والهم الوطني الواسع. يسري في عروقه حب الوطن كنبض لا يتوقف، يُترجمه في كل خطوة، كل موقف، وكل علاقة يبنيها مع الناس، من المريض البسيط إلى صانع القرار.
لُقب بـ"القصام" لا لأنه يقصّ الأمور، بل لأنه يقصّ على الحقيقة بجرأة، لا يُخفي، لا يداهن، يُحدث بصدق يُربك أحيانًا، لكنه يُحترم دائمًا. صوته واضح، موقفه ثابت، وانتماؤه للوطن لا يُشترط بزمان أو منصب، بل هو نبض يومي في قلبه وعمله. يُقدّر الجميع، من كل مكونات المجتمع الأردني، لا يفرق بين قريب أو بعيد، مسؤول أو مواطن، بل يتعامل مع الجميع بكرامة، واحترام، ومسؤولية.
بنيت سمعته ليس فقط على إنجازاته الطبية الرفيعة، بل على شبكة علاقات واسعة، ليست منسوجة من المصالح، بل من الثقة والصدق. يعرفه الناس في الشارع، يثقون به، لا لأنه طبيب ناجح فقط، بل لأنه إنسان واقف بجانب وطنه، يدافع عن مقدراته، يرفض التفريط بالهوية، ويُصرّ على أن يكون الأردني أولًا في كل قرار.
في المجالس، لا يُغيب الحديث عن الوطن، يُذكّر دومًا بأن الانتماء ليس شعارًا، بل سلوك يومي. يُشارك في المبادرات المجتمعية، يُشجّع على التعليم، يدعم الشباب، ويدافع عن كرامة المؤسسة الطبية، لا كسلطة، بل كواجب وطني.
"القصام" لم يبنِ شهرته على الإعلام، بل على العمل الصامت، المخلص، المتواصل. يُقدّر له أنه لم يركض وراء الأضواء، بل الأضواء لاحقته بسبب نزاهته ووطنيته. في زمن كثر فيه الكلام، قلّ من يُترجم الحب للوطن إلى فعل، لكن د. رضوان كان دائمًا من هؤلاء القلة.
هو نموذج للطبيب الوطني، الذي لا يرى في مهنته مجرد وظيفة، بل رسالة إنسانية ووطنية. يُحترم انتماؤه، يُقدّر مواقفه، ويُنظر إليه بالبنان، ليس فقط لأنه طبيب ماهر، بل لأنه إنسان يحمل الأردن في قلبه، ويدافع عنه بكل ما أوتي من قوة، بصوتٍ لا يلين، وضميرٍ لا ينام.
يوسف العامري







