الأمير الحسن يدعو إلى تحويل "الندرة" إلى قوة

{title}
راصد الإخباري -



**عجلون – 6 أيار/مايو 2025:** رعى سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، الاثنين، افتتاح فعاليات مؤتمر "العدالة المناخية في العالم العربي: أين نحن منها"، الذي تنظمه هيئة الخدمات الأميركية (الكويكرز) بالتعاون مع الأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة في محافظة عجلون.  

وأكد سموه في كلمته على ضرورة تحويل مفهوم "الندرة" – في الموارد الطبيعية – إلى عامل تعزيز للتضامن الإقليمي والتعاون بين الدول العربية، خاصة في منطقة تُصنف بين الأكثر هشاشةً أمام التحديات المناخية عالمياً. وشدد على أن تحقيق العدالة المناخية لن يتم إلا بتمكين المجتمعات المحلية، وتحويلها من متلقٍ للمساعدات إلى شريك فاعل في صنع القرار، مع التركيز على الحوار المشترك لتحويل المعرفة إلى إجراءات ملموسة تقودها الشعوب نفسها.  

وأوضح الأمير الحسن أن النهج المتكامل لإدارة الموارد، عبر ربط المياه والغذاء والطاقة بالنظام البيئي، يُعد مفتاحاً لتعزيز الأمنين المناخي والغذائي معاً، داعياً إلى تبني هذا النموذج كسياسة إقليمية مشتركة. كما أشار إلى أهمية التعاون العربي في بناء معرفة جماعية حول قضايا الحوكمة البيئية والعدالة المناخية، وتبني رؤية شمولية توازن بين احتياجات الإنسان واستدامة الطبيعة.  

  
و جدد سموه الدعوة إلى إنشاء "مجلس اقتصادي اجتماعي إقليمي" لتعزيز التكامل بين دول المشرق، و"أنسنة" السياسات التنموية بما يعكس احتياجات المجتمعات، ويُحقق التكافؤ في التعامل مع التحديات المشتركة.  

من جهته، ربط المدير الإقليمي لهيئة الخدمات الأميركية (الكويكرز)، خالد الكوز، بين العدالة المناخية والعدالة الإنسانية، مؤكداً أن الفئات المتضررة من النزاعات بالمنطقة هي ذاتها الأكثر معاناةً من آثار التغير المناخي. وأشار إلى أن المؤتمر جزء من "الحوار الإقليمي"، وهو برنامج أوسع يهدف لبناء جسور التعاون بين المجتمعات، وإيجاد حلول عابرة للحدود للقضايا البيئية والاجتماعية.  


و يناقش المؤتمر، الذي يستمر حتى الأربعاء، قضايا التغير المناخي والعدالة البيئية في السياق التاريخي والسياسي العربي، بمشاركة خبراء وباحثين وناشطين بيئيين وممثلي مجتمع مدني من الأردن وفلسطين ولبنان. وتتضمن الجلسات تحليلاً للحركات البيئية الفاعلة في المنطقة، وآليات تحقيق التوازن بين التنمية وحماية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.  

يُذكر أن هذا الحدث يأتي في ظِّل تصاعد التحذيرات الدولية من تفاقم الأزمات المناخية في المنطقة العربية، التي تواجه موجات جفاف متكررة وندرةً في المياه، ما يُهدد الأمن الغذائي واستقرار المجتمعات.