أعلن وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، اليوم، عن تبرع الملك عبدالله الثاني بكمية كبيرة من الذهب، لاستخدامها في ترميم قبّة الصخرة المشرفة والأعمدة الذهبية في المسجد الأقصى المبارك. وجاء هذا التبرع السخي من جلالته امتداداً لمسيرة الإعمار الهاشمي المتواصل للمسجد الأقصى، الذي تشرف عليه المملكة منذ عقود ضمن مسؤولياتها التاريخية والدينية تجاه المقدسات الإسلامية في القدس.
وأكد الوزير أن التبرع الملكي يُكرس التزام الأردن الراسخ برعاية المقدسات الإسلامية في المدينة المقدسة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تستهدف الحفاظ على الإرث المعماري والفني لقبّة الصخرة، التي تُعتبر إحدى أبرز التحف الإسلامية العالمية. وأضاف أن الأعمال الترميمية ستشمل إعادة تذهيب الأجزاء المتأثرة بعوامل الزمن في القبة والأعمدة، باستخدام تقنيات متطورة تحافظ على الطراز الأصيل، مع توثيق المراحل التاريخية للبناء.
وأوضح أن هذا المشروع يأتي ضمن سلسلة مشاريع الإعمار الهاشمي التي يقودها الأردن منذ عهد الملك الراحل الحسين بن طلال، حيث تولي العائلة الهاشمية اهتماماً استثنائياً بصيانة الهوية الإسلامية لمدينة القدس ومقدساتها، في ظل التحديات التي تواجهها.
يُذكر أن الأردن، بموجب ولاية تاريخية ودولية، يتحمل مسؤولية حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، حيث تشرف دائرة الأوقاف الأردنية على إدارة وصيانة المسجد الأقصى وقبّة الصخرة، التي بُنيت في العهد الأموي عام 72 هـ الموافق 691 م، وتُعدّ تحفة معمارية تجسّد روعة الفن الإسلامي.
هذا التبرع يُعزّز مكانة الأردن كحامٍ للقدس ومقدساتها، ويُبرز الدور الهاشمي المتواصل في دعم صمود المدينة أمام المحاولات الرامية إلى طمس هويتها العربية والإسلامية.