آخر الأخبار
راصد الإخباري :
عمّان – أشرف محمد حسن
احتفل المَركَز الثقافي الصيني في العاصمة الأردنية عمّان مساء الأربعاء الموافق 12 شباط 2035 بمهرجان الفوانيس التقليدي بمناسبة "عيد الربيع السعيد"، وذلك على مسرح الشمس وسط حضور رسمي وشعبي لافت. وشهد الحفل مشاركة السفير الصيني لدى الأردن تشن تشوان دونغ، ومدير الهيئة الملكية الأردنية للأفلام مهند البكري، بالإضافة إلى شخصيات أردنية بارزة وأعضاء من الجالية الصينية المقيمة في المملكة، في أمسية جمعت بين الأصالة الثقافية والتفاعل الإنساني.
**كلمات رسمية تؤكد عمق العلاقات**
في كلمته خلال الحفل، أكد السفير تشن تشوان دونغ أن مهرجان الفوانيس يرمز إلى "بداية جديدة وعهدٍ من التجدد مع حلول الربيع"، مشيرًا إلى أن العادات المرتبطة بالعيد تعكس الروح العميقة للثقافة الصينية. وأضاف: "الشعبان الصيني والأردني يتقاسمان قيم السلام، واحترام التقاليد، والتقدير الكبير للأسرة، فضلًا عن الانفتاح على التنوع الحضاري"، لافتًا إلى أن هذا التقارب يُعزز التعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، ويسهم في بناء مستقبل مشترك للإنسانية.
من جانبها، استعرضت المستشارة الثقافية للسفارة الصينية ومديرة المَركَز شي واي أبرز الفعاليات التي نظمها المَركَز منذ افتتاحه التجريبي، مؤكدة التزامه بدور الجسر الثقافي بين البلدين عبر أنشطة تعرّف بالأدب والفنون والعادات الصينية، وتفتح الباب أمام الأردنيين لاكتشاف ثراء الحضارة الصينية.
**عروض فنية تدمج الثقافتين**
تخلل الحفل سلسلة عروض فنية مُبتكرة جمعت بين التراثين الصيني والعربي، حيث قدّم الاتحاد الأردني للوشو والكونغ فو استعراضًا مبهرًا لفنون القتال الصينية، تلاها عرض كوميدي مشترك (ستاند أب) جمع فنانين من البلدين في لوحة فكاهية عبّرت عن التناغم الإنساني. كما أذهلت المسرحية المشتركة "هاي هاي شنغهاي" الجمهور بمزجها الساخر بين عناصر الثقافتين، فيما أبرزت رقصة "زهرة البرقوق الأحمر" أناقة الرقص الكلاسيكي الصيني، مقابل حيوية الرقصات العربية التي تفاعل معها الحضور.
ولم تخلُ الأمسية من لمسات جمالية عبر عرض أزياء الهانفو التقليدية من تقديم طلاب معهد كونفوشيوس في جامعة فيلادلفيا، فيما اختُتمت الأحداث بأغنية "ليلة لا تُنسى" بأداء طلاب اللغة الصينية في الجامعة الأردنية، وسط تفاعل عاطفي من الحاضرين.
**سلسلة فعاليات مستمرة**
يأتي مهرجان الفوانيس ضمن سلسلة فعاليات أطلقها المَركَز الثقافي الصيني منذ 13 كانون الثاني 2025 تحت عنوان "عيد الربيع السعيد"، وشملت أنشطة متنوعة كالتجارب الثقافية في الجامعات، ونوادي القراءة، ومسابقة الفيديو القصيرة، ومعرض المأكولات الصينية الحلال، في خطوة تهدف إلى ترسيخ الحوار الثقافي كأداة للتقارب بين الشعبين.
يُذكر أن هذا الحدث الثقافي يكتسب أهمية خاصة في ظلّ الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين الصين والأردن، والتي تتجاوز الجوانب الاقتصادية إلى تعزيز التماسك الاجتماعي عبر الفنون والإرث الحضاري المشترك.
