وجه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، اليوم الخميس، رسالة شكرٍ مُؤثرة إلى الشعب الأردني عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، عقب عودته من زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية رفقة ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني. وجاء في تغريدة جلالته: *"أشكركم أبناء وبنات شعبي الوفي، أستمد طاقتي وقوتي منكم. مواقفنا ثابتة وراسخة، وسأفعل الأفضل لبلدي دائما وأبدا، فمصلحة الأردن فوق كل اعتبار"* .
### **تفاصيل الرسالة والسياق السياسي**
أشار جلالة الملك في رسالته إلى التلاحم بين القيادة والشعب، معبرًا عن امتنانه للاستقبال الشعبي الحاشد الذي شهده مطار ماركا الدولي عند عودته، والذي رفع خلاله الأردنيون الأعلام وصور الملك في مشهدٍ يعكس الدعم الشعبي للسياسات الوطنية . وجاءت هذه الرسالة في أعقاب زيارةٍ دبلوماسية مكثفة شملت مباحثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والقضايا الإقليمية، لا سيما الوضع في غزة والضفة الغربية .
### **محطات رئيسية في الزيارة الأمريكية**
1. **رفض تهجير الفلسطينيين**: أكد الملك عبدالله الثاني خلال لقائه بترامب على الموقف الأردني والعربي الموحد الرافض لأي مخططات لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، مشددًا على ضرورة إعادة الإعمار دون نزوح السكان .
2. **مبادرة إنسانية**: أعلن جلالته عن استعداد الأردن لاستقبال 2000 طفل فلسطيني من غزة لتلقي العلاج، خاصة مرضى السرطان، كجزء من الدعم الإنساني المستمر .
3. **حل الدولتين**: شدد الملك على أن السلام العادل في المنطقة لن يتحقق إلا عبر حل الدولتين، مع ضرورة الدور القيادي للولايات المتحدة في دعم هذا المسار .
### **ردود الفعل الدولية والمحلية**
- **تصريحات ترامب**: أشاد الرئيس الأمريكي بالملك عبدالله الثاني واصفًا إياه بـ"أحد القادة العظماء الحقيقيين في العالم"، معتبرًا الشعب الأردني "مذهلًا" و"ذكيًا" . إلا أنه أثار جدلًا بتصريحاته حول خطط نقل الفلسطينيين إلى مناطق خارج غزة، والتي قوبلت برفضٍ أردني وعربي .
- **موقف مصري**: أعلنت مصر عن طرح "تصور متكامل" لإعادة إعمار غزة مع الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع الموقف الأردني .
### **تحليل: دبلوماسية التوازن**
تميزت الزيارة بتعزيز الشراكة الأردنية الأمريكية مع الحفاظ على الثوابت الوطنية، حيث نجح الأردن في توظيف علاقته الاستراتيجية مع واشنطن لدفع أجندة السلام دون التنازل عن المبادئ، مثل رفض التوطين البديل والدعوة لإعادة إعمار غزة . وفي الوقت نفسه، شكلت رسالة الملك للشعب تأكيدًا على أن الإرادة الشعبية هي حجر الزاوية في صنع القرارات الوطنية.
**ختامًا**، تُعَد هذه الرسالة الملكية تجسيدًا للعلاقة الوثيقة بين العرش والشعب، وتذكيرًا بدور الأردن المحوري في قضايا المنطقة، وسط تحدياتٍ إقليمية ودولية متصاعدة.