عمان – 12 شباط 2025 - أقام الملتقى العراقي للثقافة والفنون، مساء اليوم الأربعاء، أمسيةً أدبيةً بعنوان **"الغربة وأثرها في الأدب العراقي"**، احتفاءً بالذكرى الـ60 لرحيل الشاعر العراقي الرائد **بدر شاكر السياب**، الذي يُعتبر أحد أبرز مؤسسي حركة الشعر الحر في الأدب العربي الحديث إلى جانب الشاعرة نازك الملائكة .
**استذكار إرث السياب في قاعة بيت الثقافة بعمان**
شهدت الأمسية، التي أُقيمت في قاعة بيت الثقافة والفنون بعمان، مشاركة الناقد الدكتور **ضياء خضير**، الذي سلّط الضوء على تأثير تجربة الغربة والمنفى في تشكيل رؤية السياب الأدبية، والتي تجلّت في قصائده مثل "أنشودة المطر" و"غريب على الخليج" . وأدار اللقاء رئيس الملتقى، الصحفي والباحث **ضياء الراوي**، بحضور مجموعة من الكتّاب والأدباء والفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي.
**السياب: صوت المعاناة والثورة**
تناولت المداخلات حياة السياب المليئة بالتحديات، بدءاً من فقدانه والدته في طفولته، ومروراً بمرضه الذي عانى منه في سنواته الأخيرة، وصولاً إلى تنقله بين إيران والكويت ولندن هرباً من الاضطهاد السياسي . كما ناقش الحضور كيف عبّرت قصائده عن هموم الإنسان العراقي وعذاباته، مُدمجاً الأسطورة بالواقع، كما في قصيدة "أنشودة المطر"، التي تُعدّ علامةً فارقةً في الشعر العربي الحديث .
**الغربة: محور الأمسية**
ركّزت الأمسية على علاقة السياب بموضوع الغربة، ليس كحالة جغرافية فحسب، بل كتجربة وجودية انعكست في شعره الذي مزج بين الحنين إلى الوطن وانتقاد الواقع السياسي والاجتماعي. وأشار الدكتور خضير إلى أن "السياب حوّل معاناته الشخصية إلى صوتٍ جامعٍ لقضايا أمته، مما جعل إرثه حياً حتى اليوم" .
**تفاعل الحضور وإرثٌ مستمر**
شهد اللقاء تفاعلاً من الحضور، الذين نوّهوا بدور السياب في إلهام الأجيال اللاحقة، لا سيما في ظل الأزمات التي يعيشها العراق اليوم. كما تمت الإشارة إلى احتفالات أخرى أُقيمت مؤخراً في لندن وبغداد لتكريمه، مثل المعارض الفنية والأمسيات الشعرية التي سلطت الضوء على تأثيره العالمي .
يُذكر أن بدر شاكر السياب، المولود في قرية جيكور قرب البصرة عام 1926، رحل عن عمرٍ ناهز 38 عاماً في الكويت عام 1964، تاركاً إرثاً شعرياً يُدرس في الجامعات العالمية، ويُعد مرجعاً لأدباء عرب كبار مثل محمود درويش .