آخر الأخبار

أعمال شغب وانقلاب مركبة أمنية في ام صيحون البترا

راصد الإخباري :  




البتراء – 11 فبراير 2025 - شهدت منطقة أم صيحون في لواء البتراء مساء اليوم الاثنين أعمال شغب واحتجاجات على خلفية قرارات تنظيمية أصدرتها سلطة إقليم البتراء، تزامنت مع حادث انقلاب مركبة أمنية أسفر عن إصابات في صفوف القوات الأمنية، وفق مصادر محلية وبيان رسمي من مديرية الأمن العام.

  وقد اندلعت مواجهات بين الشباب وقوات الأمن في أم صيحون، حيث استخدمت قوات الدرك الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين يعارضون قرارات السلطة المتعلقة بإزالة اعتداءات على مواقع أثرية ومحال غير مرخصة، وفقًا لشهود عيان . وجاءت هذه الإجراءات بعد إنذارات سابقة لأصحاب البسطات والمحال لإزالتها، مما أثار غضب السكان الذين يرون في القرارات "تضييقاً على مصادر رزقهم" .  


 و  في سياق متصل، انقلبت مركبة تابعة لقوات الدرك في المنطقة ذاتها، مما أدى إلى إصابة تسعة من عناصر الأمن العام، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، وفق ما أكده الناطق الإعلامي للأمن العام، الذي أشار إلى فتح تحقيق فوري لمعرفة ظروف الحادث .  

 
وتعود جذور التوتر في أم صيحون إلى عقود من الخلافات حول السياسات التنظيمية لسلطة الإقليم، خاصةً فيما يتعلق بإسكان قبيلة "البدول" التي نُقلت من داخل المحمية الأثرية إلى المنطقة في ثمانينيات القرن الماضي. ويشكو السكان من "تضييق الخناق" عليهم عبر منع التوسع العمراني وحرمانهم من عوائد السياحة، رغم وعود سابقة بتحسين الخدمات وتوزيع المكتسبات التنموية بشكل عادل .  


وأكدت سلطة إقليم البتراء في بيان سابق أن إزالة المخالفات تهدف إلى "حماية المواقع الأثرية وتنظيم العلاقة مع الموقع التاريخي"، مع التركيز على تعزيز سيادة القانون . كما أعلنت عن خطط استثمارية بقيمة 22 مليون دينار لتحسين البنية التحتية وتوفير فرص عمل للسكان، منها مشاريع كشكات سياحية للسيدات وعائلات أم صيحون .  

ليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها المنطقة احتجاجات؛ ففي عام 2017، أغلقت مجموعة من السكان طرقًا احتجاجًا على توقيف أحد أفراد العشيرة، مما يعكس نمطًا من التوترات المتجددة بين المجتمع المحلي والجهات الرسمية .  


تُعد أم صيحون – البوابة الشمالية لمحمية البتراء – منطقة حيوية وحساسة بسبب قربها من الموقع الأثري العالمي. ومع تزايد الكثافة السكانية (4 آلاف نسمة على مساحة 2 كم²)، تبرز الحاجة إلى حلول توافقية تدمج بين الحفاظ على التراث وضمان حقوق السكان، كما يطالب خبراء بتعزيز الحوار المجتمعي لتجنب تصاعد الأزمات .  


فيما تُجرى التحقيقات حول حادث المركبة، تبقى أم صيحون نموذجًا لصراعٍ بين التنمية المستدامة وواقع المجتمعات المحلية، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً لتحقيق التوازن بين حماية التراث وضمان العدالة الاجتماعية.