تشكل قصة "عباس بن فرناس: حكيم الأندلس" للدكتورة سناء الشعلان إضافة متميزة إلى أدب الأطفال، حيث تسلط الضوء على شخصية عربية بارزة جسّدت حلم الإنسان بالطيران، في إطار إبداعي يجمع بين الرسالة التربوية والتأثير البصري الجذاب.
غلاف يحلّق بأجنحة الإبداع
يعكس غلاف القصة مضمونها وأهدافها التعليمية من خلال تصميم بصري لافت. يتصدر الغلاف عنوان كبير بخط واضح وجذاب يناسب الأطفال، مع التركيز على اسم "عباس بن فرناس" لإثارة الفضول. تتوسط الغلاف صورة لعباس بن فرناس بأجنحة، في إشارة إلى حلم الطيران الذي ارتبط به. كما تضفي الخلفية، التي تضم مآذن ومبانٍ أندلسية، بُعدًا تاريخيًا وثقافيًا يعزز سياق القصة، فيما ترمز الحمائم الطائرة إلى الحرية والطيران.
الرسالة والمضمون
تقدم القصة نموذجًا ملهمًا للأطفال عبر شخصية عباس بن فرناس، الذي يعكس قيم الاجتهاد والإصرار على تحقيق الأحلام. وتتميز القصة بتركيزها على شخصيات عربية تاريخية، مما يعزز الهوية الثقافية في أذهان الأطفال. وتطرح القيم التربوية مثل الاجتهاد، البحث العلمي، والتغلب على التحديات، وهي قيم ضرورية لتنمية الوعي الإيجابي لدى الأطفال.
الأسلوب السردي
نجحت الدكتورة سناء الشعلان في استخدام أسلوب سردي بسيط ومباشر يناسب الفئة العمرية المستهدفة، حيث تتنوع النصوص بين الحوارات والسرد، مع الحفاظ على التشويق والترابط بين الأحداث، مما يضمن تفاعل الأطفال مع القصة وفهمهم لمضامينها.
الإخراج الفني
يلعب الإخراج الفني دورًا مهمًا في تعزيز تجربة القراءة. فقد أبدع المصمم إبراهيم شاكر، بمشاركة الفنانة هديل زكارنة، في تقديم رسومات ملونة تواكب النصوص، مما يسهم في تعزيز التصور البصري للأحداث والشخصيات. الصور تدعم القصة وتثير خيال الطفل، مع تنسيق ألوان مريح وجذاب يعكس روح المغامرة والطموح.
التأثير الثقافي والمعرفي
تعد القصة جزءًا من مشروع "مكتبة الأسرة الأردنية"، وهو دليل على قيمتها الثقافية والتعليمية. حيث تسهم في إحياء التراث العربي الإسلامي والتعريف بشخصياته العظيمة. نجاح القصة في الوصول إلى طبعات متعددة وترجمتها إلى لغات أخرى يعكس أهميتها كأداة تعليمية، تسهم في تعزيز الوعي بالهوية الثقافية للأطفال.
الخلاصة
تُعد "عباس بن فرناس: حكيم الأندلس" للدكتورة سناء الشعلان نموذجًا رائدًا في أدب الأطفال، حيث تجمع بين القيم التربوية والسرد التاريخي بأسلوب مشوق. نجحت القصة في تعزيز الوعي بالتراث العربي، وتشجيع الأطفال على التمسك بالقيم الإيجابية، إلى جانب تمكينهم من فهم أهمية الطموح والإبداع في حياتهم.