في منصة السلع، تحلق القصيدة والمقالة في فضاءات العروبة، التي يتجمع فيها الادباء واهل الثقافة، تحت ظلال
ملتقى السلع الثقافي
فقد اكتنزت المادة هذه بقصائد للسورية نبيلة متوج، ولليمنية عائشة المحرابي، الى جانب اهتمامات انتصار الخطاطبه ونجاح الهواوسة، من الاردن، بالتراث والشعر الذي يطوف بالبادية العربية
وتحت عنوان تراثنا الثمين، نشرت الاديبة انتصار الخطاطبه
التراث الاردني كنز ثمين، نجده في ارجاء المملكة، وفي كل المحافظات ،
فهو الدليل على تاريخنا، والوضاءة لهويتنا، والناطق باسمنا في كل منطقة وبنيان
وقد تمكنت وزارة الثقافة من تحقيق منجز إبداعي ثقافي تراثي وطني كبير،.. عبورا إلى مئوية جديدة فيه إرثنا الثقافي والإنساني والاجتماعي الذي تركه البناة الأوائل، متسلحين به، مستندين إلى جذوره وطاقاته المعرفية والإنسانية.
وهو المكنز الذي يعد حصيلة عمل دؤوب لخبراء ومختصين بالتراث، ولجان قدمت كل ما يمكن ان تقدم منذ عام ٢٠١٠، في انجاز يضع قاعدتنا المعرفية والإنسانية ضمن التراث المعرفي والإنساني العالمي،
هو كنوز ثقافية حقيقية في مكنز واحد، وتتاح لكل باحث ودارس.
لقد قامت اللجان العاملة على إنجاز هذا المكنز على جمع ما يقارب من مئة ألف مفردة في مختلف المجالات التراثية، ومن محافظات الوطن جميعا وشرح معانيها وضبط تشكيلها، بهدف حفظها من الضياع، ليصدر بشكله الحالي في خمسة مجلدات يستفيد منه الباحثون في مجال التراث والأدب والفنون واللغة ومجالات علم الاجتماع والتاريخ، والقائمون على المتاحف، والإعلاميون وهوالمتخصصون في إعداد البرامج المرتبطة بالتراث، والقائمون على مراكز البحوث التراثية والاجتماعية والمكتبات المتخصصة بالتراث، ويشكّل معجما نوعيا خاصا بتراثنا الشعبي ومفرداته المحكية.
يذكر أن مشروع المكنز ثقافي متصل بآفاق عربية وعالمية قام على جهود حثيثة لخبراء أردنيين مختصين بالتراث، بإشراف وزارة الثقافة ورعايتها ممثلة بمديرية التراث.
ويسعى المشروع إلى إحياء التراث الأردني وحفظه من الضياع، من خلال تكوين قاعدة بيانات أردنية في مجال المأثورات الشعبية، وذلك بعد جمع الألفاظ المتداولة وشرح معانيها وضبطها وتشكيلها.
ويهدف المشروع إلى جمع المفردات المحكية لكل منحى من مناحي الحياة العامة في الأردن، ووضع شرح موجز لكل مفردة من المفردات التي تم جمعها، وتصنيف وإدخال سائر البيانات المتعلقة بالمكنز حاسوبياً وفق قاعدة بيانات خاصة، وتهيئة البيانات المدخلة فنياً وإخراجها في شكل معجم نوعي خاص بالتراث الشعبي في الأردن، وأن تنسجم خطة المكنز وتتكامل مع التجارب العربية المشابهة.
وقد عمل المشروع وفق مسارين في جمع التراث الشعبي الأردني غير المادي ميدانيا ووثائقيا من خلال ما نص عليه مشروع الاتفاقيات العربية لحماية المأثورات الشعبية، ومن خلال المشروع الوطني لجمع التراث الشعبي الأردني، ضمن خطة الوزارة لحفظ التراث وصونه واستكمال ما لم يجمع جمعه،
كما تمت العملية من خلال عملية الجمع الميداني وفقاً للمحاور التي تبنتها منظمة اليونسكو، وهي العادات والتقاليد الشائعة في المجتمع الأردني، الأدب الشعبي وأشكال التعبير الثقافي، الفنون الشعبية وتقاليد أداء العروض، الحرف الشعبية والمهن التقليدية، المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، وتصنيف عناصر التراث الثقافي غير المادي.
أما مراحل الجمع فقد سارت ضمن مرحلتين الأولى، جمع مفردات الحياة الشعبية بكل ما تعنيه هذه الحياة وشرحها بإيجاز. والمرحلة الثانية، فهرسة المفردات وتصنيفها، تمهيدا لإصدارها
يشار إلى أن فكرة المشروع كانت انبثقت من توصيات اجتماع خبراء التراث العرب حول التسجيل وقواعد البيانات في الحفاظ على المعارف التقليدية والفلكلور، بدعوة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة
ونشرت الكاتبة الجزائرية مريم عرجون، مقالا بعنوان
لمن أكتب؟ وقالت
لمن أكتب؟ ولِمَ أكتب؟ لم أحاول قط أن أعرف لمن أكتب؟
جبت في الأرض أجمع من كل العلوم والفنون الحقائب، و ما كان لي في السعي سوى حروب ليس فيها حوارب، أرى فيها ألف معنى للكتابة ولست أدري ما الذي أنا كاتب، أجلس ملطخة بالأسئلة وهي تعبث بي في لجّةِ الوجدان المضطرب، الذي كَدَّسَ جمجمتي بالصدوع، والفكر، والليل يمشي داخلي هوناً يرق، ويرق، أحاولُ بما تبقى لي أن أقاومَ السؤال الذي ردني لنفسي ردا عنيفا، ثم استوت نفسي في جلستها وقالت مرة أخرى: لمن تكتبي هذا الذي تكتبيه؟
أبحث بين أكداس كتب التاريخ، ونُقُوشِ التَّضَارِيس، والشمس، والإنسان، والرمل، ومن كتب العبادة، والصلاة، ولا أجد غير لغة أحزان عربية من الكتب الموبوءة، على مدِّ البَصَرْ مفرداتها مقصورة مكسورة لتلغي جميع المفردات، لأكتب للعالم، للشعوب، لرجال السياسة لرجال العلم، لأهل الدين، لأهل السلطان، أكتب للذين لا ندري كيف نشؤوا، أكتب للذين لا يزالون يترفعون، و يتعبدون أنفسهم، وهم في خلال ذلك علماء بائسون إلا من عصم الله، أنا أكتب للذين فتنتهم النعم، والترف، والملذات، إلى شعوب هاجها ما يهجيها، أنا أكتب للذين تلعق بطونهم، وعقولهم باسم الدين نارًا حامية، اكتب عن الوطن المتاح كيف يضحك، وكيف لا يحب الرؤى و لا يحب الحنين، المثخن بالأنين و مفعما بالسراب الجميل، أكتب لذي أنس ذهنهم ثاقب، وليس لهم سمع ولا بصر، أكتب عن كل منعطف عربي حزين، وعن بلاد الحزن التي يقهر فيها حتى الجنين، و للعالم المخنوق بالأضواء التي تتوالى فيه المشاهد عن مدن الخراب، وعن مسامعهم وعقولهم التي لا تبيت على شفع ولا تغدو على وتر، أكتب عن بلاد جرداء اختلطت بالأشلاء و امتلأت شوارعها جثثاً وأنصاف الأحياءِ، أكتب عن هذا الغراب الغبي على ماذا يفتش في هذا الحطام فينا، هذا الغراب الغبي، المتسلل من الحدائق، والفنادق، والخنادق، ومن حقول الموت كالطوفان، ليشرب نبيذه الأسود من دم الأكفان، أيفتش عن العروبة التي صارت فينا بالقواضب تحصد، و آلَت بقايا من غبار، أم عن الديار التي تجردت منا و آلت إلى سوطِ نارْ، أكتب ولكن من يسمع من يهتم؟ والجميع يرتدي قناع البطولة، أكتب لأنني لا أستطيع الصمت أمام هذا الموت البطيء، أمام هذا الوطن الذي يحتضر أو ربما مات ولم يدفن بعد، أكتب لأن الحزن أكبر من أن أحتمله وحدي، ولأنني ربما أجد في الكتابة وسيلة للتعبير عن الألم الذي يملأ قلبي، أكتب لأنني أرفض أن أكون جزءًا من هذا الصمت القاتل، ولأن الكتابة هي الوسيلة الوحيدة المتبقية لي لأصرخ بألم المدن الملبدة بالخيبة، والأوطان الموحشة التي تسكنها الظلال، والتاريخ العابر الذي صار جزءا من هويتنا الجديدة، والعروبة التي غزاها الطغاة، ولم تعد سوى اطلال لماض مجيد، و صارت وهما يتلاشى في هواء ملطخ بالخذلان، يذكرني ويذكر من تبقى من الحالمين مثلي، باننا كنا يوما أصحاب حضارة، وثقافة، وكرامة، أكتب لأن الكلمات وإن كانت عاجزة عن احياء ما مات إلا أنها قادرة على إبقاء الذاكرة حية.
أكتب لأعبر عن الحب، الحزن، الأمل، والخيبة للجميع، ولنفسي، ولعالمٍ لا يسمع إلا الصراخ، وللإنسانية جمعاء التي لم تعرف أبدا ليلا بهذا الطول، وهذا السواد، وبهذا التوحش كما تعرفه هذه الأيام، وكلما لاحظت اليقين المهزوز لمدعي العقائد من حولي شعرت بشيء من الفخر لرسوخ فكري وسموه.
فهل يجب أن أكتب عن أحشاء إنسان تحترق، وشعوب كأسمال بالية تتمزق، أم لرجل واحد فقط من غمار هذا الخلق، الذي جاء من علق صبحٍ وفي غَسقِ، هذه هي الكتابة إذن.
قالت : أ لرجل واحد فقط أ مِن قلة أنتم؟
لا ولا أرى فيمن أراهم إلا حفاء الوثير، بل كغيث من الوهن يصلي في العراء، يستريحون ﻓﻲ مقاعد الجبن، يُتابعون الطرب الحزين ﻓﻲ مسارح أوطانهم وينحنون للريح، كي لا تُطفئَ السراج.
وفي نصها الشعري " متى يرتوي " كتبت الشاعرة اليمنية عائشة المحرابي من ديوان سلاما أيها الفجر
يَنثرُ الوجْدُ علىٰ جراحي ملحَهُ،
وتَنثرُ الأشواقُ جمراً
تكتوي الخلجاتُ منهُ،
وبلا اتجاهٍ
ترحلُ أمنياتٌ هائماتٌ ،
ونبضٌ يُعلِقُهُ الانتظارُ
بينَ سمواتٍ وعْدٍ
و أرضِ ضياعْ .
تداعتْ حِبالُ الرجاءِ
وأدركَ زهْرَاصطباري الذبول!
وفي الكلامِ
غرِقَ الكلامُ ،
وخبا ضياءُ الحُلُم،
انتحرتْ مصابيحي
على جدْرِ الظلامْ،
أملي تَبخر ،
عواطفي بحنيِنها ناءتْ،
غرِقتْ مع النسيانِ
في صحرائِهِ،
تاهتْ هْناكْ ...!
هذا الوجودُ يُعانقُ الذكرى
أحقاً هكذا طبْعُ الليالْ
أم أنَّ ليليَّ وحدَهُ
مِثْلُ حكايا ليلةٍ من ألفِ ليلة؟!
يُقطّعُ ليلي رؤوسَ الأماني،
وحرفي يُجافي حُبورَ الهديلْ!
و وجهي :
يُمارسُ في الطرقاتِ تَسكُعَهُ،
والضُحىٰ مُكفهرٌ ثقيلْ
لا الوِصالُ تجدّدَ،
ولاأينعتْ للوفاءِ بذورُالسنابلْ،
والعاشقُ الغِرُّ
مازالَ يَثملُ،و...
لمْ يرتوِ
لمْ يرتوِ...
أوَتكرهيننيْ كذلك للمحرابي ، وفيها
أوَتكرهيننيْ؟ !!!
يا زهرةَ (اللوتسِ )،
عِطرَ الياسمينِ
أوتكرهيننيْ ؟!!
وأنتِ أذكارُ الهوىٰ
صُبحاًو مساءْ ،
وأنتِ بسملةٌ لنبضِ العفوِ
اِحْتِشاديْ بالرجاءْ !!
اغفريْ ليْ بعضَ طيشيْ،
وجنونيْ،
هذّبينيْ ،
قلّميْ أظفارَ إهماليْ وسهويْ
علّمِينيْ :
أشربُ الأشعارَ مِنْ شفتيِّكِ
أقرأها رِضاباً
وشِفاءً لأنينيْ،
وانصِفيْ لَهَفيْ عليكِ
فقدْ نتوأمُ ألفَ عامٍ
بالجنونِ ،
واليومَ يعتذرُ الجنونُ لكِ
ويسألُكِ بِحقِّ أسَاهُ
أنْ لاتكرهينيْ!
إنيْ بنيتُ بأضلُعيْ
لكِ خيمةً
وغرستُ أشجارَ الفرحِ ،
والوردِ
والحِناءْ ،
وجمعتُ أشواقيْ
قُصاصاتٍ مطرزةً
برناتِ القُبَلْ !!
أوَتكرهيننيْ ؟ !!
وأنتِ ميلادٌ لِحبيْ
في خريفِ العمرِ
من طولِ انتظارٍ
واصطبارْ
أُلقِمُ الأيامَ عِطْرَكِ
فرحةً فرحةْ ..
فتكبرُ أُمنياتي
أعودُ غُصناً للصِبا
في مرتعيْ
تتساقطُ الأزهارُ سعداً
أتلقّفُها ابتساماتٍ
وضحكاتٍ
وميعادَ لقاءْ ..
فيطيبُ جُرحيْ
بينَ أحضانِ الوفاءْ !!
أنتِ سيِّدةُ النساءْ
فاعرشيْ ليْ فوقَ كفّيكِ
ظلالَ الكُستناءْ ،
ودعينيْ
أجتبيْ تفاحةً من وجنتيّكِ
غيرَ تفاحةِ (آدمَ)
علّنيْ أصحَبُكِ
في جنةِ الخلود
وللمحرابي زَهْرَةُ السَوْسَنْ ، التي تقول فيها
مِنْ رُّوْحِ الحَرْفِ
يَقْرَأُ زَهْرَتَهُ
كَألَفِ حِكَايَةٍ وحِكَايَةْ!،
يَغْسِلُهَا بالشَجَنِ الهَاطِلِ
مِنْ لَوْعَتِهِ
ويُعَطِرُهَا بالأَشْوَاقْ،
يُخْبِرُهَا عَنْ قَلْبٍ
هِيَّ نَبَضَاتُهُ،
عَنْ فَارِسِ حُبٍّ
تَصْرَعَهُ الغَيْرَةُ
مِنْ عِزْةِ أَحْرُفِهَا ،
وتَهَافُّتِ الأَنْفَاسِ
إلىٰ مِحْرَابِ لُقَاهَا ،
وعَنْ عِطْرِ خُطَاهَا
مِنْ حُرْقَةِ أشْوَاقٍ
آسِرَةٍ بِهَواهَا ،
يَزْرَعُ زَهْرَتَهُ فيْ مَشَاتِلِ عَيْنيّهْ،
وبَيْنَ ضُلُوعِهِ
تُزْهِرُ سَوْسَنَتُهْ
يَرَاهَا خَلْفَ شِرَاعِ البَوْحِ
قَصِيدَتَهُ العَصْمَاءْ
مُبَلَلةً بِنَدىٰ الوَعْدِ،
يُرْسِلُهَا فيْ مَسْمَعِ الرّيِحِ
مَوَاوِيلَ شَغَفْ،
وقَنادِيلَ جُنُونْ،
يَسْتَعذِبُ أنْخَابَ الوَجْدِ،
يَتَحَصَنُ بِسِيِّاجِ الَلوْعَةِ
فيْ أحْرَاشِ الشَوْكْ،
ويُدْمِيْ كَفْيِّهِ
ليَطَالَ خُدُودَ الوَرْدْ!!.
وللشاعرة في البادية نجاح الهواوشة، قصائد منها
وعلى أعتاب السنين
اتساءل انا وظنوني
ماذا فيها ومابها
عني.
كأنها يوم
عدا على عجلٍ
لا أقدر ان اتجاهل
او له انكر
بل له احنّي.
اقارن مابين
حاضر وماضي
زاد فيه الالم
و قد نال مانال
مني.
حينما تعودنا الذكرى
وتجلس بين الوتين
والقلب تشغل
فكري وظني.
اغمض عيني
واقابل حكايا
واعزف لحنها
قيثارة فني.
اطاوع روحي
واحلق عاليا
واكاد ان أجزم
واجزم انه تجني.
تاه فكري مع
ترانيم الايام
ودقت اجراسه في
مضجع التعني
وعلى صوت االعقل
وعلى شاطى القلوب
سابحا يترنح
بعض مني.
استرسل خيالي بعيدا
وطفنا في ردهات الكون
نقلب صفحات الايام
وخاب ماكان
به التمني.
اما الشاعرة السورية نبيلة متوج، فلها قصائد عل المنصة منها